فوائد فقهية من حديث : ( ... قال : أردف رسول الله صلى الله عليه وسلم الفضل بن عباس يوم النحر خلفه على عجز راحلته وكان الفضل رجلا وضيئا فوقف النبي صلى الله عليه وسلم للناس يفتيهم وأقبلت امرأة من خثعم وضيئة تستفتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فطفق الفضل ينظر إليها وأعجبه حسنها فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم والفضل ينظر إليها فأخلف بيده فأخذ بذقن الفضل فعدل وجهه عن النظر إليها فقالت : يا رسول الله إن فريضة الله في الحج على عباده أدركت أبي شيخًا كبيرًا لا يستطيع أن يستوي على الراحلة فهل يقضي عنه أن أحج عنه قال : نعم . ) حفظ
الشيخ : يستفاد من هذا الحديث بالنسبة للمسائل الفقهية أنه إذا كان العاجز عن الحج لا يرجى زوال عجزه فإنه يحج عنه، وأنه يجوز أن تحج المرأة عن الرجل.
وفيه أيضا من الفوائد، الحديث أنه لا يشترط أن يعلن من أراد أن يحج عنه، وجه ذلك ؟ أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل لها هل استأذنت منه ؟ ولم يقل لها نعم إن أذن لك، ولأن الدين لو قضيته عن شخص بدون أن يأذن لبرئت ذمته فهكذا أيضا دين الله عز وجل.
ومن فوائده أنه لا يشترط في وجوب الحج القدرة البدنية، لقولها : " إن فريضة الله في الحج على عباده "، ولم يقل لها إن أباك لا فرض عليه فإذا كان قادرا بماله لكن عاجزا ببدنه وجب عليه الحج أو لا ؟ يجب، قادر ببدنه عاجز بماله ؟ يستطيع، يروح مثلا يكون خادما، يمشى على قدميه، قد يكون في مكة مثلا.