قراءة من شرح صحيح البخاري لابن حجر مع تعليق الشيخ . حفظ
القارئ : " قوله : باب من رد فقال عليك السلام
يحتمل أن يكون أشار إلى من قال : لا يقدم على لفظ السلام شيء، بل يقول في الابتداء والرد : السلام عليك، أو من قال : لا يقتصر على الإفراد بل يأتي بصيغة الجمع، أو من قال : لا يحذف الواو بل يجيب بواو العطف فيقول وعليك السلام، أو من قال : يكفي في الجواب أن يقتصر على عليك بغير لفظ السلام، أو من قال : لا يقتصر على عليك السلام بل يزيد ورحمة الله.
وهذه خمسة مواضع جاءت فيها آثار تدل عليها، فأما الأول فيؤخذ من الحديث الماضي أن السلام اسم الله فينبغي أن لا يقدم على اسم الله شيء، نبه عليه ابن دقيق العيد، ونقل عن بعض الشافعية أن المبتدئ لو قال عليك السلام لم يجزئ.
وذكر النووي عن المتولي أن من قال في الابتداء وعليكم السلام لا يكون سلاما ولا يستحق جوابا، وتعقبه بالرد فإنه يشرع بتقديم لفظ عليكم، قال النووي : فلو أسقط الواو فقال عليكم السلام قال الواحدي فهو سلام ويستحق الجواب، وإن كان قلب اللفظ المعتاد.
هكذا جعل النووي الخلاف في إسقاط الواو وإثباتها والمتبادر أن الخلاف في تقديم عليكم على السلام كما يشعر به كلام الواحدي، قال النووي ويحتمل وجهين كالوجهين في التحلل بلفظ عليكم السلام، والأصح الحصول، ثم ذكر حديث أبي جري، وقد تقدم الكلام عليه في الباب الأول.
وأما الثاني فأخرج البخاري في الأدب المفرد من طريق معاوية بن قرة قال : قال لي أبي قرة بن إياس المزني الصحابي "
.
الشيخ : إذن الأفضل أن يبدأ بالسلام فيقول : السلام عليك، وفي الرد أن يقول : عليك السلام، ليتبين الفرق بين الابتداء وبين الجواب، نعم.
القارئ : " قوله : باب من رد فقال عليك السلام
يحتمل أن يكون أشار إلى من قال : لا يقدم على لفظ السلام شيء، بل يقول في الابتداء والرد : السلام عليك، أو من قال : لا يقتصر على الإفراد بل يأتي بصيغة الجمع، أو من قال : لا يحذف الواو بل يجيب بواو العطف فيقول وعليك السلام، أو من قال : يكفي في الجواب أن يقتصر على عليك بغير لفظ السلام، أو من قال : لا يقتصر على عليك السلام بل يزيد ورحمة الله.
وهذه خمسة مواضع جاءت فيها آثار تدل عليها، فأما الأول فيؤخذ من الحديث الماضي أن السّلام اسم الله فينبغي أن لا يقدم على اسم الله شيء، نبه عليه ابن دقيق العيد، ونقل عن بعض الشافعية أن المبتدئ لو قال عليك السلام لم يجزئ.
وذكر النووي عن المتولي أن من قال في الابتداء وعليكم السّلام لا يكون سلاما ولا يستحق جوابا، وتعقبه بالرد فإنه يشرع بتقديم لفظ عليكم، قال النووي : فلو أسقط الواو فقال عليكم السلام قال الواحدي فهو سلام ويستحق الجواب، وإن كان قلب اللفظ المعتاد.
هكذا جعل النووي الخلاف في إسقاط الواو وإثباتها والمتبادر أن الخلاف في تقديم عليكم على السلام كما يشعر به كلام الواحدي، قال النووي ويحتمل وجهين كالوجهين في التحلل بلفظ عليكم السلام، والأصح الحصول، ثم ذكر حديث أبي جري، وقد تقدم الكلام عليه في الباب الأول "
.
الشيخ : الواقع أن هذه المسألة الرد في قوله السلام عليك ينبغي أن لا تعلل، ينبغي أن يدلل لها، لأن الحديث الذي ساقه المؤلف معلقا : وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( رد الملائكة على آدم : السلام عليك ورحمة الله )، هذا رد من الملائكة على آدم، ما حاجة أن نعلل ونقول لأن السلام من أسماء الله فينبغي أن يقدم، لو أنه أشار إلى هذا لكان أحسن، نعم.
القارئ : " ثم ذكر حديث أبي جري، وقد تقدم الكلام عليه في الباب الأول، وأما الثاني فأخرج البخاري في الأدب المفرد من طريق معاوية بن قرة قال قال لي أبي قرة بن إياس المزني الصحابي : إذا مر بك الرجل فقال السلام عليكم، فلا تقل وعليك السلام فتخصه وحده فإنه ليس وحده، وسنده صحيح.
ومن فروع هذه المسألة لو وقع الابتداء بصيغة الجمع فإنه لا يكفي الرد بصيغة الإفراد، لأن صيغة الجمع تقتضي التعظيم فلا يكون امتثل الرد بالمثل فضلا عن الأحسن، نبه عليه بن دقيق العيد "
.
الشيخ : قوله : " من فروع المسألة " مع أن الأثر هكذا جاء، الأثر ما جاء هكذا ؟ في الجمع في السلام، قوله : " ومن فروع هذه المسألة " مع أنها هي المسألة!
السائل : ... الأثر الأول فيه التقديم ـ تقديم السلام على ...
الشيخ : يعني في الرد؟ إذا قال السلام عليكم فلا تقل وعليك السلام، نهى على أن ترد بالإفراد مع أنه سلم بالجمع. طيب.
القارئ : " ومن فروع هذه المسألة لو وقع الابتداء بصيغة الجمع فإنه لا يكفي الرد بصيغة الإفراد ".
الشيخ : مو هذا الأثر ، هذا الأثر، طيب.
القارئ : " لأن صيغة الجمع تقتضي التعظيم فلا يكون امتثل الرد بالمثل فضلا عن الأحسن، نبه عليه ابن دقيق العيد.
الشيخ : ما هو هذا الأثر ؟ هذا هو، هذا الأثر. طيب.
القارئ : وأما الثالث فقال النووي اتفق أصحابنا أن المجيب لو قال عليك بغير واو لم يجزئ وإن قال بالواو فوجهان "
.
الشيخ : ووجه ذلك أنهم اتفقوا أنه إذا قال عليك لم يجزئ، وفي عليك وجهان، لأنه إذا قال وعليك فإنه معطوف على قوله : السلام عليك، يعني وعليك السلام الذي بدأت به، أما إذا قال عليك لم تكن هذه الجملة مبنية على الجملة السابقة، فما الذي هو عليه ؟ هل هو السلام، أو عليك كذا من الأشياء الأخرى، نعم، طيب.
القارئ : " وأما الثالث فقال النووي اتفق أصحابنا أن المجيب لو قال عليك بغير واو لم يجزئ وإن قال بالواو فوجهان.
وأما الرابع فأخرج البخاري في الأدب المفرد بسند صحيح عن ابن عباس أنه كان إذا سلم عليه، يقول : وعليك ورحمة الله.
وقد ورد مثل ذلك في أحاديث مرفوعة سأذكرها في باب كيف الرد على أهل الذمة.
وأما الخامس فتقدم الكلام عليه في الباب الأول "
.
الشيخ : الخامس ما هو ؟ طيب، الحديث تقرأه ؟
السائل : ...
الشيخ : واش ردوا اقرأ الحديث ما فيه مانع.
القارئ : عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( خلق الله آدم على صورته، طوله ستون ذراعا، فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك، النفر من الملائكة، جلوس، فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن ).
" قوله : فزادوه ورحمة الله فيه مشروعية الزيادة في الرد على الابتداء وهو مستحب بالاتفاق لوقوع التحية في ذلك في قوله تعالى : (( فحيوا بأحسن منها أو ردوها ))، فلو زاد المبتدئ ورحمة الله استحب أن يزاد وبركاته، فلو زاد وبركاته فهل تشرع الزيادة في الرد ؟ وكذا لو زاد المبتدئ على وبركاته هل يشرع له ذلك ؟ أخرج مالك في الموطأ عن ابن عباس قال انتهى السلام إلى البركة.
وأخرج البيهقي في الشعب من طريق عبد الله بن بابيه قال جاء رجل إلى ابن عمر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته، فقال : حسبك إلى وبركاته انتهى إلى وبركاته.
ومن طريق زهرة بن معبد قال : قال عمر : انتهى السلام إلى وبركاته، ورجاله ثقات.
وجاء عن ابن عمر الجواز، فأخرج مالك أيضا في الموطأ عنه أنه زاد في الجواب : والغاديات والرائحات.
وأخرج البخاري في الأدب المفرد من طريق عمرو بن شعيب عن سالم مولى ابن عمر : قال كان بن عمر يزيد إذا رد السلام، فأتيته مرة فقلت : السلام عليكم، فقال : السلام عليكم ورحمة الله، ثم أتيته فزدت وبركاته، فرد وزاد وطيب صلواته.
ومن طريق زيد بن ثابت أنه كتب إلى معاوية السلام عليكم يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ومغفرته وطيب صلواته.
ونقل ابن دقيق العيد عن أبي الوليد بن رشد أنه يؤخذ من قوله تعالى : (( فحيوا بأحسن منها )) الجواز في الزيادة على البركة إذا انتهى إليها المبتدئ.
وأخرج أبو داود والترمذي والنسائي بسند قوي عن عمران بن حصين قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : السلام عليكم، فرد عليه وقال : ( عشر )، ثم جاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله، فرد عليه وقال : ( عشرون )، ثم جاء آخر فزاد وبركاته فرد وقال : ( ثلاثون ).
وأخرجه البخاري في الأدب المفرد من حديث أبي هريرة، وصححه ابن حبان وقال : ثلاثون حسنة، وكذا فيما قبلها صرح بالمعدود.
وعند أبي نعيم في عمل اليوم واليلة من حديث علي أنه هو الذي وقع له مع النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.
وأخرج الطبراني من حديث سهل بن حُنيف بسند ضعيف رفعه : ( من قال السلام عليكم كتب له عشر حسنات، ومن زاد ورحمة الله كتبت له عشرون حسنة، ومن زاد وبركاته كتبت له ثلاثون حسنة ).
وأخرج أبو داود من حديث سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه بسند ضعيف نحو حديث عمران وزاد في آخره : ثم جاء آخر فزاد ومغفرته، فقال : ( أربعون )، وقال : ( هكذا تكون الفضائل ).
وأخرج ابن السني في كتابه بسند واه من حديث أنس قال : كان رجل يمر فيقول السلام عليك يا رسول الله، فيقول له : ( وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه ).
وأخرج البيهقي في الشعب بسند ضعيف أيضا من حديث زيد بن أرقم كنا إذا سلم علينا النبي صلى الله عليه وسلم قلنا وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته.
وهذه الأحاديث الضعيفة إذا انضمت قوي ما اجتمعت عليه من مشروعية الزيادة على وبركاته.
واتفق العلماء على أن الرد واجب على الكفاية، وجاء عن أبي يوسف أنه قال : يجب الرد على كل فرد فرد "
.
الشيخ : خلاص، الذي يظهر والله أعلم أنه يكتفى بالبركة وأنها آخر شيء، إلا إذا اقتضت الحال المؤانسة مع من تسلم عليه أن يرد عليك، فلا بأس، وذلك أن الغالب أن الثلاث يكون فيها الخير والبركة، السلام عليك ورحمة الله وبركاته، وأن ما زاد على الثلاث قد يكون مملا، لأنه لو كل واحد يسلم عليك : السلام عليك ورحمة الله وبركاته ومغفرته ومرضاته وطيب صلواته، كم هؤلاء ؟ هذه ست أو يمكن سبع إذا بغيت، يطول، وبعض الناس يمل، فيكتفى بالثلاث إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك.
ومنه الزيادة مرحبا بك، وأهلا، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا سلم على الأنبياء في ليلة المعراج يردون السلام ويقولون : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح، وقال آدم وإبراهيم : بالابن الصالح والنبي الصالح. نعم.
الحديث الأول ما كملناه لأنه فيه فوائد.
نعيده أو أشرح أنا ؟