قراءة من شرح صحيح البخاري لابن حجر . حفظ
القارئ : " وقول العباس في هذه الرواية لعلي : ألا تراه أنت والله بعد ثلاث الخ، قال ابن التين : الضمير في تراه للنبي صلى الله عليه وسلم، وتعقب بأن الأظهر أنه ضمير الشأن، وليست الرؤية هنا الروية البصرية، وقد وقع في سائر الروايات : ألا ترى بغير ضمير.
وقوله : لو لم تكن الخلافة فينا أمرناه، قال ابن التين فهو بمد الهمزة، أي شاورناه "
.
الشيخ : ... لا نسأل عن قوله : ألا تراه أنت والله بعد ثلاث عبد العصا ... وش يقول القسطلاني ؟
القارئ : " أنت والله بعد الثلاث ولأبي ذر بعد ثلاث أي بعد ثلاثة أيام عبد العصا أي تصير مأمور الغير بموته في وولاية غيره ".
الشيخ : زين، فسرها بالمراد لكن معنى عبد العصا يعني العبد الذي يقوم بالعصا ويضرب بالعصا ... تكلم عليه في الترجمة المعانقة ؟
القارئ : قوله : " باب المعانقة، وقول الرجل كيف أصبحت، كذا للأكثر وسقط لفظ المعانقة وواو العطف من رواية النسفي ومن رواية أبي ذر عن المستملي والسرخسي وضرب عليها الدمياطي في أصله ".
الشيخ : نتكلم عليه في آخر الحديث ...
القارئ : يقول : " باب المعانقة قول الرجل كيف أصبحت بغير واو فدل على أنهما ترجمتان، وقد أخذ ابن جماعة كلام ابن بطال جازما به واختصره، وزاد عليه فقال : ترجم بالمعانقة ولم يذكرها، وإنما ذكرها في كتاب البيوع، وكأنه ترجم ولم يتفق له حديث يوافقه في المعنى، ولا طريق آخر لسند معانقة الحسن، ولم ير أن يرويه بذلك السند لأنه ليس من عادته إعادة السند الواحد، أو لعله أخذ المعانقة من عادتهم عند قولهم : كيف أصبحت، فاكتفى بكيف أصبحت لاقتران المعانقة به عادة.
قلت : وقد قدمت الجواب عن الاحتمالين الأولين، وأما الاحتمال الأخير فدعوى العادة تحتاج إلى دليل.
وقد أورد البخاري في الأدب المفرد في باب كيف أصبحت حديث محمود بن لبيد أن سعد بن معاذ لما أصيب أكحله كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا مرّ به يقول : كيف أصبحت الحديث، وليس فيه للمعانقة ذكر.
وكذلك أخرج النسائي من طريق عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال دخل أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : كيف أصبحت؟ فقال : ( صالح من رجل لم يصبح صائما ).
وأخرج ابن أبي شيبة من طريق سالم بن أبي الجعد عن بن أبي عمر نحوه.
وأخرج البخاري أيضا في الأدب المفرد من حديث جابر قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم كيف أصبحت؟ قال: ( بخير ) الحديث.
ومن حديث مهاجر الصائغ : كنت أجلس إلى رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فكان إذا قيل له كيف أصبحت ؟ قال : لا نشرك بالله.
ومن طريق أبي الطفيل قال : قال رجل لحذيفة كيف أصبحت أو كيف أمسيت يا أبا عبدالله ؟ قال : أحمد الله.
ومن طريق أنس أنه سمع عمر سلم عليه رجل فرد، ثم قال له : كيف أنت ؟ قال : أحمد الله، قال هذا الذي أردت منك.
وأخرج الطبراني في الأوسط نحو هذا من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا.
فهذه عدّة أخبار لم تقترن فيها المعانقة بقول كيف أصبحت ونحوها، بل ولم يقع في حديث الباب أن اثنين تلاقيا فقال أحدهما للآخر : كيف أصبحت ؟ حتى يستقيم الحمل على العادة في المعانقة حينئذ، وإنما فيه أن من حضر باب النبي صلى الله عليه وسلم لما رأوا خروج عليّ من عند النبي صلى الله عليه وسلم سألوه عن حاله في مرضه فأخبرهم.
فالراجح أن ترجمة المعانقة كانت خالية من الحديث كما تقدم "
.