شرح الآية : (( استغفروا ربكم إنه كان غفارا ... )) حفظ
الشيخ : قال: " وقوله تعالى: (( استَغفِروا رَبَّكُم )) " هذا نقلا عمن؟ عن نوح عليه الصلاة والسلام: (( فَقُلتُ استَغفِروا رَبَّكُم إِنَّهُ كانَ غَفّارًا * يُرسِلِ السَّماءَ عَلَيكُم )) ، وهنا أضاف الله القول إلى نوح مع أنه لم يقله بلفظه، كيف نقول إنه لم يقله بلفظه؟ لأن اللغة العربية حادثة بعد نوح، اللغة العربية بعد نوح فلغة نوح ليست عربية، ومع ذلك يضيف الله القول إلى قائله، كذلك موسى يقول قال موسى لقومه، قال فرعون، وما أشبه ذلك، وبهذا نعرف أن القول قد يضاف إلى من لم يقله بلفظه بل قاله بمعناه.
و (( استَغفِروا رَبَّكُم )) فأمرهم بأن يستغفروا الله، وعلّل ذلك مرغّبا إياهم بالاستغفار (( إِنَّهُ كانَ غَفّارًا )) وغفّار صيغة مبالغة يا حسن، نعم؟ صيغة مبالغة؟ متأكد؟ أه؟
السائل : نعم.
الشيخ : ما هي صيغ المبالغة؟ لا لا، لا تجيب لي أمثلة، الصيغ الصيغ؟
السائل : ... .
الشيخ : إيه، ... فعال.
السائل : ... .
الشيخ : لا.
السائل : ... .
الشيخ : نعم.
السائل : فعال.
الشيخ : نعم.
السائل : فعيل.
الشيخ : نعم.
السائل : ... .
الشيخ : ... أحسنت، طيب، الله عز وجل غفار، هل نقول إن هذه صيغة مبالغة أو نسبة؟ يحتمل، النسبة معناها أنها صفة لازمة، كما نقول مثلا نجّار حدّاد صفة لازمة له، أما صيغة المبالغة فهي صفة فعليه، والله تعالى متصف بالمغفرة أزلا وأبدا وكثير المغفرة.
(( يُرسِلِ السَّماءَ )) يرسل لماذا كانت بالجَرّ مع أن الجر لا يدخل في الأفعال؟ نعم؟ مجرورة، والجر من علامات الاسم، أحمد بخور؟
السائل : ... .
الشيخ : أه؟
السائل : ... .
الشيخ : إيه إذًا الكسر هنا ليس علامة إعراب؟
السائل : ... .
الشيخ : طيب، (( يُرسِلِ السَّماءَ عَلَيكُم مِدرارًا )) والمراد بالسماء هنا المطر، يعني معناه إن المطر ينزل بكثرة، (( وَيُمدِدكُم بِأَموالٍ وَبَنينَ وَيَجعَل لَكُم جَنّاتٍ وَيَجعَل لَكُم أَنهارًا )) وهذه أمور دنيوية، فإذا قال قائل: كيف رغّبهم في أمور دنيوية من أجل عمل صالح؟ فالظاهر والله أعلم أن هؤلاء القوم يميلون إلى الدنيا أكثر مما يميلون إلى الأخرة، ولهذا رغّبهم في الدنيا ولم يقل يغفر لكم ذنوبكم، في هذا الكلام وإلا قاله في مقام ءاخر، لكن هنا من أجل الترغيب لأنهم قوم ماديون يريدون الدنيا فرغبهم، ولكن ينبغي للإنسان أن يطمح عن هذا وأن يكون قصده باستغفار الله مغفرة ذنوبه وأن يجعل هذه الأمور تأتي تبعا.