فوائد حديث : ( ... أن عائشة رضي الله عنها قالت : دخل رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : السام عليك ففهمتها فقلت : عليكم السام واللعنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مهلا يا عائشة فإن الله يحب الرفق في الأمر كله فقلت : يا رسول الله أولم تسمع ما قالوا ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فقد قلت : عليكم . ) حفظ
الشيخ : هذا الباب كما قال المؤلف رحمه الله : " كيف يرد على أهل الذمة إذا سلموا "، وأتى به المؤلف بصيغة الاستفهام إحالة على ما يفهم من الأحاديث.
ذكر حديث عائشة رضي الله عنها : أنه دخل رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام عليك.
السام يعني الموت، إذن السام عليك بإزاء قولك : الموت عليك، ففهمتها عائشة رضي الله عنها قالت : " عليكم السام واللعنة "، (( إذا حييتم بتحية ))، فعليكم السام هذا الموت والهلاك، اللعنة الطرد والإبعاد عن رحمة الله، فهي قابلتهم بأسوأ مما قالوا، واليهود لا شك أنهم أهل لذلك، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) لكن المقام لا يقتضي هكذا، ولهذا قال لها النبي عليه الصلاة والسلام : ( مهلا يا عائشة، فإن الله يحب الرفق في الأمر كله ).
هذه الكلمة العظيمة : ( يحب الرفق في الأمر كله ) لا في العبادات ولا في المعاملات ولا في المخاطبات ولا في الأمر في المعروف والنهي عن المنكر، فالله يحب الرفق، خذ هذه القاعدة استعملها في كل أحوالك، كن رفيقا، لو لم يأتك من الرفق إلا أن ذلك محبوب إلى الله عزّ وجل لكان كافيا، وإذا أتيت إلى الله ما يحب أعطاك ما تحب.
طيب، وأخبر النبي عليه الصلاة والسلام أيضا في لفظ آخر : ( أن الله يعطي بالرفق ما لا يعطي على العنف ) وهذه أيضا فائدة عاجلة، إذا رفقت في الأمر أعطاك ما لا يعطيك في العنف.
هنا لما قال : ( إن الله يحب الرفق في الأمر كله ) وهم يسمعون اليهود، يسمعون كلام الرسول لها.
قلت: يا رسول الله، أولم تسمع ما قالوا ؟ قال : ( قد قلت: وعليكم ).
إذا قالوا السام عليك، قلت وعليك وش اللي عليك ؟ السام، إذن أعطيتهم مثل ما أعطوني مع الرفق والهدوء، (( وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به )).