تتمة شرح حديث النزول . حفظ
الشيخ : فلذلك نقول إن الله يقول هذا فينبغي لك وأنت تتهجد لله في هذا الزمن من الليل أن تشعر بأن الله ينادي يقول ( من يدعوني فأستجيب له ) فتدعو الله عز وجل وأنت موقن بهذا.
الدعاء أن تقول يا رب هذا دعاء، من يسألني أن تقول يا رب أسألك الجنّة، الأول يا رب إيش؟ نداء، أسألك الجنّة سؤال. طيب، إذًا اجتمع في قول القائل يا رب أسألك الجنّة إيش؟ الدعاء والسؤال.
ثم قال ( من يستغفرني فأغفر له ) يا رب اغفر لي، هذا.
السائل : استغفار.
الشيخ : استغفار. طيب، إذا قال القائل اللهم إني أسألك الجنّة، وش فيه؟ أه؟ سؤال؟
السائل : ... .
الشيخ : ودعاء، فيه سؤال ودعاء، أين الدعاء؟
السائل : ... .
الشيخ : اللهم، لأن اللهم أصلها.
السائل : يا الله.
الشيخ : يا الله، فإذن فيها دعاء، أسألك الجنّة هذا سؤال.
طيب، في حديث أبي بكر الذي علمه إياه النبي صلى الله عليه وسلّم ( اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ) متضمن للثلاثة وإلا لا؟ أه؟
السائل : نعم.
الشيخ : متضمن للثلاثة؟ أين الدعاء؟
السائل : ... .
الشيخ : اللهم، طيب، الاستغفار؟ فاغفر لي، الدعاء؟
السائل : وارحمني.
الشيخ : وارحمني، دعاء بالرحمة.
يقول ( من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له ) .
طيب، من هنا اسم استفهام، والمراد به التشويق، ليس المراد به الاستخبار لأن الله يعلم عز وجل، لكن المراد به إيش؟ التشويق، يشوّق سبحانه وتعالى عباده أن يسألوه وأن يدعوه وأن يستغفروه، وفي هذا غاية الكرم والجود من الله سبحانه وتعالى أنه هو الذي يشوّق عباده إلى سؤاله ودعائه ومغفرته كقول: (( يا أَيُّهَا الَّذينَ ءامَنوا هَل أَدُلُّكُم عَلى تِجارَةٍ تُنجيكُم مِن عَذابٍ أَليمٍ )) انظر إلى هذا الخطاب الرفيق الرقيق (( يا أَيُّهَا الَّذينَ ءامَنوا هَل أَدُلُّكُم عَلى تِجارَةٍ تُنجيكُم مِن عَذابٍ أَليمٍ )) ففيه التشويق والرفق والرقة (( هَل أَدُلُّكُم عَلى تِجارَةٍ تُنجيكُم مِن عَذابٍ أَليمٍ )) ولم يقل يا أيها الذين ءامنوا ءامنوا بالله ما قال هكذا وإن كان قالها في ءايات أخرى لكن في هذه الأية ما قال هكذا لأن المقام يقتضي ذلك، فالسورة كلها سورة جهاد من أولها إلى ءاخرها (( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذينَ يُقاتِلونَ في سَبيلِهِ صَفًّا )) ، وءاخرها (( فَأَيَّدنَا الَّذينَ ءامَنوا عَلى عَدُوِّهِم فَأَصبَحوا ظاهِرينَ )) .
طيب المهم أن في هذا الحديث وأمثاله من كرم الله عز وجل ما هو ظاهر لمن تأمّله.