فوائد حديث : ( ... عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد لبنًا في قدح فقال : أبا هر الحق أهل الصفة فادعهم إلي قال : فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم فدخلوا ) حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
إذا دُعي الرجل فجاء هل يستأذن أو نقول إن دعوته إذن ؟ في هذا خلاف بين العلماء، فمنهم من قال هو إذنه، يعني دعوته إذنه ولا حاجة إلى أن يستأذن.
ومن العلماء من قال بل يستأذن.
ولعل هذا يرجع إلى العرف والعادة، فإذا جرت العادة بأن دعوته إذن فهو إذن، كما لو جاء إلى البيت حضر إلى البيت ووجد الباب مفتوحا، والناس يدخلون فهذا إذن لا يحتاج أن يستأذن، أما لو وجده مغلقا فإنه يستأذن وإن كان قد دُعي، لأن الرجل قد يكون دخل البيت في الداخل وأغلق الباب، وحينئذ لا ينبغي أن تدخل إلا باستئذان.
فيكون في المسألة فيه تفصيل.
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه في قصة أهل الصفة فيه قصة مشهورة وهو أن أبا هريرة رضي الله عنه شرب حتى روي فقال : ( اشرب أبا هر )، فقال : " لا أجد له مساغا "، فيستفاد منه أنه يجوز أن يملأ الإنسان بطنه أحيانا، لكن من الشيء الخفيف أيضا، لأن اللبن خفيف، لا من الطعام الثقيل، ولهذا قال شيخ الإسلام رحمه الله : إنه لا يجوز للإنسان أن يأكل طعاما يتأذى به أو يحصل له منه تخمة، التخمة تغير البطن والمعدة، لأن هذا من الإضرار بالبدن، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( لا ضرر ولا ضرار ).