فوائد الحديث : 1 - إثبات النزول الإلهي . حفظ
الشيخ : ففيه ثبوت النزول لله سبحانه وتعالى ( ينزل ربنا ) ، والنزول من صفات الله الفعلية لأنه فعل، وهذا النزول حقيقة لأن الرسول صلى الله عليه وسلّم أضافه إلى الله ( ينزل ربنا ) ، ونحن نعلم جميعا أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أعلم الناس بالله، ونعلم كذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلّم أفصح الخلق كما قال الشاعر:
" وأفصح الخلق على الإطلاق نبيّنا فمل عن الشقاق "
هو أفصح الخلق. ونعلم كذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنصح الخلق، نعلم هذا، وأنه عليه الصلاة والسلام لا يساويه أحد من الخلق في النصيحة للخلق، هذه ثلاثة أمور، ونعلم كذلك أنه صلى الله عليه وسلّم لا يريد من العباد إلا الهداية، من تمام نصحه أنه لا يريد منهم أن يضلوا فهو عليه الصلاة والسلام أعلم الخلق بالله، وأنصح الخلق للخلق، وأفصح الخلق فيما ينطق به، وكذلك لا يريد إلا الهداية للخلق.
فإذا قال: ( ينزل ربنا ) فإن أي إنسان يقول خلاف ظاهر هذا اللفظ قد اتهم النبي صلى الله عليه وسلّم إما بأنه غير عالم، فمثل إذا قال المراد ينزل أمره نقول كيف؟ أنت أعلم من الرسول صلى الله عليه وسلّم؟! الرسول يقول ينزل ربنا وأنت تقول ينزل أمره؟! أأنت أعلم أم رسول الله؟!
أو أنه اتهمه بأنه لا يريد النصح للخلق حيث عمّى عليهم فخاطبهم بما يريد خلافه، ولا شك أن الإنسان الذي يخاطب الناس بما يريد خلافه غير ناصح لهم.
أو نقول: أنت الأن اتهمت الرسول صلى الله عليه وسلّم بأنه غير فصيح عيي، يريد شيئا ولكن لا ينطق به، يريد ينزل أمر ربنا ولكن يقول ينزل ربنا لأنه ما يفرّق بين هذا وهذا، فأنت كلامك هذا لا يخلو من وصمة الرسول صلى الله عليه وسلّم فعليك أن تتقي الله وأن تؤمن بما قال الرسول عليه الصلاة والسلام من أن الله تعالى ينزل حقيقة.