قراءة من شرح صحيح البخاري لابن حجر . حفظ
القارئ : قوله :" في سك بضم المهملة وتشديد الكاف هو طيب مركب.
وفي النهاية : طيب معروف يضاف إلى غيره من الطيب ويستعمل.
وفي رواية الحسن بن سفيان المذكورة : ثم تجعله في سكها، وفي رواية ثابت المذكورة عند مسلم : دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال عندنا فعرق، وجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلت العرق فيها فاستيقظ فقال : ( يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين ؟ )، قالت : هذا عرقك نجعله في طيبنا وهو من أطيب الطيب.
وفي رواية إسحاق بن أبي طلحة المذكورة : عرق فاستنقع عرقه على قطعة أديم، ففتحت عتيدتها فجعلت تنشف ذلك العرق فتعصره في قواريرها فأفاق، فقال : ( ما تصنعين ؟ ) قالت : نرجو بركته لصبياننا، فقال : ( أصبت ).
والعتيدة بفتح مهملة ثم مثناة وزن عظيمة : السلة أو الحق، وهي مأخوذة من العتاد، وهو الشيء المعد للأمر المهم.
وفي رواية أبي قلابة المذكورة : فكانت تجمع عرقه فتجعله في الطيب والقوارير، فقال : ( ما هذا ؟ ) قالت : عرقك أذوف به طيبي، وأذوف بمعجمة مضمومة ثم فاء أي : أخلط.
ويستفاد من هذه الروايات اطّلاع النبي صلى الله عليه وسلم على فعل أم سليم وتصويبه، ولا معارضة بين قولها إنها كانت تجمعه لأجل طيبه وبين قولها للبركة، بل يحمل على أنها كانت تفعل ذلك للأمرين معا.
قال المهلب : في هذا الحديث مشروعية القائلة للكبير في بيوت معارفه لما في ذلك من ثبوت المودة وتأكد المحبة.
قال : وفيه طهارة شعر الآدمي وعرقه.
وقال غيره : لا دلالة فيه، لأنه من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم، ودليل ذلك متمكن في القوة، ولا سيما إن ثبت الدليل على عدم طهارة كل منهما "
.
الشيخ : الصحيح لا شك أنه ليس تخصيص للرسول صلى الله عليه وسلم في الفضلات، وأن فضلات النبي صلى الله عليه وسلم كغيره، النجس منها نجس، والطاهر طاهر، ولولا ذلك ما استطعنا أن نستدل على طهارة المني مثلا لأنه في إمكان كل إنسان أن يقول إن هذا من خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم.
فالصواب أن الطاهر من الرسول طاهر منا، والنجس منا نجس من الرسول، لأن هذا مقتضى الطبيعة البشرية.