تتمة قصة الإفك . حفظ
الشيخ : مع أم مسطح بن أثاثة رضي الله عنه إلى الخلاء لقضاء الحاجة فعثرت فقالت أم مسطح: تعس مسطح، قالت عائشة: كيف تقولين تعس مسطح؟ مسطح من المهاجرين الأولين، كيف تعس؟ قالت أما سمعت كذا وكذا؟ وذكرت ما قيل، قالت: لا، ما سمعت. ثم رجعت إلى بيتها وجعلت لا تنام أبدا، لا يقع لها دمع، ولا تهنأ بنوم، لأن المقام مقام عظيم، ما هو بتدنيس عائشة بنت أبي بكر، تدنيس الرسالة كلها.
ولكن جاء الفرج من الله عز وجل، وعرض عليها الرسول عليه الصلاة والسلام عرض عليها إن كان ما قيل حقا أن تستغفر وتتوب إلى الله، وطلبت من أبيها وأمها أن تردّ عليه، ولكن ما ردّوا، لكن هي ردّت ردا عجيبا، قالت: إن كان إني بريئة فسيبرئني الله، وإن لم أكن بريئة فمهما قلت لكم لن تصدقوني، ولكن جاء الفرج من الله عز وجل، وجاءت براءتها من الله في ءايات تتلى إلى يوم القيامة، ءايات عظيمة، (( إِنَّ الَّذينَ جاءوا بِالإِفكِ عُصبَةٌ مِنكُم لا تَحسَبوهُ شَرًّا لَكُم بَل هُوَ خَيرٌ لَكُم لِكُلِّ امرِئٍ مِنهُم مَا اكتَسَبَ مِنَ الإِثمِ )) إلى ءاخره، وسبق أن شرحناها أظن في التفسير، وبيّنا ما فيها من الفوائد العظيمة.
فالحاصل أن النبي صلى الله عليه وسلّم لا يحب أن يثير الشر على أصحابه لكنه حد الصحابة الثلاثة الذين حصل منهم هذا الأمر، وهم: مسطح وحسان وحمنة بنت جحش.
وأما الذي تولى كبره منهم وهو عبد الله بن أبي وغيره من المنافقين فلم يحدهم، واختلف العلماء رحمهم الله لماذا لم يحد هؤلاء؟
فقال بعضهم: لم يحدهم لأنهم ليسوا أهلا للتطهير، لأنهم رجس، والحد تطهير للمحدود.
وقال بعضهم: لم يحدهم خوفا من الفتنة.
وقال ءاخرون: لم يحدهم لأنهم ما كانوا يصرحون بالقذف ولكن يلمحون يقولون قال الناس كذا، قيل كذا، ما سمعت هذا القول، وما أشبه هذا، ولا يصرّحون، فلذلك درأ عنهم الحد.
وقيل بل لهذه الأسباب كلها وغيرها، يمكن في أشياء ما نعلم عنها، لأن هذه قضايا أعيان مرهونة بوقتها وما يحيط بها من الأمور.
وعلى كل حال أنا أريد من هذا أن أعداء المسلمين من اليهود والنصارى والمنافقين ما زالوا يتربصون بالمسلمين الدوائر، (( أَم يَقولونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيبَ المَنونِ )) ، اصبروا عليه، هذا الشاعر بيموت ويروح، (( قُل تَرَبَّصوا فَإِنّي مَعَكُم مِنَ المُتَرَبِّصينَ )) .
ولكن جاء الفرج من الله عز وجل، وعرض عليها الرسول عليه الصلاة والسلام عرض عليها إن كان ما قيل حقا أن تستغفر وتتوب إلى الله، وطلبت من أبيها وأمها أن تردّ عليه، ولكن ما ردّوا، لكن هي ردّت ردا عجيبا، قالت: إن كان إني بريئة فسيبرئني الله، وإن لم أكن بريئة فمهما قلت لكم لن تصدقوني، ولكن جاء الفرج من الله عز وجل، وجاءت براءتها من الله في ءايات تتلى إلى يوم القيامة، ءايات عظيمة، (( إِنَّ الَّذينَ جاءوا بِالإِفكِ عُصبَةٌ مِنكُم لا تَحسَبوهُ شَرًّا لَكُم بَل هُوَ خَيرٌ لَكُم لِكُلِّ امرِئٍ مِنهُم مَا اكتَسَبَ مِنَ الإِثمِ )) إلى ءاخره، وسبق أن شرحناها أظن في التفسير، وبيّنا ما فيها من الفوائد العظيمة.
فالحاصل أن النبي صلى الله عليه وسلّم لا يحب أن يثير الشر على أصحابه لكنه حد الصحابة الثلاثة الذين حصل منهم هذا الأمر، وهم: مسطح وحسان وحمنة بنت جحش.
وأما الذي تولى كبره منهم وهو عبد الله بن أبي وغيره من المنافقين فلم يحدهم، واختلف العلماء رحمهم الله لماذا لم يحد هؤلاء؟
فقال بعضهم: لم يحدهم لأنهم ليسوا أهلا للتطهير، لأنهم رجس، والحد تطهير للمحدود.
وقال بعضهم: لم يحدهم خوفا من الفتنة.
وقال ءاخرون: لم يحدهم لأنهم ما كانوا يصرحون بالقذف ولكن يلمحون يقولون قال الناس كذا، قيل كذا، ما سمعت هذا القول، وما أشبه هذا، ولا يصرّحون، فلذلك درأ عنهم الحد.
وقيل بل لهذه الأسباب كلها وغيرها، يمكن في أشياء ما نعلم عنها، لأن هذه قضايا أعيان مرهونة بوقتها وما يحيط بها من الأمور.
وعلى كل حال أنا أريد من هذا أن أعداء المسلمين من اليهود والنصارى والمنافقين ما زالوا يتربصون بالمسلمين الدوائر، (( أَم يَقولونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيبَ المَنونِ )) ، اصبروا عليه، هذا الشاعر بيموت ويروح، (( قُل تَرَبَّصوا فَإِنّي مَعَكُم مِنَ المُتَرَبِّصينَ )) .