تأكيد الشيخ على نهج منهج السلف في مسائل الصفات . حفظ
الشيخ : وأهم شيء فيما تكلّمنا عليه مسألة الصفات فأنا أكرّر أن تلتزموا فيها ما التزمه السلف وأن لا تحيدوا يمينا ولا شمالا، ولا تسألوا عما لم يسأله السلف، أما لم يسأل عنه السلف فإن هذا من التنطع والتكلّف والابتداع في دين الله.
وإني أقول لكم إن الإنسان كلما تعمّق في هذه الأمور فأخشى أن ينقص في قلبه من إجلال الله وتعظيمه بقدر ما نقص من هذا التعمّق في البحث في هذه الأمور، واسأل العامي، العامي إذا ذكرت الله عنده اقشعر جلده، وإذا ذكرت نزوله إلى السماء الدنيا اقشعر جلده، لكن أولئك الذين يتعمّقون في الصفات ويحاولون أن يسألوا حتى عن الأظافر نسأل الله لنا ولهم الهداية هؤلاء بلا شك سينقص من إجلال الله عز وجل في قلوبهم بقدر ما حاولوا التعمّق في هذه الأمور.
وليس إجلالنا لله عز وجل كإجلال الصحابة، ولا قريبا منه، ولا حرصنا على العلم بصفات الله كحرص الصحابة وهم ما سألوا هذه الأسئلة ولذلك أنا أنصحكم لله وأرجو منكم أن لا تتعمّقوا في هذه الأمور، خذوا ما جاء في كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم واتركوا ما عدا ذلك، لئلا يوقعكم الشيطان في أمر تعجزون عن التخلّص منه، قد يوقعكم في التمثيل ويلزمكم إلزاما بأن تعتقدوا ذلك، نسأل الله أن يحمينا وإياكم من ذلك، لأن الإنسان الذي بيتعمّق إلى هذا الحد يُخشى عليه، خذوا ما جاء في الكتاب وصحيح السنّة واحمدوا الله على العافية، واسلكوا سبيل السابقين.
جيد الذي هو ما يتعلق إيش؟ ما، إيش بك؟ نعم؟ ما انفصل؟
السائل : ... .
الشيخ : المنارة ... . اللهم اهدنا فيمن هديت.
ما تقول في صفة النزول نزول الله إلى السماء الدنيا هل هو نزول أمره أو نزوله هو نفسه؟
السائل : ... .
الشيخ : هو نفسه. طيب، عندك دليل على هذا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : أه؟
السائل : لأن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أضاف النزول إلى الله تبارك وتعالى ( ينزل ربنا ) .
الشيخ : أحسنت، بارك الله فيك. طيب، وهل هناك من يقول إن الذي ينزل غير الله عز وجل؟
السائل : ... .
الشيخ : أي نعم.
الطالب : نعم.
الشيخ : أه؟
السائل : ... إن الذي ينزل هو رحمة الله.
الشيخ : طيب، ينزل رحمة الله، فما رأيك في هذا القول؟
الطالب : نقول إن هذا القول لا شك أنه خطأ، غير صحيح.
الشيخ : قول خطأ، تحريف.
السائل : نعم.
الشيخ : زين، تُبيّن لنا وجه التحريف؟
الطالب : لأن الحديث واضح، النبي صلى الله عليه وسلّم قال ( ينزل ربنا ) .
الشيخ : فهو صرف للفظ عن ظاهره، أه؟ بلا دليل. طيب، هل يصح أن أقول عن ظاهره بلا دليل أو عن صريحه؟
السائل : الصريح.
الشيخ : ما الذي يجعل هذا الظاهر صريحا؟ طيب، إن شاء الله تعقلوه بعد الدرس. أقول ما الذي يجعل هذا الظاهر صريحا؟ عبد الرحمان بن داوود؟
الطالب : ... الرسول صلى الله عليه وسلّم أضاف النزول إلى الله السائل فقال ( بنزل ربنا ) .
الشيخ : أي لكن ربما يقال هذا هو الظاهر، لكن أنا أريد أن أجعل هذا الظاهر صريحا بمعنى أنه لا يحتمل التأويل؟
الطالب : لأننا لو قلنا يا شيخ أن تنزل الرحمة جعلنا الرحمة تقف إلى ..
الشيخ : لا غير هذه.
السائل : ... .
الشيخ : غير هذه، نبي من لفظ الحديث؟
الطالب : ... صلى الله عليه وسلم إلى ... إلى الله السائل.
الشيخ : طيب.
السائل : قوله ( فيقول من يدعوني ) .
الشيخ : قوله ( فيقول من يدعوني ) هذه تجعل هذا اللفظ صريحا لا يحتمل التأويل بوجه من الوجوه، واضح؟ وحينئذ نقول إنه إن قلنا إن ظاهر الحديث نزول الله عز وجل فهذا من باب التنزّل، مع أني فيما أرى أنه لا يحل لنا أن نقول إن ظاهر الحديث نزول الله، فظاهر الحديث بل صريح الحديث أنه نزول الله لأن الرحمة والأمر ما تقول فيقول ولا الملك أيضا.