شرح حديث عائشة . حفظ
الشيخ : أما الثاني، الحديث الثالث حديث عائشة رضي الله عنها في قصة العجوزين من اليهود ففيه وجوب قَبول الحق ممن جاء به، من أي جنس كان، لأن النبي صلى الله عليه وسلّم صدّق اليهوديتين مع أنهما شبّتا وشابتا عل اليهودية، لكن لما جاءا بالحق أو لما جاءتا بالحق صدّقهما النبي صلى الله عليه وسلّم قال: ( صدقتا ) ، ولنا في رسول الله أسوة حسنة، وهو أن الإنسان إذا جاء بالحق أيا كان نوعه حتى لو كان من الفسقة أو من الفجرة أو من الكفار وجب علينا قَبوله لا لأنه جاء به ولكن لأنه حق، وكذلك بالعكس، لو جاءنا باطل من شخص ولو كان من أصدق الناس وجب علينا ردّه، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام لما أخبرته سبيعة الأسلمية أن أبا السنابل قال لها إنك لن تنكحي حتى تمر بك أربعة أشهر وعشر فلما أخبرت النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ماذا قال؟ أه؟ قال: ( كذب أبو السنابل ) ( كذب ) فكذّبه، وكذلك لما قالوا في عامر بن الأكوع رضي الله عنه الذي عاد سيفه عليه فمات قالوا بطل أجر عامر، قال: ( كذبوا ما بطل أجر عامر بل له الأجر مرتين ) .
أقول إنه يجب علينا أن نقبل الحق من أي من جاء به، بل إن الرسول صلى الله عليه وسلّم قبل الحق من قائد كفار بني ءادم وهو الشيطان لما قال لأبي هريرة: ألا أدلك على ءاية من كتاب الله إذا قرأتها لم يزل عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح؟ ءاية الكرسي، قال النبي صلى الله عليه وسلّم له لأبي هريرة: ( صدقك ) معنى صدقك؟
السائل : ... .
الشيخ : أه؟ أي أخبرك بالصدق، ( صدقك وهو كذوب ) ، وهو الشيطان.
أما استنكاف بعض الناس من الحق إذا جاء به شخص فاسق أو ما أشبه ذلك فهذا خطأ عظيم، وأخطؤ منه وأشد إذا جاء به شخص ءاخر عدل لكنه عنده علم وذاك يريد أن لا يكون هو الذي عثر على هذا الحكم فتجده يردّه لأنه جاء به، ولو أنه هو الذي جاء بهذا لرأى ذلك مفخرة له.
فالحاصل أن الحق يجب أن يُقبل من أي أحد جاء به. أي نعم.
السائل : شيخ؟
الشيخ : نعم.
السائل : ... القبر المحل المخصوص ... من النزع إلى ... ، هذا كله ... .
الشيخ : أي نعم. القبر.