فوائد حديث : ( ... عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الفطرة خمس الختان والاستحداد ونتف الإبط وقص الشارب وتقليم الأظفار ) حفظ
الشيخ : قال المؤلف : باب الختان بعد الكبر ونتف الإبط، ثم ذكر حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الفطرة خمس ).
الفطرة نوعان ، فطرة باطنة، وفطرة ظاهرة.
فالفطرة الباطنة طهارة القلب من الشرك، وعليها قوله تعالى : (( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها ))، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )، فهذه طهارة الباطن من الشرك.
وهذه مفطور عليها كل أحد، كل مولود يولد على الفطرة ولا يتغير عنها بسبب البيئة التي يعيش فيها، ( فأبواه يهودانه أ ينصرانه أو يمجسانه ).
النوع الثاني : الفطرة الظاهرة، وهي طهارة الظاهر، ومنها هذه الخمس، وإنما قلنا : منها، لأنه قد ثبت في صحيح مسلم أنها عشر.
أولا قال : الختان، والختان يكون للذكر ويكون للأنثى، أما الذكر فإن ختانه بقطع الجلدة التي فوق الحشفة وتسمى القلفة، وأما المرأة فبقطع جلدة تكون بين مخرجي البول والغائظ وهي معروفة عند النساء.
واختلف أهل العلم في الختان هل هو واجب أو سنة، أو واجب في حق الرجال، سنة في حق النساء ؟
فمن المشهور من مذهب الإمام أحمد رحمه الله أن الختان واجب في حق الرجال والنساء، وأنه يجب أن يختن الرجل وأن تختن المرأة.
وقيل بل هو سنة في حق الرجال والنساء، كالاستحداد، وقص الأظفار.
وقيل واجب في حق الرجال، سنة في حق النساء، وهذا هو الأقرب، وذلك أن الرجال يستفيدون منه ما لا تستفيد منه النساء، فإن الرجل لو بقيت قلفته لتلوثت بالنجاسة فإن البول يدخل بينها وبين الحشفة ويفسد المكان وربما يؤدي إلى الجروح والتقرح، بخلاف المرأة، فصار في حق الرجال واجبا وفي حق النساء سنة، وهذا هو القول الراجح الذي استقر عليه علماء أهل نجد في الزمن الأخير على أنه ليس واجبا في حق النساء.
أما الثاني الاستحداد ، الاستحداد مأخوذ من الحديد وهو إزالة الشعر بالموسى، ويكون في العانة، والعانة هي الشعر الخشن الذي ينبت حول القبل عند البلوغ.
وفي قوله : ( الاستحداد ) إشارة إلى أنه ينبغي فيه الحلق دون غيره، يعني دون النتف ودون الإزالة بالدهونات، وإنما تزال العانة بالحديد بالحلق.
ومن فوائده أنه أشد، يعني أقوى للمثانة، فإن الحلق يقوي أصول الشعر، وكلما قوي هذا المحل صار أسلم للمثانة من الصدمات وغيرها.
أما نتف الإبط فظاهر، لأن الإبط ينبت فيه الشعر، وإذا ترك فإنه يتلوث هذا الشعر بالعرق ويحصل فيه رائحة كريهة، فاستحب فيه النتف لأن النتف يضعف أصول الشعر، وإذا ضعفت الأصول فإنه في النهاية سوف يقضى عليه نهائيا.
والناس يختلفون في هذا اختلافا عظيما، فمنهم من يكون شعر إبطه كثيرا حتى إنه يشق عليه النتف لكثرته وقوته وصلابته، ومنهم من يكون قليلا، ومنهم من يكون قليلا جدا.
على كل حال المشروع في الإبط هو النتف، ولكن لو فرض أن الإنسان يعجز عن هذا ويؤلمه ألما شديدا فلا حرج أن يزيله بغير ذلك.
الثالث أو الرابع ؟
الرابع : قص الشارب، والشارب معروف خاص بالرجال، فينبغي للإنسان أن يقصه، قصه من الفطرة، ووجه ذلك ظاهر جدا، لأنه إذا طال فإن الشعر يجمع الوسخ، ولهذا ينبغي للإنسان تعاود شعره بالتنظيف، فإذا طال صار عرضة لأن يسقط في الشراب الشعر، فيتلوث الماء أو اللبن أو ما أشبه ذلك، ثم كذلك أيضا إذا شرب لبنا أو نحوه من الدسم علق في هذا الشعر وصعب تنظيفه، ثم إن ما يخرج من الأنف من الأذى والقذر يعلق بهذا الشعر ويشوه المنظر فكان من الفطرة أن يقص ويضعف.
وأما الخامس : فقال : ( تقليم الأظفار ) تقليم الأظفار أيضا من الفطرة، لأن الأظفار كما نعلم خلقها الله عز وجل وقاية لأطراف الأصابع، ولهذا إذا قصها الإنسان صار مقابلة الأصابع للأشياء ضعيفا، تتألم رؤوس الأصابع، إذا قصها وأجار عليها فخلقها الله عز وجل لأجل أن تشد أطراف الأصابع، لكن إذا طالت صارت مفسدة فإن الأوساخ تتجمع فيها، فإذا قصت هذه الأظافر حصل المقصود وزالت هذه الأوساخ، ولأن الإنسان إذا قصها تميز ببشريته عن البهائم، لأن البهائم ذات أظفار طويلة، ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كل ذي مخلب من الطير، يعني كل ذي ظفر من الطير يخلب به ويصيد به.
هذه خمسة أشياء من الفطرة.
والناس والحمد لله يمشون عليها، كل المسلمين يمشون عليها، إلا أن الشياطين استهوت بعضهم وصاروا يخالفون هذه الفطرة فيما يأتي :
أولا : في الاستحداد، فإن من الناس من لا يستحد أبدا، ومن الناس من يستحد في السنة مرة.
وكذلك أيضا في قص الشارب، فإن من الناس من لا يقص شاربه، ولكن لحيته محلوقة، وأي شعرة تخرج في هذه اللحية فويل لها من الإتلاف، لكن الشارب يبقى كثيفا يتناسل ويتنامى، حتى إن بعضهم يفخر بطول شاربه ويتمثل بقول الجاهلي : " الرجال طوال الشوارب "، ولكن الحقيقة أن الرجال هم الذين يمتثلون ما أمر به الرسول عليه الصلاة والسلام من قص الشارب.
وكذلك أيضا تقليم الأظفار، من الناس من اجتالته الشياطين فصار لا يقلم أظفاره ويبقيها، حتى تكون كالحراب، وحتى يكون كالحبشة فإن الظفر مدى الحبشة.
الغريب أن بعض الناس لعب بهم الشيطان فصاروا يقلدون غير المسلمين وصار بعضهم يبقي الشاهد السبابة، والباقي يقصه، وبعضهم الخنصر والباقي يقصه، وهذا مع كونه مخالفة للشريعة تشبه بالكفار، وإخلال بالعدل، كيف هذا الإصبع تحرمه من الفطرة وبقية الأصابع تجريها على الفطرة.
طيب إذن كم توقت هذه الأشياء ؟
توقت بأربعين يوما، قال أنس رضي الله عنه : ( وقّت لنا النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ألا تترك فوق أربعين يوما )، فيحسن أن الإنسان يرتب نفسه، فيجعل مثلا كل جمعة أولى في الشهر هي وقت إزالة هذه الأشياء حتى لا ينسى، لأن الإنسان إذا لم يوقت فالأيام تمشي سريعا، يمكن يمضي أربعون يوما أو خمسون يوما ما شعر، لكن إذا رتب نفسه على أن أول جمعة من كل شهر هي وقت إزالة هذه الأشياء حصل له خير كثير وصار يتعاهد نفسه، معلوم يا هداية الله ؟ نعم.
باقي ؟ طيب.
الفطرة نوعان ، فطرة باطنة، وفطرة ظاهرة.
فالفطرة الباطنة طهارة القلب من الشرك، وعليها قوله تعالى : (( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها ))، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )، فهذه طهارة الباطن من الشرك.
وهذه مفطور عليها كل أحد، كل مولود يولد على الفطرة ولا يتغير عنها بسبب البيئة التي يعيش فيها، ( فأبواه يهودانه أ ينصرانه أو يمجسانه ).
النوع الثاني : الفطرة الظاهرة، وهي طهارة الظاهر، ومنها هذه الخمس، وإنما قلنا : منها، لأنه قد ثبت في صحيح مسلم أنها عشر.
أولا قال : الختان، والختان يكون للذكر ويكون للأنثى، أما الذكر فإن ختانه بقطع الجلدة التي فوق الحشفة وتسمى القلفة، وأما المرأة فبقطع جلدة تكون بين مخرجي البول والغائظ وهي معروفة عند النساء.
واختلف أهل العلم في الختان هل هو واجب أو سنة، أو واجب في حق الرجال، سنة في حق النساء ؟
فمن المشهور من مذهب الإمام أحمد رحمه الله أن الختان واجب في حق الرجال والنساء، وأنه يجب أن يختن الرجل وأن تختن المرأة.
وقيل بل هو سنة في حق الرجال والنساء، كالاستحداد، وقص الأظفار.
وقيل واجب في حق الرجال، سنة في حق النساء، وهذا هو الأقرب، وذلك أن الرجال يستفيدون منه ما لا تستفيد منه النساء، فإن الرجل لو بقيت قلفته لتلوثت بالنجاسة فإن البول يدخل بينها وبين الحشفة ويفسد المكان وربما يؤدي إلى الجروح والتقرح، بخلاف المرأة، فصار في حق الرجال واجبا وفي حق النساء سنة، وهذا هو القول الراجح الذي استقر عليه علماء أهل نجد في الزمن الأخير على أنه ليس واجبا في حق النساء.
أما الثاني الاستحداد ، الاستحداد مأخوذ من الحديد وهو إزالة الشعر بالموسى، ويكون في العانة، والعانة هي الشعر الخشن الذي ينبت حول القبل عند البلوغ.
وفي قوله : ( الاستحداد ) إشارة إلى أنه ينبغي فيه الحلق دون غيره، يعني دون النتف ودون الإزالة بالدهونات، وإنما تزال العانة بالحديد بالحلق.
ومن فوائده أنه أشد، يعني أقوى للمثانة، فإن الحلق يقوي أصول الشعر، وكلما قوي هذا المحل صار أسلم للمثانة من الصدمات وغيرها.
أما نتف الإبط فظاهر، لأن الإبط ينبت فيه الشعر، وإذا ترك فإنه يتلوث هذا الشعر بالعرق ويحصل فيه رائحة كريهة، فاستحب فيه النتف لأن النتف يضعف أصول الشعر، وإذا ضعفت الأصول فإنه في النهاية سوف يقضى عليه نهائيا.
والناس يختلفون في هذا اختلافا عظيما، فمنهم من يكون شعر إبطه كثيرا حتى إنه يشق عليه النتف لكثرته وقوته وصلابته، ومنهم من يكون قليلا، ومنهم من يكون قليلا جدا.
على كل حال المشروع في الإبط هو النتف، ولكن لو فرض أن الإنسان يعجز عن هذا ويؤلمه ألما شديدا فلا حرج أن يزيله بغير ذلك.
الثالث أو الرابع ؟
الرابع : قص الشارب، والشارب معروف خاص بالرجال، فينبغي للإنسان أن يقصه، قصه من الفطرة، ووجه ذلك ظاهر جدا، لأنه إذا طال فإن الشعر يجمع الوسخ، ولهذا ينبغي للإنسان تعاود شعره بالتنظيف، فإذا طال صار عرضة لأن يسقط في الشراب الشعر، فيتلوث الماء أو اللبن أو ما أشبه ذلك، ثم كذلك أيضا إذا شرب لبنا أو نحوه من الدسم علق في هذا الشعر وصعب تنظيفه، ثم إن ما يخرج من الأنف من الأذى والقذر يعلق بهذا الشعر ويشوه المنظر فكان من الفطرة أن يقص ويضعف.
وأما الخامس : فقال : ( تقليم الأظفار ) تقليم الأظفار أيضا من الفطرة، لأن الأظفار كما نعلم خلقها الله عز وجل وقاية لأطراف الأصابع، ولهذا إذا قصها الإنسان صار مقابلة الأصابع للأشياء ضعيفا، تتألم رؤوس الأصابع، إذا قصها وأجار عليها فخلقها الله عز وجل لأجل أن تشد أطراف الأصابع، لكن إذا طالت صارت مفسدة فإن الأوساخ تتجمع فيها، فإذا قصت هذه الأظافر حصل المقصود وزالت هذه الأوساخ، ولأن الإنسان إذا قصها تميز ببشريته عن البهائم، لأن البهائم ذات أظفار طويلة، ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كل ذي مخلب من الطير، يعني كل ذي ظفر من الطير يخلب به ويصيد به.
هذه خمسة أشياء من الفطرة.
والناس والحمد لله يمشون عليها، كل المسلمين يمشون عليها، إلا أن الشياطين استهوت بعضهم وصاروا يخالفون هذه الفطرة فيما يأتي :
أولا : في الاستحداد، فإن من الناس من لا يستحد أبدا، ومن الناس من يستحد في السنة مرة.
وكذلك أيضا في قص الشارب، فإن من الناس من لا يقص شاربه، ولكن لحيته محلوقة، وأي شعرة تخرج في هذه اللحية فويل لها من الإتلاف، لكن الشارب يبقى كثيفا يتناسل ويتنامى، حتى إن بعضهم يفخر بطول شاربه ويتمثل بقول الجاهلي : " الرجال طوال الشوارب "، ولكن الحقيقة أن الرجال هم الذين يمتثلون ما أمر به الرسول عليه الصلاة والسلام من قص الشارب.
وكذلك أيضا تقليم الأظفار، من الناس من اجتالته الشياطين فصار لا يقلم أظفاره ويبقيها، حتى تكون كالحراب، وحتى يكون كالحبشة فإن الظفر مدى الحبشة.
الغريب أن بعض الناس لعب بهم الشيطان فصاروا يقلدون غير المسلمين وصار بعضهم يبقي الشاهد السبابة، والباقي يقصه، وبعضهم الخنصر والباقي يقصه، وهذا مع كونه مخالفة للشريعة تشبه بالكفار، وإخلال بالعدل، كيف هذا الإصبع تحرمه من الفطرة وبقية الأصابع تجريها على الفطرة.
طيب إذن كم توقت هذه الأشياء ؟
توقت بأربعين يوما، قال أنس رضي الله عنه : ( وقّت لنا النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ألا تترك فوق أربعين يوما )، فيحسن أن الإنسان يرتب نفسه، فيجعل مثلا كل جمعة أولى في الشهر هي وقت إزالة هذه الأشياء حتى لا ينسى، لأن الإنسان إذا لم يوقت فالأيام تمشي سريعا، يمكن يمضي أربعون يوما أو خمسون يوما ما شعر، لكن إذا رتب نفسه على أن أول جمعة من كل شهر هي وقت إزالة هذه الأشياء حصل له خير كثير وصار يتعاهد نفسه، معلوم يا هداية الله ؟ نعم.
باقي ؟ طيب.