حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن أخبرنا عبد الله أخبرنا سليمان التيمي عن أبي عثمان عن أبي موسى الأشعري قال أخذ النبي صلى الله عليه وسلم في عقبة أو قال في ثنية قال فلما علا عليها رجل نادى فرفع صوته لا إله إلا الله والله أكبر قال ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته قال ( فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً ) ثم قال ( يا أبا موسى أو يا عبد الله ألا أدلك على كلمة من كنز الجنة ) قلت بلى قال ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) حفظ
القارئ : حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن، قال أخبرنا عبد الله، قال أخبرنا سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: أخذ النبي صلى الله عليه وسلّم في عقبة أو قال: في ثنية قال: فلما علا عليها رجل نادى فرفع صوته: لا إله إلا الله والله أكبر، قال: ورسول الله صلى الله عليه وسلّم على بغلته، قال: ( فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ) ، ثم قال: ( يا أبا موسى أو: يا عبد الله ألا أدلك على كلمة من كنز الجنّة؟ ) قلت: بلى، قال: ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) .
الشيخ : الشاهد قوله: ( ألا أدلك على كلمة من كنز الجنّة ) فهذه الكلمة هي من كنز الجنة وهي أيضا كلمة استعانة، يُستعان بها، تقول لا حول ولا قوة إلا بالله. ومعنى كونها من كنز الجنّة أنها سبب لأن يُثاب عليها الإنسان ثوابا يدخل به الجنّة.
وأما قوله: ( فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ) ففيه نفي الصمم والغيبة عن الله، وقد مر علينا قاعدة في باب العقيدة أن الصفات المنفية عن الله لا يُراد بها مجرد النفي، وإنما يراد بها إثبات كمال ضدّها يعني فهو عز وجل سميع سمعا لا صمم فيه، فنفي الصمم لكمال السمع، لأننا نحن نسمع لكن سمعنا فيه صمم، ما نسمع كل شيء، وأيضا يعترينا الصمم، يصاب بصمم الإنسان ولا يسمع، أما الله عز وجل فإنه ليس بأصم لكمال سمعه، ولا غائبا لكمال حضوره لأنه قال في ءاخر الحديث: ( إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته ) .