بعض طلبة العلم دائماً يجتمعون عند أهل الموعظة بين بعضهم البعض فهل يقال لهم لا تفعلوا ذلك ؟ حفظ
السائل : جزاكم الله خيرا ... مجموعة من الطلبة يجتمعون دائماً بالموعظة يعني بين بعضهم البعض فهل هذا أيضا يُقال لهم، يعني ثلاثة أربعة دائما مثلا ..
الشيخ : لا هو إذا كان باختيارهم ما فيه سآمة، هم يحبون هذا.
السائل : ... .
الشيخ : أي نعم.
السائل : ... .
الشيخ : ذكرناه. ذكرنا أنه من أسماء الله وفي تعليقنا على القواعد الحسنى.
القارئ : كتاب الرقاق.
الشيخ : نعم.
القارئ : باب ما جاء في الرقاق وألا عيش إلا عيش الأخرة.
حدثنا المكي بن إبراهيم قال أخبرنا ..
الشيخ : الرقاق يعني ما يرقق القلب ويلينه وذلك أن القلب قد يقسو بالمعاصي وكثرة الغفلة فيحتاج إلى شيء يرققه.
النصوص التي توجب رقة القلب يسميها العلماء الرقاق، لأنها ترقق القلب وتليّنه. نعم.
القارئ : حَدَّثَنَا المَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قال أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ وهُوَ ابْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ " وقَالَ عَبَّاسٌ العَنْبَرِيُّ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ.
الشيخ : الله أكبر. صدق الرسول عليه الصلاة والسلام إن هاتين النعمتين لمغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ فإن كثيرا من الناس قد أضاعهما تمضي عليه الأيام الطويلة وهو صحيح البدن فارغ وتضيع عليه وهذا غبن بلا شك ولا يعرف هذا الغبن إلا إذا مرض، يقول كيف لم أفعل كذا في أيام صحتي، كيف راحت علي الأيام ويتبيّن له الغبن.
كذلك الفراغ ... أصل ما عنده شغل رزقه يأتيه على عتبة بابه لا يحتاج إلى طلبه -يرحمك الله- ثم إذا به ينشغل في طلب الرزق أو في غيره فحينئذ يذكر أنه مغبون فيما سبق حيث لم يعمل في وقت ذلك الفراغ ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( مغبون فيهما كثير من الناس ) وأفاد الحديث أن من الناس من لا إيش؟
السائل : يغبن.
الشيخ : من لا يغبن فيهما وهؤلاء هم أهل الحزم والعزم الذين يقدرون الأمور ويعرفونها ويعرفون أن الوقت أسرع مما يتصورون فكم من إنسان يستبطئ الأجل فإذا به قد حل وكم من إنسان يستبطئ زوال النعمة فإذا به قد زالت، يكون صحيح البدن يقول متى أكون شيخا أعجز عن العمل فإذا هو به يصاب بآفة تمنعه من العمل وهكذا الدنيا لا تأمنها لا تأمن الدنيا لذلك يجب على الإنسان أن يكون حازما كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( خذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك ) .