فوائد الحديث . حفظ
الشيخ : هذا الحديث أيضا فيه ما سبق أنه ينبغي للإنسان أن ينام على طهر لقوله صلى الله عليه وسلّم: ( توضأ وضوءك للصلاة ) .
وفيه أيضا إنه يضطجع على الشق الأيمن دون الأيسر ولو كانت القبلة خلف ظهره أو عند رجليه أو عند رأسه، المهم أن يضطجع على الجنب الأيمن.
وفيه الدعاء الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلّم وعلّمه البراء رضي الله عنه.
وفيه أيضا المحافظة على لفظ الحديث لأنه لما قال وبرسولك الذي أرسلت قال ( لا، وبنبيك الذي أرسلت ) ، هكذا قال بعضهم، ولكن في هذا نظرا لأن اختلاف اللفظين ليس اختلافا لفظيا فقط حتى نقول إن هذا من باب المحافظة على رواية الحديث باللفظ، بل الخلاف خلاف معنوي وذلك أنه إذا قال: برسولك الذي أرسلت، قد يكون من الألفاظ المجملة لأن من الرسل من لم يكن بشرا، كالملائكة رسل، وجبريل رسول من الله، كما قال الله تعالى: (( إِنَّهُ لَقَولُ رَسولٍ كَريمٍ * ذي قُوَّةٍ عِندَ ذِي العَرشِ مَكينٍ )) فإذا قال برسولك الذي أرسلت لم يمنع إرادة الرسول الملكي، أما إذا قال: بنبيك الذي أرسلك فإنه يمنع إرادة الرسول الملكي، لأن الملائكة ليس منهم نبي فيتعيّن أن يكون بالرسول هنا الرسول البشري وهو محمد صلى الله عليه وسلّم، هذا من وجه.
الوجه الثاني: أنه إذا قال برسولك الذي أرسلت دخلت النبوّة من باب دلالة التضمّن لأن كل رسول نبي، فإذا قال بنبيّك الذي أرسلت دخلت النبوة بدلالة النطق الصريح لا التضمّن فيكون هذا أوْلى، فلذلك كانت المحافظة على قوله ( بنبيّك الذي أرسلت ) ليس من أجل المحافظة على اللفظ فقط بل لأنه يختلف المعنى والدلالة.
وفيه أيضا أن القرءان كلام الله عز وجل لقوله: ( بكتابك الذي أنزلت ) وهذا أمر معروف. نعم.
السائل : شيخ؟
الشيخ : نعم؟