فوائد حديث : ( ... عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتمًا من ذهب أو فضة وجعل فصه مما يلي كفه ونقش فيه محمد رسول الله فاتخذ الناس مثله فلما رآهم قد اتخذوها رمى به وقال : لا ألبسه أبدًا ثم اتخذ خاتمًا من فضة فاتخذ الناس خواتيم الفضة ) و جميع ألفاظه . حفظ
الشيخ : أقرب شيء عندي والله أعلم أن المسألة أولا في الذهب يعني إذا قلنا بعدم وهم الراوي بإمكان الجمع، فنقول اتخذ الذهب فاتخذ الناس خواتيم من الذهب ثم رمى به وطرحه، وهذا الاتخاذ للزينة وإلا للختم؟
السائل : للزينة.
الشيخ : أه؟ للزينة، ثم حُرّم فنزعه وقال لا ألبسه، ثم بعد ذلك اتخذ خاتما للختم فلما رءاه الناس اصطنعوا خواتيم ولكن لا يلزم أن يكونوا كما قال المؤلف أو كما قال في أحد الأجوبة إنهم جعلوا عليها ختم محمد رسول الله، هذا بعيد جدا، وأيضا لو كان كذلك لقال اتخذ الصحابة خواتيم مثله، وإنما قال: اصطنعوا الخواتيم، فهم اصطنعوا خواتيم يتزينون بها، وهو اصطنعه من أجل الختم، فلما رءاهم عليه الصلاة والسلام اصطنعوا هذا للتزيّن طرحه من أجل موافقة أصحابه، وكان يحب عليه الصلاة والسلام أن يكون هو أول من يترك ما نهى عنه، فطرحه فطرحه الناس، ولما طرحه الناس رجع هو فاتخذه ليختم به. وهذا جواب ليس فيه تكلّف، وليس فيه توهين للراوي، وهو قريب جدا من الواقع.