فوائد حديث : ( اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن ... ) حفظ
الشيخ : في هذا الحديث دليل على صدق التجاء الرسول صلى الله عليه وسلّم إلى ربه، وعلى ثنائه على ربه عز وجل.
والثناء على الله دعاء بلسان الحال، لأن المثني على الله لو سألته لماذا أثنيت؟ ماذا يقول؟ أه؟ رجاء الثواب وخوف العقاب، فالثناء على الله يُعتبر دعاء في الحقيقة، ولهذا جاء في الحديث ( من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ) وإن كان هذا الحديث فيه نظر لكن يدل على أن الثناء قد يقوم مقام الدعاء، وقال الشاعر:
" إذا أثنى عليك المرء يوما كفاه من تعرّضه الثناء "
يعني معناه أنه يكفيه الثناء لأن الثناء عند الكريم طلب وسؤال وحاجة.
وفيه أيضا أن الرسول صلى الله عليه وسلّم قد يقع منه الذنب، لقوله: ( اغفر لي ما قدّمت ) ووقوع الذنب إذا تاب منه العبد لا يضر، بل قد يكون الإنسان بعد التوبة من الذنب خيرا منه قبل وقوع الذنب، خيرا منه حالا لأن التوبة تجُبّ ما قبلها، والإنسان بعد الذنب والانكسار إلى الله عز وجل والرجوع إليه يعرف قدر نفسه، لكن قبل أن يذنب قد يرى نفسه أنه ليس عنده شيء يستغفر الله منه أو يتوب إلى الله منه فيربو بنفسه ويتعالى على نفسه أو يتعالى بنفسه، فإذا أذنب ثم تاب انكسر بين يدي الله عز وجل، ولهذا قال الله تعالى في حق ءادم: (( وَعَصى ءادَمُ رَبَّهُ فَغَوى * ثُمَّ اجتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيهِ وَهَدى )) حصّل أمرين بل ثلاثة: التوبة والاجتباء والهداية، هذه ما حصلت له قبل أن يُذنب.