حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال حفظناه من أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رواية قال ( لله تسعة وتسعون أعطى مائة إلا واحدا لا يحفظها أحد إلا دخل الجنة وهو وتر يحب الوتر ) حفظ
القارئ : حدثنا علي بن عبد الله، قال حدثنا سفيان، قال: حفظناه من أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، رواية، قال: ( لله تسعة وتسعون اسما، مائة إلا واحدا، لا يحفظها أحد إلا دخل الجنّة، وهو وتر يحب الوتر ) .
الشيخ : بسم الله الرحمان الرحيم، هذا الحديث فيه فيما يتعلق بالإسناد أو بعلم المصطلح: عن أبي هريرة رواية، فإن هذا ليس مرفوعا صريحا، ولكنه مرفوع حكما، فمن عنده كتاب المصطلح ينبغي أن يلحق هذا المثال به إذا لم يكن موجودا.
نعم، وأما قوله صلى الله عليه وسلّم: ( لله تسعة وتسعون اسما، مائة إلا واحدا، لا يحفظها أحد إلا دخل الجنّة ) فهذا أحد ألفاظ الحديث واللفظ الأخر: ( من أحصاها دخل الجنّة ) .
ومعنى الحديث أن من أسماء الله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنّة، وليس المعنى أن أسماء الله محصورة في هذا العدد، فأسماء الله أكثر من ذلك، لكن المحصور أن من حفظ أو من أحصى هذا العدد دخل الجنّة.
ولم يبيّنه النبي صلى الله عليه وسلم، والحديث الذي ورد فيه سرد هذه الأسماء ضعيف، لأن فيه أسماء لم تذكر في هذا الحديث مثل الرب والشافي، وفيه أشياء ليست من أسماء الله وذكرت مثل المنتقم والمعز، فإن المنتقم ليس من أسماء الله لأن الله تعالى لم يذكره باسم أل، ولم يذكره أيضا إلا مقيّدا فقال: (( إِنّا مِنَ المُجرِمينَ مُنتَقِمونَ )) فسردها الذي أخرجه الترمذي هذا لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فإذا قال قائل: إذن كيف نتوصل إليها؟ فيقال: إن هذا من الحكمة أن الله لم يبيّنها في القرءان ولم يبيّنها الرسول صلى الله عليه وسلّم كما أخفى عنا ساعة الإجابة في يوم الجمعة، وأخفى ليلة القدر في عشر رمضان من أجل أن يجتهد الإنسان في تتبع الكتاب والسنّة حتى يحصي منها تسعة وتسعين اسما.
فإن قال قائل: هذا يوجب اختلاف الأمة في تعيينها؟ قلنا هذا لا يضر فمن أتى بتسعة وتسعين اسما وإن لم يوافق عليها جميعها فقد أدرك ما في هذا الثواب والأجر، يعني لا يلزم أن يتفق الناس عليها، قد يدرك منها فلان شيئا والثاني لم يدركه، أو بالعكس، المهم أن تُدرك من كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلّم تسعة وتسعين اسما.
ومعنى ( من أحصاها ) أي: حفظها لفظا، وفهمها معنى، وتعبّد لله بمقتضاها، ثلاثة أمور، ليس المراد بس تحفظها وتقرأها أماني بدون معرفة، فإحصاؤها يتضمن ثلاثة أشياء: حفظها لفظا، وفهمها.
السائل : معنى.
الشيخ : معنى، والتعبّد لله بمقتضاها.
فالرحمان مثلا أعرف هذا اللفظ الرحمان، وأعرف معناه أفهمه أنه ذو الرحمة الواسعة، وأتعبد لله بمقتضى هذا، فأتعرّض لرحمته بالعبادة وبالدعاء، بالعبادة بأن أقوم بما يكون سببا للرحمة من العبادة، وبالدعاء أسأل الله الرحمة. أي نعم.