باب : طول النجوى. وقوله : (( وإذا هم نجوى )) مصدر من ناجيت، فوصفهم بها، والمعنى : يتناجون. حفظ
القارئ : الحمد لله رب العالمين.
قال رحمه الله تعالى : باب : طول النجوى. وقوله : (( وإذ هم نجوى )) مصدر من ناجيت، فوصفهم بها، والمعنى : يتناجون.
الشيخ : قوله رحمه الله : باب طول النجوى، معناه هل يطيل الإنسان المناجاة مع صاحبه أو لا ؟
ومعلوم أننا إذا رجعنا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ) عرفنا أنه إذا كانت النجوى في خير فإن طولها لا بأس به، ولا حرج فيه ، وإذا كانت النجوى ليس فيها خير فعدم طولها أولى.
وقول البخاري : " (( وإذ هم نجوى )) مصدر من ناجيت فوصفهم بها "، هم ضمير جمع، ونجوى مفرد كدعوى، فوصفهم وهن جمع بالنجوى، لأن الوصف بالمصدر يلتزم فيه الإفراد والتذكير، قال ابن مالك :
ونعتوا بمصدر كثيرا *** والتزموا الإفراد والتذكيرا.
وكذلك إذا أخبر بالمصدر فإنه يخبر به مفردا مذكرا، فتقول زيد عدل والزيدان عدل، والزيدون عدل، ما تغيره.
فوصفهم بها، والمعنى يتناجون، (( وإذ هم نجوى )) أي وإذ هم متناجون، يناجي بعضهم بعضا.
في تفسير البخاري رحمه الله أو في شرحه لهذه الكلمة دليل على أن المحدث ينبغي أن يكون عنده علم في النحو لأن من أقوى ما يعنيك على معرفة المعنى أن يكون لديك علم بالنحو والصرف، إذ إن المعاني بل إن الألفاظ قوالب للمعاني تدل عليها وتعبر عنها.