الرد على من حرف هذه الصفة بقولهم المراد نزول أمر الله أو رحمة الله أو ملك . حفظ
الشيخ : لكن قال بعض الناس إن الذي ينزل أمر الله، وقال ءاخرون الذي ينزل رحمة الله، وقال ءاخرون الذي ينزل ملك من ملائكة الله. سبحان الله، الرسول صلى الله عليه وسلّم ما يعرف يعبّر هذا التعبير؟! لا يعرف أن يقول تنزل رحمة الله؟! أو ينزل أمر الله؟! أو ينزل ملك من ملائكة الله؟! ما يعرف يعبّر؟! نعم؟ الجواب: يعرف يعبّر، ولو كان المراد ينزل أمره أو رحمته أو ملكه لكان الرسول عليه الصلاة والسلام ملبسا على الأمة، وحاشاه من ذلك، ولم يكن مبيّنا للأمة، بل ملبّسا عليهم لأن الذي يقول لك: ( ينزل ربنا ) وهو يريد ينزل أمره، أه؟ وضّح لك وبيّن أو غشك؟ غشك ولبّس عليك. فإذًا الذي ينزل هو الرب عز وجل.
وفساد هذا التحريف ولا نقول تأويل في الحقيقة، القول بأن مثل هذا التحريف تأويل تلطيف للمسألة، تلطيف، وكل تأويل لا يدل عليه دليل فهو تحريف. نقول هذا التحريف لا شك أنه باطل.
إذا قلنا إن الذي ينزل أمر الله في ثلث الليل معناه غير ثلث الليل ما ينزل أمر الله، وأمر الله نازل في كل لحظة (( يُدَبِّرُ الأَمرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الأَرضِ ثُمَّ يَعرُجُ إِلَيهِ )) .
ثانيا: أمر الله ما ينتهي بالسماء الدنيا (( يُدَبِّرُ الأَمرَ )) إيش؟ (( مِنَ السَّماءِ إِلَى الأَرضِ )) ما هو إلى السماء الدنيا فقط، فبطل هذا التأويل، بطل هذا التأويل من جهة أن الأمر لا يختص بهذا الجزء من الليل، وأن الأمر لا ينتهي إلى السماء بل ينزل إلى إيش؟ إلى الأرض، طيب.
رحمة الله أيضا نفس الشيء، نقول رحمة الله عز وجل تنزل كل لحظة، ولو فقدت رحمة الله من العالم لحظة واحدة لهلك، كل لحظة تنزل الرحمة، وتنزل إلى أين؟ إلى الأرض، ما الفائدة لنا بنزول رحمته إلى السماء فقط، وش الفائدة من هذا؟ ليس لنا منها فائدة، إذا لم تصلنا الرحمة فلا فائدة لنا فيها، فبطل تفسيرها بالرحمة، بل ما يترتّب على تفسيرها بالأمر أو بالرحمة أعظم مما يتوهّمه من المفاسد من صرف اللفظ إلى الأمر والرحمة كما رأيتم الأن.
ثم نقول ثالثا: هل يمكن للأمر أو للرحمة أن تقول: من يدعوني فأستجيب له؟ أه؟ ما يمكن، ما تقول رحمة الله من يدعوني، ولا أمر الله من يدعوني، الذي يقوله الله عز وجل.
كذلك إذا قلنا ملك من ملائكته، نقول الملك إذا نزل إلى السماء الدنيا لا يمكن أن يقول: من يدعوني، أبدا، يعني لو قال الملك من يدعوني صار مشركا لأن الذي يجيب المضطر إذا دعاه من؟ الله عز وجل، فلا يمكن للملك أن يقول هكذا، حتى لو فرض أن الله أمره أن يقول لقال من يدعو الله فيستجيب له، ما يقول من يدعوني، ولا يمكن لملك من الملائكة وهم لا يعصون الله أن يقول للخلق من يدعوني فأستجيب له.
وبهذا بطل تحريف هذا الحديث إلى هذا المعنى أن يكون النازل ملكا.
وتحريف نصوص الصفات من القرءان والسنّة يُجرى فيها هذا المجرى يعني أنها كلها كل التحريفات إذا تأملتها وجدت أنه يترتب على تحريفاتهم من المفاسد أضعاف ما يترتب على المفاسد التي توهّموها لو أجروا اللفظ على ظاهره، ولهذا نجد الصحابة رضي الله عنهم سلموا من هذا، ما عنهم حرف واحد في نصوص الصفات لأنه ما فيه إشكال عندهم، يجرونها على ظاهرها كما يجرون ءايات الأحكام على ظاهرها، والغريب أن هؤلاء الذين يحرّفون في نصوص الصفات وهم لا يستطيعون أن يعقلوها لو حرّف أحد في نصوص الأحكام مع أن الأحكام مربوطة بالمصالح، والمصالح للعقول فيها مدخل، لو حرّف أحد في نصوص الأحكام لأقاموا عليه الدنيا قالوا ما يُمكن تحرّف، ما يمكن تخرج اللفظ عن ظاهره، مع أن الأحكام مربوطة بماذا؟ بالمصالح، والمصالح معقولة، يعني يدخلها، للعقل فيها مجال، لكن صفات الله غير مربوطة بهذا، صفات الله طريقها الخبر المجرّد، يعني ما فيه تلقّي لصفات الله نفيا أو إثباتا إلا الكتاب والسنّة، ومع ذلك نجد من يلعب بنصوص الكتاب والسنّة فيما يتعلق بصفات الله ويحرّفها حيثما يرى أن العقل يقتضي ذلك مع أن العقل الذي يدّعِي أنه يقتضي هذا عقل من؟ أه؟ عقل زيد عمرو بكر؟ كل واحد منهم له عقل يقول هذا الحق، ولهذا تجدهم يتناقضون، بل إن الواحد منهم ينقض كلامه بعضه بعضا، يؤلّف كتاب فينقض ما في الكتاب الأول، وهكذا.
" حجج تهافت كالزجاج تخالها حقا وكل كاسر مكسور "
ما عندهم دليل، يتناقضون لأنهم على غير برهان وعلى غير أساس، فلهذا الطريق السليم والمنهج الحكيم ما درج عليه السلف من إجراء هذه النصوص على ظاهرها.
فإذا قال قائل: ظاهرها التمثيل قلنا له كذبت، ما هو ظاهرها التمثيل، كيف يكون ظاهرها التمثيل وهي مضافة إلى الله؟! مثلا (( وَيَبقى وَجهُ رَبِّكَ )) إذا قال أنا لا أثبت الوجه حقيقة لأن ظاهره التمثيل، ماذا نقول له؟ نقول أنت كاذب كذبت، ليس ظاهره التمثيل لأن الله تعالى لم يذكر وجها مطلقا حتى يُحمل على المعهود، وإنما ذكر وجها إيش؟
السائل : ... .
الشيخ : مضافا إلى ذاته (( وَيَبقى وَجهُ رَبِّكَ )) فإذا كان مضافا إلى ذاته وأنت تؤمن بأن ذاته لا تماثل ذوات المخلوقين وجب أن يكون وجهه إيش؟
السائل : ... .
الشيخ : لا يُماثل أوجه المخلوقين، والله أكبر عليك لو قيل يد الفيل ما فهمت أنها كيد الهرة، أليس كذلك؟ ليش؟ لأنها.
السائل : مضافة.
الشيخ : أضيفت إلى الفيل، ما هي يد مطلقة حتى تقول تشترك مع غيرها، مضافة إلى الفيل، فلا يمكن أن تفهم من قول القائل يد فيل أنها كقول القائل يد هر، أبدا، ما يمكن تفهم، فكيف تفهم إذا قيل يد الله بأنها كيد زيد وعمرو؟! ما يمكن، أبدا ما يمكن تفهم، فكل من قال إن ظاهر نصوص الصفات التمثيل فإنه كاذب، كاذب سواء تعمّد الكذب أم لم يتعمّده، لأن حتى الذي يقول عن تأويل خاطئ يُسمّى كاذبا، أليس الرسول عليه الصلاة والسلام قد قال لأبي السنابل لما أخبِر بأن أبا السنابل قال لسبيعة الأسلمية لن تنكحي حتى يمضي عليك أربعة أشهر وعشر، وش قال الرسول صلى الله عليه وسلّم قال : ( كذب أبو السنابل ) مع أنه ما تعمّد الكذب، لكنه قال قولا خاطئا، فنحن نقول هذا كاذب، سواء كان قد تعمّد أم لم يتعمّد، فليس في نصوص الصفات ولله الحمد ما يقتضي التمثيل لا عقلا ولا سمعا.
ثم إن لدينا ءاية من كتاب الله عز وجل تمحو كل ما ادّعي أن فيه تمثيلا وهي قوله (( لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ )) فأنت إذا جاءك نص إثبات فاقرنه بنص هذا النفي، لا تؤمن ببعض الكتاب وتكفر ببعض، اقرنه به (( وَيَبقى وَجهُ رَبِّكَ )) نقول وليس كمثل وجه الله شيء، لأن الله يقول (( لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ )) ، وعلى هذا فقس، والأمر ولله الحمد ظاهر جدا، ولولا أن الناس الذين سلكوا هذا المسلك أعني مسلك التأويل في قولهم والتحريف فيما نرى، لولا كثرتهم لكان الأمر غير مشكل على أحد إطلاقا لأنه واضح، واضح ما فيه إشكال، فلهذا نقول يجب علينا أن نؤمن بأن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا هو نفسه، كما نؤمن بأنه هو نفسه الذي يخلق، خلق السماوات هو، أضاف الخلق إليه، ينزل إلى السماء من؟ هو، لأن الإضافة في ينزل كالإضافة في خلق أو يخلق، لا فرق، فالنازل هو الله والخالق هو الله، والرازق هو الله، والباسط هو الله، وهكذا، لا فرق بينهم، والإنسان المؤمن الذي يتقي الله عز وجل لا يمكن أن يحرّف ما أضافه الله إلى نفسه ويضيفه إلى أمر ءاخر، وإذا أدّاه اجتهاده إلى ذلك فإنه يكون معذورا لا مشكورا، لأن هناك فرقا بين السعي المشكور وهو ما وافق الحق وبين العمل المعذور وهو ما خالف الحق لكن نعرف من صاحبه النصح إلا أنه التبس عليه الحق، فإن في هؤلاء المؤولة والذي نرى أن عملهم تحريف فيهم من يُعلم منه النصيحة لله ولكتابه ولرسوله وللمسلمين لكن التبس عليهم الحق فضلوا الطريق في هذا، في هذه المسألة.
وفساد هذا التحريف ولا نقول تأويل في الحقيقة، القول بأن مثل هذا التحريف تأويل تلطيف للمسألة، تلطيف، وكل تأويل لا يدل عليه دليل فهو تحريف. نقول هذا التحريف لا شك أنه باطل.
إذا قلنا إن الذي ينزل أمر الله في ثلث الليل معناه غير ثلث الليل ما ينزل أمر الله، وأمر الله نازل في كل لحظة (( يُدَبِّرُ الأَمرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الأَرضِ ثُمَّ يَعرُجُ إِلَيهِ )) .
ثانيا: أمر الله ما ينتهي بالسماء الدنيا (( يُدَبِّرُ الأَمرَ )) إيش؟ (( مِنَ السَّماءِ إِلَى الأَرضِ )) ما هو إلى السماء الدنيا فقط، فبطل هذا التأويل، بطل هذا التأويل من جهة أن الأمر لا يختص بهذا الجزء من الليل، وأن الأمر لا ينتهي إلى السماء بل ينزل إلى إيش؟ إلى الأرض، طيب.
رحمة الله أيضا نفس الشيء، نقول رحمة الله عز وجل تنزل كل لحظة، ولو فقدت رحمة الله من العالم لحظة واحدة لهلك، كل لحظة تنزل الرحمة، وتنزل إلى أين؟ إلى الأرض، ما الفائدة لنا بنزول رحمته إلى السماء فقط، وش الفائدة من هذا؟ ليس لنا منها فائدة، إذا لم تصلنا الرحمة فلا فائدة لنا فيها، فبطل تفسيرها بالرحمة، بل ما يترتّب على تفسيرها بالأمر أو بالرحمة أعظم مما يتوهّمه من المفاسد من صرف اللفظ إلى الأمر والرحمة كما رأيتم الأن.
ثم نقول ثالثا: هل يمكن للأمر أو للرحمة أن تقول: من يدعوني فأستجيب له؟ أه؟ ما يمكن، ما تقول رحمة الله من يدعوني، ولا أمر الله من يدعوني، الذي يقوله الله عز وجل.
كذلك إذا قلنا ملك من ملائكته، نقول الملك إذا نزل إلى السماء الدنيا لا يمكن أن يقول: من يدعوني، أبدا، يعني لو قال الملك من يدعوني صار مشركا لأن الذي يجيب المضطر إذا دعاه من؟ الله عز وجل، فلا يمكن للملك أن يقول هكذا، حتى لو فرض أن الله أمره أن يقول لقال من يدعو الله فيستجيب له، ما يقول من يدعوني، ولا يمكن لملك من الملائكة وهم لا يعصون الله أن يقول للخلق من يدعوني فأستجيب له.
وبهذا بطل تحريف هذا الحديث إلى هذا المعنى أن يكون النازل ملكا.
وتحريف نصوص الصفات من القرءان والسنّة يُجرى فيها هذا المجرى يعني أنها كلها كل التحريفات إذا تأملتها وجدت أنه يترتب على تحريفاتهم من المفاسد أضعاف ما يترتب على المفاسد التي توهّموها لو أجروا اللفظ على ظاهره، ولهذا نجد الصحابة رضي الله عنهم سلموا من هذا، ما عنهم حرف واحد في نصوص الصفات لأنه ما فيه إشكال عندهم، يجرونها على ظاهرها كما يجرون ءايات الأحكام على ظاهرها، والغريب أن هؤلاء الذين يحرّفون في نصوص الصفات وهم لا يستطيعون أن يعقلوها لو حرّف أحد في نصوص الأحكام مع أن الأحكام مربوطة بالمصالح، والمصالح للعقول فيها مدخل، لو حرّف أحد في نصوص الأحكام لأقاموا عليه الدنيا قالوا ما يُمكن تحرّف، ما يمكن تخرج اللفظ عن ظاهره، مع أن الأحكام مربوطة بماذا؟ بالمصالح، والمصالح معقولة، يعني يدخلها، للعقل فيها مجال، لكن صفات الله غير مربوطة بهذا، صفات الله طريقها الخبر المجرّد، يعني ما فيه تلقّي لصفات الله نفيا أو إثباتا إلا الكتاب والسنّة، ومع ذلك نجد من يلعب بنصوص الكتاب والسنّة فيما يتعلق بصفات الله ويحرّفها حيثما يرى أن العقل يقتضي ذلك مع أن العقل الذي يدّعِي أنه يقتضي هذا عقل من؟ أه؟ عقل زيد عمرو بكر؟ كل واحد منهم له عقل يقول هذا الحق، ولهذا تجدهم يتناقضون، بل إن الواحد منهم ينقض كلامه بعضه بعضا، يؤلّف كتاب فينقض ما في الكتاب الأول، وهكذا.
" حجج تهافت كالزجاج تخالها حقا وكل كاسر مكسور "
ما عندهم دليل، يتناقضون لأنهم على غير برهان وعلى غير أساس، فلهذا الطريق السليم والمنهج الحكيم ما درج عليه السلف من إجراء هذه النصوص على ظاهرها.
فإذا قال قائل: ظاهرها التمثيل قلنا له كذبت، ما هو ظاهرها التمثيل، كيف يكون ظاهرها التمثيل وهي مضافة إلى الله؟! مثلا (( وَيَبقى وَجهُ رَبِّكَ )) إذا قال أنا لا أثبت الوجه حقيقة لأن ظاهره التمثيل، ماذا نقول له؟ نقول أنت كاذب كذبت، ليس ظاهره التمثيل لأن الله تعالى لم يذكر وجها مطلقا حتى يُحمل على المعهود، وإنما ذكر وجها إيش؟
السائل : ... .
الشيخ : مضافا إلى ذاته (( وَيَبقى وَجهُ رَبِّكَ )) فإذا كان مضافا إلى ذاته وأنت تؤمن بأن ذاته لا تماثل ذوات المخلوقين وجب أن يكون وجهه إيش؟
السائل : ... .
الشيخ : لا يُماثل أوجه المخلوقين، والله أكبر عليك لو قيل يد الفيل ما فهمت أنها كيد الهرة، أليس كذلك؟ ليش؟ لأنها.
السائل : مضافة.
الشيخ : أضيفت إلى الفيل، ما هي يد مطلقة حتى تقول تشترك مع غيرها، مضافة إلى الفيل، فلا يمكن أن تفهم من قول القائل يد فيل أنها كقول القائل يد هر، أبدا، ما يمكن تفهم، فكيف تفهم إذا قيل يد الله بأنها كيد زيد وعمرو؟! ما يمكن، أبدا ما يمكن تفهم، فكل من قال إن ظاهر نصوص الصفات التمثيل فإنه كاذب، كاذب سواء تعمّد الكذب أم لم يتعمّده، لأن حتى الذي يقول عن تأويل خاطئ يُسمّى كاذبا، أليس الرسول عليه الصلاة والسلام قد قال لأبي السنابل لما أخبِر بأن أبا السنابل قال لسبيعة الأسلمية لن تنكحي حتى يمضي عليك أربعة أشهر وعشر، وش قال الرسول صلى الله عليه وسلّم قال : ( كذب أبو السنابل ) مع أنه ما تعمّد الكذب، لكنه قال قولا خاطئا، فنحن نقول هذا كاذب، سواء كان قد تعمّد أم لم يتعمّد، فليس في نصوص الصفات ولله الحمد ما يقتضي التمثيل لا عقلا ولا سمعا.
ثم إن لدينا ءاية من كتاب الله عز وجل تمحو كل ما ادّعي أن فيه تمثيلا وهي قوله (( لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ )) فأنت إذا جاءك نص إثبات فاقرنه بنص هذا النفي، لا تؤمن ببعض الكتاب وتكفر ببعض، اقرنه به (( وَيَبقى وَجهُ رَبِّكَ )) نقول وليس كمثل وجه الله شيء، لأن الله يقول (( لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ )) ، وعلى هذا فقس، والأمر ولله الحمد ظاهر جدا، ولولا أن الناس الذين سلكوا هذا المسلك أعني مسلك التأويل في قولهم والتحريف فيما نرى، لولا كثرتهم لكان الأمر غير مشكل على أحد إطلاقا لأنه واضح، واضح ما فيه إشكال، فلهذا نقول يجب علينا أن نؤمن بأن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا هو نفسه، كما نؤمن بأنه هو نفسه الذي يخلق، خلق السماوات هو، أضاف الخلق إليه، ينزل إلى السماء من؟ هو، لأن الإضافة في ينزل كالإضافة في خلق أو يخلق، لا فرق، فالنازل هو الله والخالق هو الله، والرازق هو الله، والباسط هو الله، وهكذا، لا فرق بينهم، والإنسان المؤمن الذي يتقي الله عز وجل لا يمكن أن يحرّف ما أضافه الله إلى نفسه ويضيفه إلى أمر ءاخر، وإذا أدّاه اجتهاده إلى ذلك فإنه يكون معذورا لا مشكورا، لأن هناك فرقا بين السعي المشكور وهو ما وافق الحق وبين العمل المعذور وهو ما خالف الحق لكن نعرف من صاحبه النصح إلا أنه التبس عليه الحق، فإن في هؤلاء المؤولة والذي نرى أن عملهم تحريف فيهم من يُعلم منه النصيحة لله ولكتابه ولرسوله وللمسلمين لكن التبس عليهم الحق فضلوا الطريق في هذا، في هذه المسألة.