فوائد حديث : ( ... عن سهل قال : كنا نفرح يوم الجمعة قلت لسهل : ولم ؟ قال : كانت لنا عجوزا ترسل إلى بضاعة قال ابن مسلمة : نخل بالمدينة فتأخذ من أصول السلق فتطرحه في قدر وتكركر حبات من شعير فإذا صلينا الجمعة انصرفنا ونسلم عليها فتقدمه إلينا فنفرح من أجله وما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة ) حفظ
الشيخ : الله أكبر، هذا يؤخذ منه حال الصحابة رضي الله عنهم وشدة فاقتهم، يفرحون بيوم الجمعة من أجل هذا الطعام الذي تقدمه إليهم هذه العجوز.
وفي هذا الحديث دليل على أن الرجال يسلمون على المرأة، وإذا كانت المسألة مثل هذه القصة فلا بأس بتسليم الرجال على المرأة لأنه ليس هناك فتنة، فليس هناك خلوة وليس هناك محذور، الرجال جماعة والمرأة عجوز.
وأما إذا كانت المرأة شابة والرجل واحدا فإن السلام هنا يوقع في الفتنة، ولذلك لا نقول بمشروعية السّلام هنا، لما في هذا من الفتنة بالنسبة للرجل وبالنسبة للمرأة، ولو قلنا إن الشاب إذا مر بالشابة سلم عليها لحصل في هذا شر كثير، لكان كل الشباب الذين ليس فيهم خير يحبون أن يترددوا على الشابات، كلما وجد شابة أسرع السلام عليك، وحصل في هذا فتنة عظيمة، فلذلك نقول إذا كانت المسألة كما كان الصحابة رضي الله عنهم جماعة يأتون إلى امرأة عجوز، الفتنة مأمونة من كل وجه، ويسلمون عليها فهذا لا بأس به؟
كذلك إذا كانت المرأة من معارفه، وممن يتردد إليه كثيرا في البيت فمر بها في بيته عند أهله يسلم، ولا حرج في هذا.
المهم أن الأصل هو الجواز، لكن إذا كان هناك محذور فإنه يجب المنع منه.