تتمة فوائد حديث أنس بن مالك . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمان الرحيم، سبق لنا في حديث أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلّم لما أقبل على المدينة فبدا له أحد قال: ( هذا جبل يحبّنا ونحبه ) ، ففيه دليل على إثبات المحبة من الجماد، وهذه المحبة محبة حقيقية يعني أن هذا الجبل يحب النبي صلى الله عليه وسلّم محبة حقيقية لكنها ليست كمحبة البشر للبشر، لأن المحبة إذا أضيفت إلى شيء اختصت به.
وفيه دليل على أن قوله تعالى: (( جِدارًا يُريدُ أَن يَنقَضَّ )) أن هذه إرادة حقيقية أيضا وليست مجازا كما يدّعيه أهل المجاز، بل هي إرادة حقيقية لكن إرادة كل شيء بحسبه.
وإنما كنا نحبه لما حصل فيه من البلاء والتمحيص على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلّم، فإنه كما تعلمون استشهد منهم سبعون رجلا، منهم حمزة بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلّم وأسد الله وأسد رسوله رضي الله عنه.
وفيه أيضا الدعاء لأهل المدينة في مدّهم وصاعهم، والمراد فيما يُكال قليلا كان أو كثيرا، فأشار إلى القليل بقوله: مد، وإلى الكثير بقوله: صاع، والمراد أن الرسول صلى الله عليه وسلّم دعى لهم بالبركة في طعامهم.