تتمة شرح حديث سعد وفوائده . حفظ
الشيخ : عما بلغ الإنسان من المرض، لقوله: يا رسول الله بلغ بي ما ترى من الوجع، ولم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلّم. والإخبار بما أصاب الإنسان من المرض ينقسم إلى أقسام في الواقع:
القسم الأول: أن يقول ذلك على سبيل التوجع والتشكي فهذا يُنافي الصبر، لأن الصبر الجميل صبر بلا شكوى، وأنت إذا شكوت إلى ابن ءادم فإنه من سفهك، كما قال الشاعر:
" وإذا شكوت إلى ابن ءادم إنما تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم "
إذا أردت أن تشكو فاشكو إلى من؟ إلى الله الذي يرحمك أما أن تشكو إلى الخلق فإن الخلق إما أن يرحموك، وإما أن يشمتوا بك.
وتارة يكون المراد بالإخبار الإخبار بالواقع، من أجل أن يطمئن المخبَر ويعرف الأمر على حقيقته، وهذا كما يخبر به الإنسان أقاربه وأصحابه وأصدقاءه.
وتارة يخبر بالمرض الذي أصابه للحاجة، كما لو وصف نفسه للطبيب من أجل تشخيص المرض، لأن الطبيب إذا لم يخبَر بأعراض المرض لا يمكن أن يعرف المرض ثم ينتقل إلى معالجته ودوائه.
ومن الحاجة ما ذكره سعد بن أبي وقاص لرسول الله صلى الله عليه وسلّم لأنه أخبره بهذا ليستشيره فيما يفعل، ولهذا قال له: وأنا ذو مال. ... أقسام الإخبار بالمرض؟
السائل : ... .
الشيخ : أه؟
السائل : ... .
الشيخ : لا الأن، إلي قلناه الحين، ما هو بالأسبوع الماضي، هذا الدرس الحاضر، أه؟ ما تدري، وين أنت؟ طيب، محمد خزرجي؟
السائل : الأول أن يخبر على سبيل التشكي والتوجع، هذا منافي للصبر.
الشيخ : نعم.
السائل : الحالة الثانية أن يخبر بذلك ليطمئن المخبَر.
الشيخ : نعم.
السائل : الحالة الثالثة أن يخبر على سبيل، للحاجة.
الشيخ : للحاجة.
السائل : كيشكو للطبيب.
الشيخ : يخبر الطبيب بما أصابه من المرض لأجل أن يشخصه له، طيب، أحسنت.
السائل : ... .
الشيخ : الأول ... الأول هو الأول. طيب.
يقول: وأنا ذو مال، التنكير هنا للتكثير، التنكير للتكثير ويأتي التنكير للتكثير يا هداية الله؟
السائل : أي نعم.
الشيخ : نعم.
السائل : يعني يفيد العموم.
الشيخ : يعني ذو مال كثير. ( ولا يرثني إلا ابنة لي واحدة ) يعني لا يرثني من الأولاد إلا ابنة لي واحدة فقط، في ذلك الوقت ما له إلا بنت واحدة، وبقية المال سوف يكون للعصبة.
" أفأتصدّق بثلثي مالي؟ " يعني اثنين من ثلاثة، قال: ( لا ) ، قلت: فبشطره؟ قال: ( الثلث كثير ) ، لكن في بعض ألفاظ هذا الحديث: قلت بشطره؟، قال: ( لا ) ، قلت: ( بثلثه؟ ) ، قال: ( الثلث، والثلث كثير ) فذكر الثلثين ثم النصف، ثم الثلث، ومع هذا قال النبي صلى الله عليه وسلّم: ( الثلث كثير ) ، وفي هذا إشارة إلى أن الأولى أن ينقص عن الثلث، ولهذا اختار أبو بكر رضي الله عنه أن يوصي بالخمس، وسلك فقهاء الحنابلة هذا المسلك وقالوا ينبغي للإنسان أن يوصي بالخمس.
والعجيب أن جميع كتّاب الوصايا التي اطلعت عليها، كلهم يكتبون الثلث، الثلث الثلث، يندر أن تمر بك وصية يكون الإنسان أوصى فيها بالخمس.
والحقيقة أن على أهل العلم مسؤولية في هذه المسألة، لأن العامي عامي، والإنسان إذا أدبر على الدنيا صار بخيلا بها، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( لا تُمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا، وقد كان لفلان ) ، لو أن طلبة العلم الذين يكتبون الوصايا ينبّهون الموصي، يقول يا أخي أنت تريد الأفضل؟ اجعل الوصية بالخمس، لأن النبي صلى الله عليه وسلّم ما رخّص في الثلث إلا على إغماض، ولهذا أشار إلى أن الأفضل أن ينقص فقال: ( الثلث والثلث كثير ) ، وكان ابن عباس يقول رضي الله عنه لو أن الناس غضّوا من الثلث إلى الربع لأن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: ( الثلث والثلث كثير ) ، لكن أبا بكر اختار الخمس وقال: أختار ما اختاره الله لنفسه (( وَاعلَموا أَنَّما غَنِمتُم مِن شَيءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ )) .
ثم قال: ( إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة ) أن بالفتح وإلا بالكسر؟ قال بعضهم إن فيها روايتين، الفتح والكسر، أما الفتح فعلى أنها بدل من الضمير إنك، بدل من الضمير وهذا البدل يُسمّى بدل الاشتمال، قال ابن مالك في البدل:
" مطابقا أو بعضا أو ما يشتمل عليه يُلفى أو كمعطوف ببل "
فهو بدل اشتمال.
والوجه الثاني إن تذر تكون إن شرطية، وإذا جعلنا إن شرطية أشكل علينا جواب إن الشرطية، أين هو؟
السائل : خير.
الشيخ : خير لكن.
السائل : ... .
الشيخ : على تقدير محذوف: ( إنك إن تذر ورثتك أغنياء فهو خير ) ، فيكون المبتدأ في جملة الجواب محذوف، ويأتي إن شاء الله بقية الكلام عليه.

السائل : ... .
الشيخ : لا لفظ ... معنى. ... إنه ... معنى.
بسم الله الرحمان الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيّنا محمد وعلى ءاله وأصحابه أجمعين. في حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلّم قال له: ( إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها ) نفقة عامة لأنها جاءت في سياق النفي وهي نكرة فتفيد العموم ولكن اشترط صلى الله عليه وسلّم أن يكون يبتغي بها وجه الله، أي يبتغي بها الوصول إلى الجنّة الذي يحصل به النظر إلى وجه الله عز وجل لأن المؤمنين يرون ربهم في الجنّة. يعني.
وقوله: ( إلا أجرت عليها ) أي أعطيت عليها أجرا، ومعروف أن الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف -سامي- إلى أضعاف كثيرة.
وقوله: ( حتى ما تجعله في في امرأتك ) في الثانية اسم وليست حرف جر، لكنها من الأسماء الخمسة فتُجرّ بالياء، والأسماء الخمسة هي؟ أنت؟ أي أنت.
السائل : الأسماء الخمسة؟
الشيخ : نعم. يلا بخاري؟
السائل : أبوك، ... .
الشيخ : هذه ثلاثة.
السائل : أخوك.
الشيخ : أعد من أول؟
السائل : أخوك.
الشيخ : أبوك.
السائل : أبوك.
الشيخ : أه؟
السائل : حموك.
الشيخ : أه؟
السائل : وأخوك.
الشيخ : أه؟
السائل : أخوك.
الشيخ : أه؟
السائل : ذو معنى.
الشيخ : ذو معنى، خمسة، طيب فوك هي في لكنها جُرّت بالياء، وفيها لغة إبدالها ميما إبدال الياء ميما يعني في فم امرأتك، وهي لغة عربية صحيحة و ( حتى ما تجعله ) هذه حتى للغاية، في أدنى شيء، يعني حتى الشيء الذي تفعله معاوضة وهو الإنفاق على الزوجة فإنك تؤجر عليه، مع أن الإنفاق على الزوجة واجب في مقابل الاستمتاع بها.
ثم قال: " قلت أخلف بعد أصحابي؟ " هذا استفهام خوف، استفهام يقصد به الخوف، - ... كتاب زين – استفهام يقصد به الخوف، يعني هل أخلف؟ يعني خاف أن يخلّف بعد أصحابه. ومعنى التخليف هنا أن يموت في مكة، وكانوا يكرهون أن يموت المهاجر من مكة في مكة، لأنها بلاد -انتبه يا أخ- لأنها بلاد خرجوا منها لله فكرهوا أن يعودوا فيها، ولهذا يحرم على المهاجر من مكة أن يبقى فيها أكثر من ثلاثة أيام لغير نسك.
وقوله: " أخلف بعد أصحابي " يعني إيش؟ أخلّف في مكة فأموت وقد خرجت منها مهاجرا، فقال له النبي عليه الصلاة والسلام مطمئنا إياه: ( إنك لن تخلف ) يعني لن تبقى في مكة، ( فتعمل عملا تبتغي به وجه الله، إلا ازددت به درجة ورفعة ) الحمد لله، يعني حتى لو فرض أنك خلفت ولم تتمكن من الخروج مكة ولكنك تعمل عملا تبتغي به وجه الله إلا ازددت به درجة ورفعة، يعني أن ذلك لا يعوقك عن رفع الدرجات.
ثم قال له صلى الله عليه وسلّم: ( ولعلك تخلّف ) تخلّف الثانية غير معنى تخلّف الأولى، تخلف أي تبقى ولا تموت في مكة، ( حتى ينتفع بك أقوام ويُضرّ بك ءاخرون ) وصدق ما توقعه النبي عليه الصلاة والسلام فإن سعد بن أبي وقاص بقي خلّف عمّر، وأجرى الله على يديه من الفتوحات في المشرق ما هو معلوم في السيرة النبوية، فضرّ الله به أقواما ونفع ءاخرين، ضرّ به من؟
السائل : ... .
الشيخ : الكفار، ونفع به المسلمين، وهذا من ءايات النبي صلى الله عليه وسلّم فإنه صدق ما توقعه فخلّف سعد، وانتفع به أقوام وضُرّ به ءاخرون، وخلّف أولادا كثيرين يزيدون على العشرة، وكان بالأول ما عنده إلا بنت.
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلّم: ( اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ولا تردّهم على أعقابهم ) دعا الله عز وجل أن يُمضي لأصحابه هجرتهم وأن لا يردّهم على أعقابهم فيبقوا في البلاد التي هاجروا منها، ويحتمل ما هو أعمّ من ذلك، أن لا يردّهم على أعقابهم أي إلى الكفر بعد الإيمان كما قال الله تعالى: (( أَفَإِن ماتَ أَو قُتِلَ انقَلَبتُم عَلى أَعقابِكُم وَمَن يَنقَلِب عَلى عَقِبَيهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيئًا )) .
ثم قال: ( لكن البائس سعد ابن خولة ) يرثى له رسول الله صلى الله عليه وسلّم من أن توفي بمكة، البائس يعني الذي لم ينل ما يريد، سعد ابن خولة رضي الله عنه أحد المهاجرين قضى الله أن يموت في مكة فرثى له النبي صلى الله عليه وسلّم يعني توجّع له، لأنهم كانوا كما قلت يحبون أن لا يموت أحد من المهاجرين في مكة ولكن هذا الأمر بيد الله عز وجل، ليس إلى الشخص، قال الله تعالى: (( وَما تَدري نَفسٌ بِأَيِّ أَرضٍ تَموتُ )) يوجد بعض الناس يكره أن يسافر إلى بلد ما ثم يقدّر الله له أن يموت فيها
" ومن كانت منيته بأرض فليس يموت في أرض سواها "
ولكن مع ذلك لا مانع أن نقول لشخص ابتلي بأمر من الله ليس له به طاقة إنه بائس، قال الله تعالى: (( وَأَطعِمُوا البائِسَ الفَقيرَ )) والإنسان يختار الفقر وإلا لا؟
السائل : ... .
الشيخ : ما يختار الفقر، لا يختار الفقر، الفقر بيد من بيده كل شيء عز وجل.
المهم هذا الحديث فيه فوائد كثيرة، وأحب أن ينتدب منكم واحد لاستنباط فوائده، بشرط أن لا يكون في ذلك تكلّف، وشرط ءاخر أن الفائدة إذا كانت خفية فليذكر وجه استنباطها من الحديث، نعم، ولعلكم تكونون كما فعل الشافعي لا تنامون الليلة فتستخرجون من هذا الحديث -نعم- ءالاف الفوائد، لأنه استخرج من حديث واحد ( يا أبا عمير ما فعل النغير ) قيل إنه استخرج أربعمائة فائدة، ونحن نريد منكم، هذا يزيد على حديث ( يا أبا عمير ) أه؟ ما هو الضعف، خمسة أضعاف، فإذا ضربنا أربعمائة في خمسة تكون ألفين. طيب، من؟ إيه، بدون تعاون وإلا مع التعاون؟ أه؟
السائل : ... .
الشيخ : نعم؟
السائل : ... .
الشيخ : لا، لا أنا أشير عليهم، الرجوع للكتب من أول وهلة خطأ، يعني معناه إنه الإنسان ينقل، أشير عليهم إن الواحد يجلس ويستنبط هو بنفسه الفوائد فإذا عجز يعني وصل الغاية يرجع إلى الكتب ... طيب وسامي؟
السائل : ... .
الشيخ : عبد الله ابن؟
...
الشيخ : ... لا غلط ... .
السائل : ... .
الشيخ : لا لا ... متى تأتون بها؟ طيب. ما قرءانا يا محمد. نعم؟
السائل : إنك أن تذر يا شيخ ... .
الشيخ : أه؟
السائل : إنك أن تذر.
الشيخ : إيه.
السائل : تكلمت عليه في الإعراب وإلا تم الكلام؟
الشيخ : كيف؟ إلا، قلنا إنها بدل اشتمال على فتح أن، وشرطية على كسر أن، إن تذر، وقلنا إذا كانت شرطية فخير خبر مبتدأ محذوف، وهذا المبتدأ المحذوف جملته جواب الشرط. أي نعم. نعم.