إثبات صفة القرب وأنها لا تنافي علو الله . حفظ
الشيخ : لكن هذا القرب لا يعني أن الله تعالى في الأرض لأن هذا مستحيل، فالله سبحانه وتعالى له العلو المطلق الثابت أزلا وأبدا، ولكن لكمال إحاطته عز وجل صار أقرب إلى الإنسان من عنق راحلته.
وفي قوله: ( إن الذي تدعونه أقرب ) دليل على أن القرب خاص بالداعي، كقوله تعالى: (( وَإِذا سَأَلَكَ عِبادي عَنّي فَإِنّي قَريبٌ )) .
وهذه المسألة اختلف فيها علماء السلف، هل القرب من صفات الله العامة أو من صفاته الخاصة؟
فذهب بعض العلماء إلى أنه من صفات الله العامة، وذهب ءاخرون إلى أنه من الصفات الخاصة.
من الصفات العامة يعني هل إن الله قريب من كل أحد حتى من الكافر والفاجر والفاسق؟ أو هو قريب ممن يعبده ويدعوه.
فذهب إلى الأول ابن القيم، وذهب إلى الثاني شيخ الإسلام ابن تيمية وقال إن القرب ليس عاما كالمعية، المعية عامة وخاصة، لكن القرب أخص من المعية، القرب أخصّ ولم يرد القرب لله على سبيل الإطلاق إنما ورد مقيّدا، فقال الله تعالى: (( وَإِذا سَأَلَكَ عِبادي عَنّي فَإِنّي قَريبٌ )) يعني في حال دعائهم إياي (( أُجيبُ دَعوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ )) ، وقال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من راحلته ) هذا قرب الدعاء، يعني هذا القرب في حال كون الإنسان في دعاء، أما في حال كونه في عبادة فقال النبي صلى الله عليه وسلّم: ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ) ، هذا القرب في حال كون الإنسان في عبادة، لكن ما ورد أن الله قريب من كل أحد، لأن القرب كما قلت أخص من المعية، المعية تصح ولو مع بعد الإنسان عمن هو معه، ولهذا يقال المرأة مع الزوج وهي في المشرق وهو في المغرب، ولا يقال المرأة قريبة من الزوج وهي في المشرق وهو في المغرب، ما يقال قريبة إلا إذا كانت قريبة حق. طيب، المهم أن قوله: ( أصم ) يراد بها إيش؟
السائل : إثبات كمال ضدها.
الشيخ : إثبات كمال السمع مع نفي الصمم.