فوائد حديث : ( ... قال : ذهب علقمة إلى الشام فأتى المسجد فصلى ركعتين فقال : اللهم ارزقني جليسًا فقعد إلى أبي الدرداء فقال : ممن أنت ؟ قال : من أهل الكوفة قال : أليس فيكم صاحب السر الذي كان لا يعلمه غيره يعني حذيفة أليس فيكم أو كان فيكم الذي أجاره الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من الشيطان يعني عمارًا أوليس فيكم صاحب السواك والوساد يعني ابن مسعود كيف كان عبد الله يقرأ (( والليل إذا يغشى )) قال : والذكر والأنثى فقال : فما زال هؤلاء حتى كادوا يشككوني وقد سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ) حفظ
الشيخ : هذا الحديث فيه دليل على أنه ينبغي للإنسان أن يسأل الله سبحانه وتعالى جليسا صالحا، لأن الجليس الصالح كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم كحامل المسك إما أن يحذيك يعني يهدي لك، وإما أن يبيعك، وإما أن تجد منه رائحة طيبة.
بخلاف جليس السوء فهو كنافخ الكير، إما الأخ كمّل لنا ؟
الطالب : ( جليس السوء إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه رائحة كريهة ).
الشيخ : نعم.
وفيه دليل على فضيلة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فإنه كان صاحب السواك والوساد، وهذا هو الشاهد من الحديث، سواك النبي عليه الصلاة والسلام ووساده.
والرسول عليه الصلاة والسلام من حكمته أنه كان يرتب أصحابه، يجعل لكل واحد خصيصة لما في ذلك من عدم المشقة، لأن الأعمال المركزية في الحقيقة ... الأعمال وتشق على الناس ، لكن إذا وزعت الأعمال بين ... صار في هذا راحة للناس من وجه، وراحة للعامل من جه آخر.
وأكثر ما يكون الخلل أن تجعل الأعمال المركزية بمعنى تركز على شخص واحد، لأن الإنسان بشر ما يستطيع أن يقوم بكل شيء، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يوزع أصحابه.
وقوله هنا : " أليس فيكم صاحب السر يعني حذيفة " لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبره بأسماء أناس منافقين لم يطّلع عليهم أحد غيره، حتى كان عمر بن الخطاب يقول لحذيفة : " أنشدك الله هل سمّاني لك رسول الله صلى الله عليه وسلم مع من سمّى من المنافقين ؟ " الله أكبر، عمر يخاف النفاق على نفسه، والواحد من الناس اليوم يرى أنه مؤمن كإيمان أبي بكر أو أشد، لا يخاف النفاق على نفسه، مع أن النفاق يعني سر لطيف يدخل القلب من حيث لا يشعر به العبد في كل شيء، حتى في النفاق الاعتقادي، قد يكون في الإنسان نفاق اعتقادي كالرياء مثلا وهو لا يشعر ، ولهذا كان الرسول يقول : ( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ) والشرك الخفي، يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته مما يرى من نظر الرجل إليه.
فالحاصل أن حذيفة يسمّى صاحب السر.
" أو كان فيكم الذي أجاره الله على لسان رسوله من الشيطان يعني عمّارا " يعني عمار بن ياسر رضي الله عنه، وهذا من منقبته.
الثالث : يقول : " أوليس فيكم صاحب السواك والوساد يعني ابن مسعود " وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد حث على تلقي القرآن منه فقال : ( من أحب أن يقرأ القرآن غضا طريا كما أنزل فليقرأ بقراءة ابن أم عبد ) ابن مسعود رضي الله عنه، كان يقرأ : (( والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى ))، والذكر والأنثى، (( إن سعيكم لشتى )) هكذا يقرؤها سمعها من فم النبي صلى الله عليه وسلم، والقراءة المعروفة : (( وما خلق الذكر والأنثى )) يعني والذي خلق الذكر والأنثى، أو وخلق الذكر والأنثى، فيكون إقساما بالله أو بإيش ؟ أو بصفة من صفاته.
إذا جعلنا ما اسما موصولا صار قسما بالله، وإذا جعلناها مصدرية صارت قسما بصفة من صفاته أي وخلق الله.
لكن قراءة ابن مسعود تتناسب مع سياق الآيات، لأن الله أقسم بمخلوقاته : (( والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى )) وهذان زوجان متقابلان، والذكر والأنثى زوجان متقابلان، فتكون الآيات الثلاثة متناسقة، كلها إقسام بإيش ؟ بمخلوقات الله المتقابلة، على شيء متقابل أيضا (( إن سعيكم لشتى )) فالمقسم به أشياء متقابلة، والمقسم عليه أيضا أشياء متقابلة، لكن مع ذلك القراءة السبعية معروفة إقسام بالله عزّ وجل أو إقسام بصفة من صفاته.
ولكن يبقى علينا إشكال، إذا جعلنا ما اسما موصولا والمعروف أنه إذا عُبّر عن العالم باسم موصول يقال : مَن ، فلماذا عبر بما ؟
الطالب : ...
الشيخ : ... لأنه إذا كان المقصود الوصف أتي بما دون العين ...، ومن ذلك قوله تعالى : (( فانكحوا ما طاب لكم من النساء )) ولم يقل : من طاب، لأن التركيز هنا على الوصف، على وصف المرأة لا على شخصها، فإذا كان المقصود الوصف فإنه يؤتى بما.
وهنا لا شك أن المقصود الوصف، يعني الإقسام بالله عز وجل بوصفه خالقا، ولهذا قال : (( وما خلق الذكر والأنثى )).
طيب، هل يجوز لنا أن نقرأ بهذه القراءة ؟ الأخ ؟
(( والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى ))، والذكر والأنثى ؟
الطالب : يقرأ.
الشيخ : يجوز، توافقونه ؟
الطلاب : نعم.
الشيخ : هذا هو الصحيح، الصحيح أنه يجوز القراءة بما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم وإن لم يكن متواترا، وهذا صح عن النبي عليه الصلاة والسلام فتجوز القراءة بها.
لكن سبق لنا أن قلنا إن القراءة بغير ما يعرفه العوام لا تنبغي، لأنها توجب الفتنة والشك في القرآن، وغدا تخرج العامة تقول بدأ الناس يلعبون حتى بالقرآن، ما ... أن يختلفوا في الأحكام ويقول هذا حرام وهذا حلال، حتى بدؤوا يغيرون القرآن، وهذه فتنة عظيمة، ولكن الإنسان فيما بينه وبين نفسه، أو مع طلبة العلم الذين يعرفون الحق ينبغي أن يقرأ بهذا مرة وبهذا مرة.
شف الشرح.
بخلاف جليس السوء فهو كنافخ الكير، إما الأخ كمّل لنا ؟
الطالب : ( جليس السوء إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه رائحة كريهة ).
الشيخ : نعم.
وفيه دليل على فضيلة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فإنه كان صاحب السواك والوساد، وهذا هو الشاهد من الحديث، سواك النبي عليه الصلاة والسلام ووساده.
والرسول عليه الصلاة والسلام من حكمته أنه كان يرتب أصحابه، يجعل لكل واحد خصيصة لما في ذلك من عدم المشقة، لأن الأعمال المركزية في الحقيقة ... الأعمال وتشق على الناس ، لكن إذا وزعت الأعمال بين ... صار في هذا راحة للناس من وجه، وراحة للعامل من جه آخر.
وأكثر ما يكون الخلل أن تجعل الأعمال المركزية بمعنى تركز على شخص واحد، لأن الإنسان بشر ما يستطيع أن يقوم بكل شيء، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يوزع أصحابه.
وقوله هنا : " أليس فيكم صاحب السر يعني حذيفة " لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبره بأسماء أناس منافقين لم يطّلع عليهم أحد غيره، حتى كان عمر بن الخطاب يقول لحذيفة : " أنشدك الله هل سمّاني لك رسول الله صلى الله عليه وسلم مع من سمّى من المنافقين ؟ " الله أكبر، عمر يخاف النفاق على نفسه، والواحد من الناس اليوم يرى أنه مؤمن كإيمان أبي بكر أو أشد، لا يخاف النفاق على نفسه، مع أن النفاق يعني سر لطيف يدخل القلب من حيث لا يشعر به العبد في كل شيء، حتى في النفاق الاعتقادي، قد يكون في الإنسان نفاق اعتقادي كالرياء مثلا وهو لا يشعر ، ولهذا كان الرسول يقول : ( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ) والشرك الخفي، يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته مما يرى من نظر الرجل إليه.
فالحاصل أن حذيفة يسمّى صاحب السر.
" أو كان فيكم الذي أجاره الله على لسان رسوله من الشيطان يعني عمّارا " يعني عمار بن ياسر رضي الله عنه، وهذا من منقبته.
الثالث : يقول : " أوليس فيكم صاحب السواك والوساد يعني ابن مسعود " وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد حث على تلقي القرآن منه فقال : ( من أحب أن يقرأ القرآن غضا طريا كما أنزل فليقرأ بقراءة ابن أم عبد ) ابن مسعود رضي الله عنه، كان يقرأ : (( والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى ))، والذكر والأنثى، (( إن سعيكم لشتى )) هكذا يقرؤها سمعها من فم النبي صلى الله عليه وسلم، والقراءة المعروفة : (( وما خلق الذكر والأنثى )) يعني والذي خلق الذكر والأنثى، أو وخلق الذكر والأنثى، فيكون إقساما بالله أو بإيش ؟ أو بصفة من صفاته.
إذا جعلنا ما اسما موصولا صار قسما بالله، وإذا جعلناها مصدرية صارت قسما بصفة من صفاته أي وخلق الله.
لكن قراءة ابن مسعود تتناسب مع سياق الآيات، لأن الله أقسم بمخلوقاته : (( والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى )) وهذان زوجان متقابلان، والذكر والأنثى زوجان متقابلان، فتكون الآيات الثلاثة متناسقة، كلها إقسام بإيش ؟ بمخلوقات الله المتقابلة، على شيء متقابل أيضا (( إن سعيكم لشتى )) فالمقسم به أشياء متقابلة، والمقسم عليه أيضا أشياء متقابلة، لكن مع ذلك القراءة السبعية معروفة إقسام بالله عزّ وجل أو إقسام بصفة من صفاته.
ولكن يبقى علينا إشكال، إذا جعلنا ما اسما موصولا والمعروف أنه إذا عُبّر عن العالم باسم موصول يقال : مَن ، فلماذا عبر بما ؟
الطالب : ...
الشيخ : ... لأنه إذا كان المقصود الوصف أتي بما دون العين ...، ومن ذلك قوله تعالى : (( فانكحوا ما طاب لكم من النساء )) ولم يقل : من طاب، لأن التركيز هنا على الوصف، على وصف المرأة لا على شخصها، فإذا كان المقصود الوصف فإنه يؤتى بما.
وهنا لا شك أن المقصود الوصف، يعني الإقسام بالله عز وجل بوصفه خالقا، ولهذا قال : (( وما خلق الذكر والأنثى )).
طيب، هل يجوز لنا أن نقرأ بهذه القراءة ؟ الأخ ؟
(( والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى ))، والذكر والأنثى ؟
الطالب : يقرأ.
الشيخ : يجوز، توافقونه ؟
الطلاب : نعم.
الشيخ : هذا هو الصحيح، الصحيح أنه يجوز القراءة بما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم وإن لم يكن متواترا، وهذا صح عن النبي عليه الصلاة والسلام فتجوز القراءة بها.
لكن سبق لنا أن قلنا إن القراءة بغير ما يعرفه العوام لا تنبغي، لأنها توجب الفتنة والشك في القرآن، وغدا تخرج العامة تقول بدأ الناس يلعبون حتى بالقرآن، ما ... أن يختلفوا في الأحكام ويقول هذا حرام وهذا حلال، حتى بدؤوا يغيرون القرآن، وهذه فتنة عظيمة، ولكن الإنسان فيما بينه وبين نفسه، أو مع طلبة العلم الذين يعرفون الحق ينبغي أن يقرأ بهذا مرة وبهذا مرة.
شف الشرح.