تتمة شرح الحديث : حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أبو شهاب عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن الحارث بن سويد حدثنا عبد الله بن مسعود حديثين أحدهما عن النبي صلى الله عليه وسلم والآخر عن نفسه قال إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا قال أبو شهاب بيده فوق أنفه ثم قال ( لله أفرح بتوبة عبده من رجل نزل منزلاً وبه مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومةً فاستيقظ وقد ذهبت راحلته حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله قال أرجع إلى مكاني فرجع فنام نومةً ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده ) تابعه أبو عوانة وجرير عن الأعمش وقال أبو أسامة حدثنا الأعمش حدثنا عمارة سمعت الحارث وقال شعبة وأبو مسلم اسمه عبيد الله كوفي قائد الأعمش عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد وقال أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عمارة عن الأسود عن عبد الله وعن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن عبد الله حفظ
(تتمة شرح الحديث)
القارئ : حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أبو شهاب عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن الحارث بن سويد حدثنا عبد الله بن مسعود حديثين أحدهما عن النبي صلى الله عليه وسلّم والأخر عن نفسه قال إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا قال أبو شهاب بيده فوق أنفه ثم قال ( لله أفرح بتوبة عبده من رجل نزل منزلاً وبه مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومةً فاستيقظ وقد ذهبت راحلته حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله قال أرجع إلى مكاني فرجع فنام نومةً ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده ) تابعه أبو عوانة وجرير عن الأعمش وقال أبو أسامة حدثنا الأعمش حدثنا عمارة سمعت الحارث وقال شعبة وأبو مسلم اسمه عبيد الله كوفي قائد الأعمش عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد وقال أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عمارة عن الأسود عن عبد الله وعن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن عبد الله.
الشيخ : فالمؤمن يخاف من الذنوب، يخاف من الذنوب كما يخاف الإنسان الذي تحت جبل أن يقع عليه هذا الجبل، ( وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا ) ، هذا سهل يعني الفاجر يذنب ويذنب ويذنب ولا يبالي كأنه ذباب مر على أنفه فقال به هكذا، وهذا معناه التساهل فإذا رأيت من نفسك أنك تتساهل بالذنوب ولا تتعاظمها فاعلم أن بك مرضا فصحّح الخطأ وصحّح القلب.
ثم قال ( لله أفرح بتوبة العبد ) إلى ءاخره، هذا هو الحديث المرفوع، ( لله أفرح ) يعني أشد فرحا بتوبة الإنسان من ( رجل نزل منزلا وبه مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومةً فاستيقظ وقد ذهبت راحلته حتى اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله، قال أرجع إلى مكاني ) لأن الرجل لما استيقظ ولم يجد الراحلة ذهب يبحث عنها فلما أدركه العطش قال أرجع إلى مكاني لأنه نام تحت ظل شجرة، ( فرجع فنام نومةً ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده ) ، من يقدر هذا الفرح؟ نحن لا نتصوره الأن ولا نتخيّله لأنه أعظم مما نتخيّل، إذ أنه حياة بعد موت، هذا الفرح لا يوجد له نظير إطلاقا ولهذا جاء في الحديث أنه أمسك بزمام الناقة وقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، عجز أن يتكلّم ما ضبط الكلام، أخطأ من شدّة الفرح فالله عز وجل بتوبة عبده أشَدّ فرحا من هذا بناقته.
وفي الحديث إثبات الفرح لله عز وجل، وهو حق على حقيقته، ولا يصح أن يُفسّر بالمبادرة بالثواب لأن هذا من باب تحريف الكلم عن مواضعه، والقاعدة عند أهل السنّة والجماعة أن يوصف الله بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلّم من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، فنؤمن بهذه الصفات على أنها حق لكن بدون تمثيل لأن الله يقول: (( لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ )) ، والذين حرّفوا النصوص في صفات الله عز وجل ظنوا أنها تقتضي المماثلة فحملوها أولا على التمثيل ثم حرّفوا الكلم عن مواضعه، فقالوا مثلا الفرح يقتضي أن شيئا محبوبا إلى الفارح حصل له ففرح به لانتفاعه به فيُقال لهم هذا الفرح فرح الآدمي فرح المخلوق، أما فرح الخالق ففرح يختص به ولا يماثل فرح المخلوقين، وهكذا بقية الصفات يجب عليك أن تؤمن بها كما وصف الله بها نفسه وكما وصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلّم لكن بدون تمثيل.
وفيه أيضا دليل على فضل الله عز وجل حيث يفرح بتوبة عبده هذا الفرح العظيم مع أن الله سبحانه وتعالى غني عن العبد كما قال تعالى: (( إِن تَكفُروا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُم )) ، ويقول عز وجل: (( وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ العالَمينَ )) ، ويقول في الحديث القدسي: ( يا عبادي لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئا ) . نعم. نعم.
القارئ : حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أبو شهاب عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن الحارث بن سويد حدثنا عبد الله بن مسعود حديثين أحدهما عن النبي صلى الله عليه وسلّم والأخر عن نفسه قال إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا قال أبو شهاب بيده فوق أنفه ثم قال ( لله أفرح بتوبة عبده من رجل نزل منزلاً وبه مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومةً فاستيقظ وقد ذهبت راحلته حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله قال أرجع إلى مكاني فرجع فنام نومةً ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده ) تابعه أبو عوانة وجرير عن الأعمش وقال أبو أسامة حدثنا الأعمش حدثنا عمارة سمعت الحارث وقال شعبة وأبو مسلم اسمه عبيد الله كوفي قائد الأعمش عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد وقال أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عمارة عن الأسود عن عبد الله وعن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن عبد الله.
الشيخ : فالمؤمن يخاف من الذنوب، يخاف من الذنوب كما يخاف الإنسان الذي تحت جبل أن يقع عليه هذا الجبل، ( وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا ) ، هذا سهل يعني الفاجر يذنب ويذنب ويذنب ولا يبالي كأنه ذباب مر على أنفه فقال به هكذا، وهذا معناه التساهل فإذا رأيت من نفسك أنك تتساهل بالذنوب ولا تتعاظمها فاعلم أن بك مرضا فصحّح الخطأ وصحّح القلب.
ثم قال ( لله أفرح بتوبة العبد ) إلى ءاخره، هذا هو الحديث المرفوع، ( لله أفرح ) يعني أشد فرحا بتوبة الإنسان من ( رجل نزل منزلا وبه مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومةً فاستيقظ وقد ذهبت راحلته حتى اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله، قال أرجع إلى مكاني ) لأن الرجل لما استيقظ ولم يجد الراحلة ذهب يبحث عنها فلما أدركه العطش قال أرجع إلى مكاني لأنه نام تحت ظل شجرة، ( فرجع فنام نومةً ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده ) ، من يقدر هذا الفرح؟ نحن لا نتصوره الأن ولا نتخيّله لأنه أعظم مما نتخيّل، إذ أنه حياة بعد موت، هذا الفرح لا يوجد له نظير إطلاقا ولهذا جاء في الحديث أنه أمسك بزمام الناقة وقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، عجز أن يتكلّم ما ضبط الكلام، أخطأ من شدّة الفرح فالله عز وجل بتوبة عبده أشَدّ فرحا من هذا بناقته.
وفي الحديث إثبات الفرح لله عز وجل، وهو حق على حقيقته، ولا يصح أن يُفسّر بالمبادرة بالثواب لأن هذا من باب تحريف الكلم عن مواضعه، والقاعدة عند أهل السنّة والجماعة أن يوصف الله بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلّم من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، فنؤمن بهذه الصفات على أنها حق لكن بدون تمثيل لأن الله يقول: (( لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ )) ، والذين حرّفوا النصوص في صفات الله عز وجل ظنوا أنها تقتضي المماثلة فحملوها أولا على التمثيل ثم حرّفوا الكلم عن مواضعه، فقالوا مثلا الفرح يقتضي أن شيئا محبوبا إلى الفارح حصل له ففرح به لانتفاعه به فيُقال لهم هذا الفرح فرح الآدمي فرح المخلوق، أما فرح الخالق ففرح يختص به ولا يماثل فرح المخلوقين، وهكذا بقية الصفات يجب عليك أن تؤمن بها كما وصف الله بها نفسه وكما وصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلّم لكن بدون تمثيل.
وفيه أيضا دليل على فضل الله عز وجل حيث يفرح بتوبة عبده هذا الفرح العظيم مع أن الله سبحانه وتعالى غني عن العبد كما قال تعالى: (( إِن تَكفُروا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُم )) ، ويقول عز وجل: (( وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ العالَمينَ )) ، ويقول في الحديث القدسي: ( يا عبادي لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئا ) . نعم. نعم.