فوائد حديث : ( ... قال : حدثنا والله أبو ذر بالربذة قال : كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرة المدينة عشاءً استقبلنا أحد فقال : يا أبا ذر ما أحب أن أحدًا لي ذهبًا تأتي علي ليلة أو ثلاث عندي منه دينار إلا أرصده لدين إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا وأرانا بيده ثم قال : يا أبا ذر قلت : لبيك وسعديك يا رسول الله قال : الأكثرون هم الأقلون إلا من قال : هكذا وهكذا ثم قال : لي مكانك لا تبرح يا أبا ذر حتى أرجع فانطلق حتى غاب عني فسمعت صوتًا فخشيت أن يكون عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأردت أن أذهب ثم ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تبرح فمكثت قلت : يا رسول الله سمعت صوتًا خشيت أن يكون عرض لك ثم ذكرت قولك فقمت فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ذاك جبريل أتاني فأخبرني أنه من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة قلت : يا رسول الله وإن زنى وإن سرق قال : وإن زنى وإن سرق قلت : لزيد إنه بلغني أنه أبو الدرداء فقال : أشهد لحدثنيه أبو ذر بالربذة قال : الأعمش وحدثني أبو صالح عن أبي الدرداء نحوه وقال : أبو شهاب عن الأعمش يمكث عندي فوق ثلاث ) حفظ
الشيخ : الله أكبر.
هذا الحديث أيضا فيه الإجابة بلبيك وسعديك.
وفي الحديث أيضا من الفوائد أنه يجوز الإقسام على الشيء دون أن يستقسم للتأكيد، لقول ابن وهب : " حدثنا والله أبو ذر "، وأكد هذا أيضا في قوله : " بالربذة "، فأقسم حجاج وذكر المكان إزالة للشبهة التي أشار إليها في آخر الحديث وهي أن المحدث بذلك أبو الدرداء مع أن أبا الدرداء قد روى نحوه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي هذا الحديث أيضا دليل على جواز المشي ليلا، لأن أبا ذر مشى هو والنبي صلى الله عليه وسلم عشاء، ولكن ما حاجتهما ؟ الله أعلم، قد يكون كما يفعله بعض الناس في أيام الصيف يخرج هو وصديقه إلى خارج البلد للتبرد والتمشي كما كان الناس يفعلونه من قبل، أما الآن فقد انشغل أكثر الناس بالبيوت.
وفيه أيضا دليل على خطر المال، ولكن الخطر يكمن فيما إذا كنزه الإنسان، أما إذا أنفقه ها هنا وها هنا في مرضاة الله عز وجل فنعم المال الصالح عند الرجل الصالح.
وفيه دليل أيضا في الحديث دليل على حسن امتثال أمر الصحابة رضي الله عنهم وعدم تسرعهم، وإلا فإن مقتضى الحال أن يسارع أبو ذر لإنقاذ النبي صلى الله عليه وسلم لأنه ذهب عنه ليلا وسمع صوتا وخاف على النبي عليه الصلاة والسلام لأن النبي صلى الله عليه وسلم مقصود، في المدينة منافقون أعداء للرسول عليه الصلاة والسلام، لكن لحسن امتثالهم لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبرح مكانه وبقي.
وفيه دليل على مدح الثبات وعدم التسرع وأن ينظر إلى العواقب والغايات لا إلى البدايات، وإلا فلو فُرض أن الرسول صلى الله عليه وسلم عرض له عارض فهل يقال إن أبا ذر ملوم على عدم فزعه أو لا ؟ نقول لا، فينبغي للإنسان أن يكون ثابتا في أموره غير متسرع.
وفيه أيضا دليل على فضيلة التوحيد وحسن عاقبته، وهو أن من مات من أمة الرسول صلى الله عليه وسلم لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة.
وهذا الحديث مقيد بما سبق، يعني من مات يعبد الله لا يشرك به شيئا، فإن شئت فقل إنه مطلق محمول على المقيد، وإن شئت فقل إن نفي الشرك يدل على أصل العمل، لأنه لو لم يكن عمل لكان عدما، والعدم ليس بشيء حتى يقال إنه أشرك فيه أم لم يشرك.
حطوا بالكم لهذا النكتة، لأن كثيرا من الناس يظنون أن هذا الحديث يدل على أن الإنسان يدخل الجنة وإن لم يعمل شيئا، وهذا خطأ عظيم، خطأ في الفهم، لأننا نقول في الجواب عن هذا الحديث، الجواب عن هذا الحديث من أحد وجهين، ما هما ؟
إما أن يحمل على المقيد وهو حديث من ؟ معاذ بن جبل : ( حق العباد على الله ألا يعذب من يعبده لا يشرك به شيئا )، هذا واحد.
وإما أن يقال إنه لا حاجة إلى الحمل، لأن هذا الحديث يتضمن العمل، من أين فهمنا يتضمن العمل ؟ من قوله: ( لا يشرك )، لأنه لولا أن هناك عملا ما صح أن يقال لا يشرك، لأن عدم العمل عدم، والعدم ليس بشيء حتى يشرك به أو لا يشرك، وحينئذ يكون هذا الحديث دالا على أنه هناك عمل، لكن بدون إشراك.
ثم إن قوله صلى الله عليه وسلم : ( دخل الجنة ) لا يمنع من أن يعذب بقدر ذنبه، إن كان مستحقا للعذاب، لأن من مآله الجنة قد يعذب قبل الدخول، وعلى هذا فلو كان صاحب كبائر ولم يحصل سبب يقتضي العفو عنها لدخل النار بها ثم خرج منها، كما هو مذهب أهل السنة والجماعة ودخل الجنة.
وفيه دليل على زهد النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا، وأنه عليه الصلاة والسلام ليس جمّاعا للمال، بل إنه كان يبيت طاويا، ويعطي عطاء من لا يخشى الفاقة صلوات الله وسلامه عليه، فليس هو من الذين يريدون المال، وإنما يريد أن ينفع الأمة به.
وفيه رد على النصارى عليهم لعنة الله إلى يوم القيامة الذين يقولون إن محمدا يريد الملك، وأنه رجل شهواني، لا يريد إلا النساء.
فنقول لهم : قاتلكم الله وأعمى أبصاركم، لو كان شهوانيا لكان يتزوج الأبكار الحسان، وما الذي يمنعه أن يتزوج الأبكار الحسان وأصحابه لو أمرهم أن يجزوا رؤوسهم عن رقابهم لفعلوا، ما الذي يمنعه ؟ كل فتاة وكل إنسان يتمنى أن يتزوج من بناته، ولكنه لم يأخذ هؤلاء، بل أخذ النساء اللاتي قد تزوجن، لم يتزوج بكرا إلا عائشة رضي الله عنها من أجل الصلة بأبيها أبي بكر رضي الله عنه، لكن تزوج هؤلاء النساء ليكون له في كل قبيلة من قبائل العرب صلة، لأنكم تعلمون أن المصاهرة أحد سبب الصلة بين الخلق، كما قال الله تعالى : (( وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا ))، فكان يتخذ عليه الصلاة والسلام من كل قبيلة صلة بواسطة النكاح، وأحيانا يتزوج من أجل جبر القلب، فصفية بنت حيي رضي الله عنها كان أبوها سيد بني النضير، وأخذت سبيا مع السبي، وما ظنكم بامرأة تكون بنتا لسيد قبيلة ثم تكون سبيا تباع وتشترى، ينكسر قلبها أو لا ؟ ينكسر قلبها بلا شك فجبرها النبي عليه الصلاة والسلام واصطفاها لنفسه، وهي مع ذلك كانت ظريفة لا شك أنها ظريفة وعلى شيء من الجمال، لكن أهم شيء هو أن يجبر ما حصل لها من كسر القلب باسترقاقها وهي بنت سيد بني النضير.
إذن هل يقال إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان رجلا شهوانيا يريد يتمتع بالنساء ؟ كلا والله أبدا، لكن النصارى عليهم لعنة الله إلى يوم القيامة لا يريدون إلا أن يشوهوا الحقائق كما شوهوا الحقيقة في عيسى ابن مريم، قالوا إنه ابن الله، وإنه ثالث ثلاثة، وعيسى نفسه يقول : (( ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد )).
هذا الحديث أيضا فيه الإجابة بلبيك وسعديك.
وفي الحديث أيضا من الفوائد أنه يجوز الإقسام على الشيء دون أن يستقسم للتأكيد، لقول ابن وهب : " حدثنا والله أبو ذر "، وأكد هذا أيضا في قوله : " بالربذة "، فأقسم حجاج وذكر المكان إزالة للشبهة التي أشار إليها في آخر الحديث وهي أن المحدث بذلك أبو الدرداء مع أن أبا الدرداء قد روى نحوه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي هذا الحديث أيضا دليل على جواز المشي ليلا، لأن أبا ذر مشى هو والنبي صلى الله عليه وسلم عشاء، ولكن ما حاجتهما ؟ الله أعلم، قد يكون كما يفعله بعض الناس في أيام الصيف يخرج هو وصديقه إلى خارج البلد للتبرد والتمشي كما كان الناس يفعلونه من قبل، أما الآن فقد انشغل أكثر الناس بالبيوت.
وفيه أيضا دليل على خطر المال، ولكن الخطر يكمن فيما إذا كنزه الإنسان، أما إذا أنفقه ها هنا وها هنا في مرضاة الله عز وجل فنعم المال الصالح عند الرجل الصالح.
وفيه دليل أيضا في الحديث دليل على حسن امتثال أمر الصحابة رضي الله عنهم وعدم تسرعهم، وإلا فإن مقتضى الحال أن يسارع أبو ذر لإنقاذ النبي صلى الله عليه وسلم لأنه ذهب عنه ليلا وسمع صوتا وخاف على النبي عليه الصلاة والسلام لأن النبي صلى الله عليه وسلم مقصود، في المدينة منافقون أعداء للرسول عليه الصلاة والسلام، لكن لحسن امتثالهم لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبرح مكانه وبقي.
وفيه دليل على مدح الثبات وعدم التسرع وأن ينظر إلى العواقب والغايات لا إلى البدايات، وإلا فلو فُرض أن الرسول صلى الله عليه وسلم عرض له عارض فهل يقال إن أبا ذر ملوم على عدم فزعه أو لا ؟ نقول لا، فينبغي للإنسان أن يكون ثابتا في أموره غير متسرع.
وفيه أيضا دليل على فضيلة التوحيد وحسن عاقبته، وهو أن من مات من أمة الرسول صلى الله عليه وسلم لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة.
وهذا الحديث مقيد بما سبق، يعني من مات يعبد الله لا يشرك به شيئا، فإن شئت فقل إنه مطلق محمول على المقيد، وإن شئت فقل إن نفي الشرك يدل على أصل العمل، لأنه لو لم يكن عمل لكان عدما، والعدم ليس بشيء حتى يقال إنه أشرك فيه أم لم يشرك.
حطوا بالكم لهذا النكتة، لأن كثيرا من الناس يظنون أن هذا الحديث يدل على أن الإنسان يدخل الجنة وإن لم يعمل شيئا، وهذا خطأ عظيم، خطأ في الفهم، لأننا نقول في الجواب عن هذا الحديث، الجواب عن هذا الحديث من أحد وجهين، ما هما ؟
إما أن يحمل على المقيد وهو حديث من ؟ معاذ بن جبل : ( حق العباد على الله ألا يعذب من يعبده لا يشرك به شيئا )، هذا واحد.
وإما أن يقال إنه لا حاجة إلى الحمل، لأن هذا الحديث يتضمن العمل، من أين فهمنا يتضمن العمل ؟ من قوله: ( لا يشرك )، لأنه لولا أن هناك عملا ما صح أن يقال لا يشرك، لأن عدم العمل عدم، والعدم ليس بشيء حتى يشرك به أو لا يشرك، وحينئذ يكون هذا الحديث دالا على أنه هناك عمل، لكن بدون إشراك.
ثم إن قوله صلى الله عليه وسلم : ( دخل الجنة ) لا يمنع من أن يعذب بقدر ذنبه، إن كان مستحقا للعذاب، لأن من مآله الجنة قد يعذب قبل الدخول، وعلى هذا فلو كان صاحب كبائر ولم يحصل سبب يقتضي العفو عنها لدخل النار بها ثم خرج منها، كما هو مذهب أهل السنة والجماعة ودخل الجنة.
وفيه دليل على زهد النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا، وأنه عليه الصلاة والسلام ليس جمّاعا للمال، بل إنه كان يبيت طاويا، ويعطي عطاء من لا يخشى الفاقة صلوات الله وسلامه عليه، فليس هو من الذين يريدون المال، وإنما يريد أن ينفع الأمة به.
وفيه رد على النصارى عليهم لعنة الله إلى يوم القيامة الذين يقولون إن محمدا يريد الملك، وأنه رجل شهواني، لا يريد إلا النساء.
فنقول لهم : قاتلكم الله وأعمى أبصاركم، لو كان شهوانيا لكان يتزوج الأبكار الحسان، وما الذي يمنعه أن يتزوج الأبكار الحسان وأصحابه لو أمرهم أن يجزوا رؤوسهم عن رقابهم لفعلوا، ما الذي يمنعه ؟ كل فتاة وكل إنسان يتمنى أن يتزوج من بناته، ولكنه لم يأخذ هؤلاء، بل أخذ النساء اللاتي قد تزوجن، لم يتزوج بكرا إلا عائشة رضي الله عنها من أجل الصلة بأبيها أبي بكر رضي الله عنه، لكن تزوج هؤلاء النساء ليكون له في كل قبيلة من قبائل العرب صلة، لأنكم تعلمون أن المصاهرة أحد سبب الصلة بين الخلق، كما قال الله تعالى : (( وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا ))، فكان يتخذ عليه الصلاة والسلام من كل قبيلة صلة بواسطة النكاح، وأحيانا يتزوج من أجل جبر القلب، فصفية بنت حيي رضي الله عنها كان أبوها سيد بني النضير، وأخذت سبيا مع السبي، وما ظنكم بامرأة تكون بنتا لسيد قبيلة ثم تكون سبيا تباع وتشترى، ينكسر قلبها أو لا ؟ ينكسر قلبها بلا شك فجبرها النبي عليه الصلاة والسلام واصطفاها لنفسه، وهي مع ذلك كانت ظريفة لا شك أنها ظريفة وعلى شيء من الجمال، لكن أهم شيء هو أن يجبر ما حصل لها من كسر القلب باسترقاقها وهي بنت سيد بني النضير.
إذن هل يقال إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان رجلا شهوانيا يريد يتمتع بالنساء ؟ كلا والله أبدا، لكن النصارى عليهم لعنة الله إلى يوم القيامة لا يريدون إلا أن يشوهوا الحقائق كما شوهوا الحقيقة في عيسى ابن مريم، قالوا إنه ابن الله، وإنه ثالث ثلاثة، وعيسى نفسه يقول : (( ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد )).