فوائد حديث : ( ... عن معاذ قال : أنا رديف النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا معاذ قلت : لبيك وسعديك ثم قال : مثله ثلاثًا هل تدري ما حق الله على العباد ؟ قلت : لا قال : حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا ثم سار ساعةً فقال : يا معاذ قلت : لبيك وسعديك قال : هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك أن لا يعذبهم ) حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم.
هذا الحديث فيه دليل على جواز إرداف الإنسان على الدابة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أردف معاذ بن جبل، ولكن بشرط ألا يشق ذلك عليها، فإن شق عليها فإنه لا يجوز، لأن ذلك ظلم لها وعدوان عليها.
وفيه عرض المسألة على طالب العلم ليختبره، لأن النبي صلى الله عليه وسلم عرض هذه المسألة على معاذ بن جبل - تأخر أنت علشان الصف يكون سواء -، عرض هذه المسألة على معاذ بن جبل ليختبره هل يفهم أم لا ؟
وفيه أيضا دليل على جواز الإجابة بلبيك وسعديك، ومعنى لبيك أي إجابة بعد إجابة، وسعديك أي إسعادا بعد إسعاد، يعني أنك تقول أنا أجيبك وأسأل الله لك السعادة.
وفيه دليل على ثبوت حق الله على العباد وحق العباد على الله، أما حق الله على العباد فلا إشكال فيه لأنه هو الذي خلقهم وأمدهم ورزقهم فلا جرم أن يكون له حق عليهم.
لكن حق العباد على الله، هل المخلوق يوجب على الخالق شيئا ؟ لا، ولكن الخالق هو الذي أوجب على نفسه تفصلا منه وكرما، كما قال الله تعالى: (( قل لمن ما في السموات والأرض قل لله كتب على نفسه الرحمة )) فهو سبحانه وتعالى هو الذي أوجب، ولهذا قال ابن القيم :
ما للعباد عليه حق واجب *** هو أوجب الأجر العظيم الشان
كلا ولا عمل لديه ضائــــــــع *** إن كان بالإخلاص والإحسان
وفيه أيضا دليل على أن التوحيد الخالص مع العبادة موجب لانتفاء العذاب عن العبد، لقوله : ( حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك ألا يعذبهم ) يعني إذا عبدوه لا شريك له.
والعبادة معروفة هي التعبد لله عز وجل بشرعه، فعلا للمأمور وتركا للمحظور وتصديقا بالخبر، هذه العبادة، أن تصدق بالخبر، وأن تفعل الأمور، وتترك المحظور، (( فأما من أعطى )).