قراءة من الشرح . حفظ
(القراءة من فتح الباري لابن حجر)
القارئ : " قوله قال كريب وسبع في التابوت قلت حاصل ما في هذه الرواية عشرة " .
الشيخ : أه؟
القارئ : " قلت حاصل ما في هذه الرواية عشرة وقد أخرجه مسلم من طريق عقيل عن سلمة بن كهيل فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلّم بتسع عشرة كلمة حدثنيها كريب فحفظت منها ثنتي عشرة ونسيت ما بقي فذكر ما في رواية الثوري هذه وزاد: ( وفي لساني نورا ) بعد قوله: ( في قلبي ) ، وقال في ءاخره ( واجعل لي في نفسي نورا واعظم لي نورا ) ، وهاتان ثنتان من السبع التي ذكر كريب أنها في التابوت مما حدّثه بعض ولد العباس.
وقد اختُلِف في مراده بقوله التابوت فجزم الدمياطي في حاشيته بأن المراد به الصدر الذي هو وعاء القلب، وسبق ابن بطال والداوودي أن المراد بالتابوت الصدر، وزاد ابن بطال كما يقال لمن يحفظ العلم " علمه في التابوت مستودع " ، وقال النووي تبعا لغيره: المراد بالتابوت الأضلاع وما تحويه من القلب وغيره تشبيها بالتابوت الذي يُحرِز " ..
الشيخ : يحرَز.
القارئ : " الذي يحرَز فيه المتاع يعني سبع كلمات في قلبي ولكن نسيتها.
قال وقيل المراد سبعة أنوار كانت مكتوبة في التابوت الذي كان لبني إسرائيل فيه السكينة. وقال ابن الجوزي يريد بالتابوت الصندوق أي سبع مكتوبة في صندوق عنده لم يحفظها في ذلك الوقت، قلت: ويؤيده ما وقع عند أبي عوانة من طريق أبي حذيفة عن الثوري بسند حديث الباب قال كريب وستة عندي مكتوبات في التابوت، وجزم القرطبي في "المفهم" وغير واحد بأن المراد بالتابوت الجسد أي أن السبع المذكورة تتعلّق بجسد الإنسان بخلاف أكثر ما تقدّم فإنه يتعلّق بالمعاني كالجهات الست وإن كان السمع والبصر من الجسد، وحكى ابن التين عن الداوودي أن معنى قوله في التابوت أي في صحيفة في تابوت عند بعض ولد العباس، قال والخصلتان العظم والمخ وقال الكرماني لعلهما الشحم والعظم كذا قالا وفيه نظر سأوضحه قوله " .
الشيخ : اقرؤوا " وذكر خصلتين " .
القارئ : بعده؟
الشيخ : أي بعده بأسطر.
القارئ : " قوله وذكر خصلتين أي تكملة السبع قال القرطبي هذه الأنوار التي دعا بها رسول الله صلى الله عليه وسلّم يمكن حملها على ظاهرها فيكون سأل الله تعالى أن يجعل له في كل عضو من أعضائه نورا يستضيء به يوم القيامة في تلك الظلم هو ومن تبعه أو من شاء الله منهم، قال والأولى أن يقال هي مستعارة للعلم والهداية كما قال تعالى: (( فَهُوَ عَلى نورٍ مِن رَبِّهِ )) ، وقوله تعالى: (( وَجَعَلنا لَهُ نورًا يَمشي بِهِ فِي النّاسِ )) ثم قال: والتحقيق في معناه أن النور مظهر ما نسِب إليه وهو يختلف بحسبه، فنور السمع مظهر للمسموعات، ونور البصر كاشف للمبصًرات، ونور القلب كاشف عن معلومات، ونور الجوارح ما يبدو عليها من أعمال الطاعات.
قال الطيبي: معنى طلب النور للأعضاء عضوا عضوا أن يتحلّى بأنوار المعرفة والطاعات، ويتعرّى عما عداهما، فإن الشياطين تحيط بالجهات الست بالوساوس فكان التخلّص منها بالأنوار السادّة لتلك الجهات، قال: وكل هذه الأمور راجعة إلى الهداية والبيان وضياء الحق وإلى ذلك يُرشد قوله تعالى: (( اللَّهُ نورُ السَّماواتِ وَالأَرضِ )) إلى قوله: (( نورٌ عَلى نورٍ يَهدِي اللَّهُ لِنورِهِ مَن يَشاءُ )) انتهى ملخصا، وكان في بعض ألفاظه مالا يليق بالمقام فحذفته. وقال الطيبي أيضا: خص السمع والبصر والقلب بلفظ .. "
الشيخ : السمع.
القارئ : " خص السمع والبصر والقلب بلفظ لي لأن القلب مقر الفكرة في ءالاء الله، والسمع والبصر مسارح ءايات الله المصونة، قال وخص اليمين والشمال بعن إيذانا بتجاوز الأنوار عن قلبه وسمعه وبصره إلى من عن يمينه وشماله من أتباعه، وعبّر عن بقية الجهات بمن ليشمل استنارته وإنارته من الله والخلق، وقوله في ءاخره: واجعل لي نورا هي فذلكة لذلك وتأكيد له " ... .
سائل آخر : ... يا شيخ.
الشيخ : أه؟
السائل : ... .
الشيخ : قبل إيش؟ نعم؟
السائل : قوله فلقيت ... .
الشيخ : قبل إيش؟ قبل.
السائل : ... .
الشيخ : أه؟
السائل : ... .
الشيخ : إيه لقيت رجلا من ولد العباس.
القارئ : " قوله فلقيت رجلا من ولد العباس قال بن بطال ليس كريب هو القائل فلقيت رجلا من ولد العباس وإنما قاله سلمة بن كهيل الراوي عن كريب قلت وهو محتمل وظاهر رواية أبي حذيفة أن القائل هو كريب قال بن بطال وقد وجدت الحديث من رواية علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه قال فذكر الحديث مطولا وظهرت منه معرفة الخصلتين اللتين نسيهما فإن فيه اللهم اجعل في عظامي نورا وفي قبري نورا قلت بل الأظهر أن المراد بهما اللسان والنفس وهما اللذان زادهما عقيل في روايته عند مسلم وهما من جملة الجسد وينطبق عليه التأويل الأخير للتابوت وبذلك جزم القرطبي في "المفهم" ولا يُنافيه ما عداه والحديث الذي أشار إليه أخرجه الترمذي من طريق داوود بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده سمعت نبي الله صلى الله عليه وسلّم ليلة حين فرغ من صلاته يقول ( اللهم إني أسألك رحمة من عندك ) فساق الدعاء بطوله وفيه ( اللهم اجعل لي نورا في قبري ) ثم ذكر القلب ثم الجهات الست والسمع والبصر ثم الشعر والبشر ثم اللحم والدم والعظام ثم قال في ءاخره ( اللهم عظّم لي نورا وأعطني نورا واجعلني نورا ) قال الترمذي غريب وقد روى شعبة وسفيان عن سلمة عن كريب بعض هذا الحديث ولم يذكروه بطوله انتهى، وأخرج الطبري من وجه ءاخر عن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه في ءاخره ( وزدني نورا ) قالها ثلاثا وعند أبي عاصم في كتاب الدعاء من طريق ... " .
القارئ : " قوله قال كريب وسبع في التابوت قلت حاصل ما في هذه الرواية عشرة " .
الشيخ : أه؟
القارئ : " قلت حاصل ما في هذه الرواية عشرة وقد أخرجه مسلم من طريق عقيل عن سلمة بن كهيل فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلّم بتسع عشرة كلمة حدثنيها كريب فحفظت منها ثنتي عشرة ونسيت ما بقي فذكر ما في رواية الثوري هذه وزاد: ( وفي لساني نورا ) بعد قوله: ( في قلبي ) ، وقال في ءاخره ( واجعل لي في نفسي نورا واعظم لي نورا ) ، وهاتان ثنتان من السبع التي ذكر كريب أنها في التابوت مما حدّثه بعض ولد العباس.
وقد اختُلِف في مراده بقوله التابوت فجزم الدمياطي في حاشيته بأن المراد به الصدر الذي هو وعاء القلب، وسبق ابن بطال والداوودي أن المراد بالتابوت الصدر، وزاد ابن بطال كما يقال لمن يحفظ العلم " علمه في التابوت مستودع " ، وقال النووي تبعا لغيره: المراد بالتابوت الأضلاع وما تحويه من القلب وغيره تشبيها بالتابوت الذي يُحرِز " ..
الشيخ : يحرَز.
القارئ : " الذي يحرَز فيه المتاع يعني سبع كلمات في قلبي ولكن نسيتها.
قال وقيل المراد سبعة أنوار كانت مكتوبة في التابوت الذي كان لبني إسرائيل فيه السكينة. وقال ابن الجوزي يريد بالتابوت الصندوق أي سبع مكتوبة في صندوق عنده لم يحفظها في ذلك الوقت، قلت: ويؤيده ما وقع عند أبي عوانة من طريق أبي حذيفة عن الثوري بسند حديث الباب قال كريب وستة عندي مكتوبات في التابوت، وجزم القرطبي في "المفهم" وغير واحد بأن المراد بالتابوت الجسد أي أن السبع المذكورة تتعلّق بجسد الإنسان بخلاف أكثر ما تقدّم فإنه يتعلّق بالمعاني كالجهات الست وإن كان السمع والبصر من الجسد، وحكى ابن التين عن الداوودي أن معنى قوله في التابوت أي في صحيفة في تابوت عند بعض ولد العباس، قال والخصلتان العظم والمخ وقال الكرماني لعلهما الشحم والعظم كذا قالا وفيه نظر سأوضحه قوله " .
الشيخ : اقرؤوا " وذكر خصلتين " .
القارئ : بعده؟
الشيخ : أي بعده بأسطر.
القارئ : " قوله وذكر خصلتين أي تكملة السبع قال القرطبي هذه الأنوار التي دعا بها رسول الله صلى الله عليه وسلّم يمكن حملها على ظاهرها فيكون سأل الله تعالى أن يجعل له في كل عضو من أعضائه نورا يستضيء به يوم القيامة في تلك الظلم هو ومن تبعه أو من شاء الله منهم، قال والأولى أن يقال هي مستعارة للعلم والهداية كما قال تعالى: (( فَهُوَ عَلى نورٍ مِن رَبِّهِ )) ، وقوله تعالى: (( وَجَعَلنا لَهُ نورًا يَمشي بِهِ فِي النّاسِ )) ثم قال: والتحقيق في معناه أن النور مظهر ما نسِب إليه وهو يختلف بحسبه، فنور السمع مظهر للمسموعات، ونور البصر كاشف للمبصًرات، ونور القلب كاشف عن معلومات، ونور الجوارح ما يبدو عليها من أعمال الطاعات.
قال الطيبي: معنى طلب النور للأعضاء عضوا عضوا أن يتحلّى بأنوار المعرفة والطاعات، ويتعرّى عما عداهما، فإن الشياطين تحيط بالجهات الست بالوساوس فكان التخلّص منها بالأنوار السادّة لتلك الجهات، قال: وكل هذه الأمور راجعة إلى الهداية والبيان وضياء الحق وإلى ذلك يُرشد قوله تعالى: (( اللَّهُ نورُ السَّماواتِ وَالأَرضِ )) إلى قوله: (( نورٌ عَلى نورٍ يَهدِي اللَّهُ لِنورِهِ مَن يَشاءُ )) انتهى ملخصا، وكان في بعض ألفاظه مالا يليق بالمقام فحذفته. وقال الطيبي أيضا: خص السمع والبصر والقلب بلفظ .. "
الشيخ : السمع.
القارئ : " خص السمع والبصر والقلب بلفظ لي لأن القلب مقر الفكرة في ءالاء الله، والسمع والبصر مسارح ءايات الله المصونة، قال وخص اليمين والشمال بعن إيذانا بتجاوز الأنوار عن قلبه وسمعه وبصره إلى من عن يمينه وشماله من أتباعه، وعبّر عن بقية الجهات بمن ليشمل استنارته وإنارته من الله والخلق، وقوله في ءاخره: واجعل لي نورا هي فذلكة لذلك وتأكيد له " ... .
سائل آخر : ... يا شيخ.
الشيخ : أه؟
السائل : ... .
الشيخ : قبل إيش؟ نعم؟
السائل : قوله فلقيت ... .
الشيخ : قبل إيش؟ قبل.
السائل : ... .
الشيخ : أه؟
السائل : ... .
الشيخ : إيه لقيت رجلا من ولد العباس.
القارئ : " قوله فلقيت رجلا من ولد العباس قال بن بطال ليس كريب هو القائل فلقيت رجلا من ولد العباس وإنما قاله سلمة بن كهيل الراوي عن كريب قلت وهو محتمل وظاهر رواية أبي حذيفة أن القائل هو كريب قال بن بطال وقد وجدت الحديث من رواية علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه قال فذكر الحديث مطولا وظهرت منه معرفة الخصلتين اللتين نسيهما فإن فيه اللهم اجعل في عظامي نورا وفي قبري نورا قلت بل الأظهر أن المراد بهما اللسان والنفس وهما اللذان زادهما عقيل في روايته عند مسلم وهما من جملة الجسد وينطبق عليه التأويل الأخير للتابوت وبذلك جزم القرطبي في "المفهم" ولا يُنافيه ما عداه والحديث الذي أشار إليه أخرجه الترمذي من طريق داوود بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده سمعت نبي الله صلى الله عليه وسلّم ليلة حين فرغ من صلاته يقول ( اللهم إني أسألك رحمة من عندك ) فساق الدعاء بطوله وفيه ( اللهم اجعل لي نورا في قبري ) ثم ذكر القلب ثم الجهات الست والسمع والبصر ثم الشعر والبشر ثم اللحم والدم والعظام ثم قال في ءاخره ( اللهم عظّم لي نورا وأعطني نورا واجعلني نورا ) قال الترمذي غريب وقد روى شعبة وسفيان عن سلمة عن كريب بعض هذا الحديث ولم يذكروه بطوله انتهى، وأخرج الطبري من وجه ءاخر عن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه في ءاخره ( وزدني نورا ) قالها ثلاثا وعند أبي عاصم في كتاب الدعاء من طريق ... " .