فوائد حديث : ( ... سمعت ابن مسعود يقول علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفي بين كفيه التشهد كما يعلمني السورة من القرآن التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وهو بين ظهرانينا فلما قبض قلنا السلام يعني على النبي صلى الله عليه وسلم ) حفظ
الشيخ : سبق لنا أننا قلنا في هذا الحديث أولا هذه الرواية التي ذكرها المؤلف التفسير ليس من عبد الله بن مسعود، لكنه كما قال ابن حجر من البخاري، والبخاري لعله اعتمد على رواية إسماعيل وغيره في أنه من كلام ابن مسعود.
ولكنه تقدم لنا أن هذا تفقه من عبد الله بن مسعود لكنه ليس بصواب، ألا تذكرون هذا ؟ وبيّنا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد أن كان خليفة خطب الناس وعلمه التشهد على المنبر، وفيه أنه قال : ( السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته )، وعمر أفقه من عبد الله بن مسعود، وبحضرة الصحابة ولم ينكر ذلك أحد.
ثم إن الصحابة رضي الله عنهم حين يقولون : السلام عليك أيها النبي لا يقصدون مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم أبدا، لأنهم لا يسمعون الرسول بذلك، هل هم يسمعون الرسول حتى نقول يخاطبونه، فلما مات زال الخطاب، لا، بل يسرونه، فيهم من لم يصل وراءه، يصلي في أطراف المدينة، يصلي في مكة، يصلي في الطائف، يصلي في البر، فالمسألة ليست خطابا حتى نقول إن المخاطب قد توفي وزال.
الثالث أن الرسول صلى الله عليه وسلم علّم عبد الله بن العباس وعلم عبد الله بن مسعود هذا التشهد على وجه الإطلاق ولم يقل ما دمت حيا فإذا مت فقولوا السلام على النبي، ومعلوم أن خطاب الرسول عليه الصلاة والسلام صالح للأمة إلى يوم القيامة.
وبذلك عرفنا أن هذا القول قول ضعيف مرجوح، وأن الصواب أن يقول الإنسان السلام عليك أيها النبي إلى يومنا هذا، بل إلى يوم القيامة.
وبقي أن يقال كيف يقول السلام عليك وهو لا يسمع ؟
فالجواب عن هذا من وجهين:
الوجه الأول : أن من سلّم على الرسول صلى الله عليه وسلم فإن عنده من ينقل سلامه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، يعني بمعنى أنه يحتمل أن الرسول صلى الله عليه وسلم يسمعه هكذا، وإذا كان صنع البشر يسمعون الكلام من بعيد بلفظه فما بالك بالملائكة، ربما تحمل الملائكة الكلام على صوته، بصوت الإنسان، فيسمعه الرسول عليه الصلاة والسلام : السلام عليك أيها النبي، أو ينقلوه : فلان يسلم عليك، الله أعلم، لكن الأول ليس بغريب، هذا الهاتف الآن تسلم على من في أمريكا تقول : السلام عليك.
ثانيا : أن نقول كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم : إنما جاء بصيغة الخطاب لقوة استحضار العبد، كأنه الرسول صلى الله عليه وسلم أمامه يخاطبه.
ولكنه تقدم لنا أن هذا تفقه من عبد الله بن مسعود لكنه ليس بصواب، ألا تذكرون هذا ؟ وبيّنا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد أن كان خليفة خطب الناس وعلمه التشهد على المنبر، وفيه أنه قال : ( السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته )، وعمر أفقه من عبد الله بن مسعود، وبحضرة الصحابة ولم ينكر ذلك أحد.
ثم إن الصحابة رضي الله عنهم حين يقولون : السلام عليك أيها النبي لا يقصدون مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم أبدا، لأنهم لا يسمعون الرسول بذلك، هل هم يسمعون الرسول حتى نقول يخاطبونه، فلما مات زال الخطاب، لا، بل يسرونه، فيهم من لم يصل وراءه، يصلي في أطراف المدينة، يصلي في مكة، يصلي في الطائف، يصلي في البر، فالمسألة ليست خطابا حتى نقول إن المخاطب قد توفي وزال.
الثالث أن الرسول صلى الله عليه وسلم علّم عبد الله بن العباس وعلم عبد الله بن مسعود هذا التشهد على وجه الإطلاق ولم يقل ما دمت حيا فإذا مت فقولوا السلام على النبي، ومعلوم أن خطاب الرسول عليه الصلاة والسلام صالح للأمة إلى يوم القيامة.
وبذلك عرفنا أن هذا القول قول ضعيف مرجوح، وأن الصواب أن يقول الإنسان السلام عليك أيها النبي إلى يومنا هذا، بل إلى يوم القيامة.
وبقي أن يقال كيف يقول السلام عليك وهو لا يسمع ؟
فالجواب عن هذا من وجهين:
الوجه الأول : أن من سلّم على الرسول صلى الله عليه وسلم فإن عنده من ينقل سلامه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، يعني بمعنى أنه يحتمل أن الرسول صلى الله عليه وسلم يسمعه هكذا، وإذا كان صنع البشر يسمعون الكلام من بعيد بلفظه فما بالك بالملائكة، ربما تحمل الملائكة الكلام على صوته، بصوت الإنسان، فيسمعه الرسول عليه الصلاة والسلام : السلام عليك أيها النبي، أو ينقلوه : فلان يسلم عليك، الله أعلم، لكن الأول ليس بغريب، هذا الهاتف الآن تسلم على من في أمريكا تقول : السلام عليك.
ثانيا : أن نقول كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم : إنما جاء بصيغة الخطاب لقوة استحضار العبد، كأنه الرسول صلى الله عليه وسلم أمامه يخاطبه.