هذا النزول هل يستلزم أن يخلو منه العرش أم لا ؟ حفظ
الشيخ : طيب هذا النزول هل يستلزم أن الله عز وجل يخلو منه العرش أو لا؟ الجواب: نقول أصل هذا السؤال بدعة، وإيراده غير مشكور عليه مورده، لا يُشكر عليه من أورده، لأننا نسأل هل أنت أحرص من الصحابة على فهم صفات الله؟! إن قال نعم فقد كذب، وإن قال لا قلنا فليسعك ما يسعهم، ما سألوا الرسول صلى الله عليه وسلّم وقالوا يا رسول الله إذا نزل هل يخلو منه العرش؟ وما لك ولهذا السؤال، قل ينزل واسكت، يخلو منه العرش أو ما يخلو هذا ليس إليك، أنت مأمور بأن تصدّق الخبر ولاسيما ما يتعلّق بذات الله وصفاته لأنه أمر فوق العقول.
فإذن نقول هذا السؤال إيش؟ بدعة، أصلا لا يرد، كل إنسان يريد الأدب كما تأدّب الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم فإنه لا يورده.
فإذا قُدّر أن شخصا ابتلي بأن وجد العلماء بحثوا في هذا واختلفوا فيه فمنهم من يقول يخلو، ومنهم من يقول لا يخلو، ومنهم من توقّف، فالسبيل الأقوم في هذا هو التوقّف ثم القول بأنه لا يخلو منه العرش، وأضعف الأقوال أنه يخلو منه العرش.
التوقّف أسلمها، وليس هذا مما يجب علينا القول به، لأن الرسول صلى الله عليه وسلّم لم يبيّنه والصحابة لم يستفسروا عنه، ولو كان هذا مما يجب علينا أن نعتقده لبيّنه الله ورسوله بأي طريق، ونحن نعلم أنه أحيانا يبيّن الرسول عليه الصلاة والسلام الحق من عنده، وأحيانا يتوقّف فينزل الوحي، وأحيانا يأتي أعرابي فيسأل عن شيء، وأحيانا يسأل الصحابة أنفسهم عن الشيء، كل هذا لم يرد في هذا الحديث.
فإذن لو توقّفنا وقلنا الله أعلم فليس علينا سبيل، لأن هذا هو الواقع.