تتمة شرح حديث : ( اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ... ) حفظ
الشيخ : ( أنت المقدّم وأنت المؤخّر ) ومن قدّمه الله فلا مؤخّر له، ومن أخّره الله فلا مقدّم له، لو اجتمعت الأمة كلها على أن يؤخّروا ما قدّم الله ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، ولو اجتمعوا كلهم على أن يؤخّروا ما قدّم الله ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، وأنت إذا ءامنت بهذا اعتمدت على الله وصار الناس كلهم خلف ظهرك والذي أمامك من؟
السائل : ... .
الشيخ : الله سبحانه وتعالى.
( أنت المقدّم وأنت المؤخّر لا إله إلا أنت ) طيب المقدّم والمؤخّر في الأحوال والأزمان والأماكن، في كل شيء، ( أنت المقدّم وأنت المؤخّر ) .
ثم قال: ( لا إله إلا أنت ) ختمها بالتوحيد، ( لا إله إلا أنت ) ، هذه الكلمة التي لوزنت بها السماوات والأرض لرجحت بالسماوات والأرض، لأنها كلمة الإخلاص، كلمة مبنية على أمرين، على ركنين لابد منهما، هما: النفي والإثبات، لأن التوحيد أيها الإخوة ما يتحقّق إلا بالنفي والإثبات، لأن النفي المحض تعطيل، والإثبات بدون نفي لا يمنع المشاركة، فإذًا لابد من نفي وإثبات.
لو قلت لا قائم في البيت هذا نفي، ما فيه أحد قائم، إذن عطّلنا القيام مرة، ما فيه قيام.
لو قلنا محمد قائم في البيت أثبتنا القيام لكن ما أثبتنا التوحيد، لأنه يجوز أن يكون أحد أه؟ قائم أيضا مشارك له في القيام.
إذا قلنا لا قائم في البيت إلا محمد، حينئذ وحّدنا محمدا بالقيام، نفينا القيام عما سواه وأثبتناه له.
إذن لابد في التوحيد من ركنين: النفي والإثبات، أو ما يقوم مقامهما، يعني قد لا يوجد نفي وإثبات لكن يوجد ما يقوم مقامهما، مثل قوله تعالى: (( وَإِلهُكُم إِلهٌ واحِدٌ )) كلمة واحد هذه تغني عن النفي، لأن معنى واحد يعني لا ثاني معه أو لا شريك معه، واضح يا جماعة. طيب.
( أو قال: لا إله غيرك ) أو هنا شك من الراوي، وهذا الشك لا يضر لأن المعنى واحد.