حدثني أحمد بن المقدام حدثنا الفضيل بن سليمان حدثنا أبو حازم حدثنا سهل بن سعد الساعدي كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخندق وهو يحفر ونحن ننقل التراب ويمر بنا فقال ( اللهم لا عيش إلا عيش الآخره فاغفر للأنصار والمهاجره ) تابعه سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله حفظ
القارئ : حدثني أحمد بن المقدام قال : حدثنا الفضيل بن سليمان حدثنا أبو حازم قال : حدثنا سهل بن سعد الساعدي قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخندق وهو يحفر ونحن ننقل التراب وبصر بنا فقال : ( اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة ) تابعه سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله .
الشيخ : الخندق كان في سنة خمس من الهجرة حين تألب الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاصروه في المدينة وخاف صلى الله عليه وسلم أن يدخلوا المدينة فاستشار سلمان الفارسي رضي الله عنه ماذا يصنع ؟ فأشار عليه بحفر الخندق فحفر النبي صلى الله عليه وسلم ما بين الحرتين ، لأن الحرة ما يمكن أن يأتوا منها لأنها صعبة على الإبل وعلى الأقدام ، فحفر ما ما بين الحرتين خندقاً لا يتجاوزه العدو وجعل النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه يحفر الخندق يباشر هو بنفسه للدفاع عن أصحابه ، فكان يحفر وكان شعره كثيراً صلى الله عليه وسلم ، حتى رئي التراب على شعره عليه الصلاة و السلام وهو ينقل التراب أحيانا يحفر وينقل وهو يقول عليه الصلاة والسلام : ( اللهم لاعيش الإ عيش الآخرة ) . صدق ، عيش الدنيا يزول إما أن يزول عنك وإما أن تزول عنه ، لكن عيش الآخرة باق لايزول ، (( بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى )) . خير في هذا النعيم وأبقى في الدوام لهذا ينبغي للإنسان أن ينظر ماذا عمل لهذا العيش ، لا للعيش الزائل ، نسأل الله أن يعيننا على أنفسنا ، أكثر الناس ينظر ماذا يعمل للعيش الزائل ، ولكن الحازم الذي يعمل للعيش الباقي ، لا عيش إلا عيش الآخرة ولهذا ماينبغي أن نأسف على مافاتنا من أمر الدنيا لأن هذا هو النتيجة حتما ، إما أن تزول عنه وأنت أشد ماتكون به تعلقا وإما أن يزول عنك ، لا بد من هذا ، وكان صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يعجبه من الدنيا يقول : ( لبيك ، إن العيش عيش الآخرة ) . ترضية نفسية عجيبة ، لبيك ، إن العيش عيش الآخرة ، لأن النفس إذا رأت ما يعجبها في الدنيا ربما تنصرف تنصرف إلى ما رأت مالذي يجلبها زمام الخطام ، لبيك كأن هذا الإعراض يقابل بالتلبية يعني أجبتك ورجعت إليك ، ثم يوطن هذه النفس ويزهدها فيما رأت مما يعجبها من الدنيا فيقول : إيش ؟ إن العيش عيش الآخرة ، انظر لكل الذين عاشوا في الدنيا أعظم وأنعم ، إيش في الدنيا أين هم ؟ زالوا تحت الثرى هم وغيرهم سواء وربما يكون أسوء من غيرهم ، وانظر إلى من طلب عيش الآخرة ، نسأل الله أن يعينني وإياكم على طلبه كيف صارت لهم الذكرى الحسنة في الدنيا والجزاء الأحسن في الآخرة ، أبو هريرة رضي الله عنه في عهده خلفاء ، نعموا في الدنيا وأتتهم الدنيا وهي راغمة ولكن هل بقي ذكرهم كما بقي ذكر أبي هريرة ؟ لا مابقي ، أبو هريرة يذكر في كل مجلس علم وفي كل مسجد وفي كل خطبة ، كلما جاء حديثه وهؤلاء نُسوا ، هذا عيش الآخرة ، هذا النعيم ، اللهم اجعلنا ممن يكد له ،ثم قال : ( فاغفر للأنصار والمهاجره ) . هذا فيه جواز مراعاة الروي أو القافية أو السجع لأن من المعلوم أن المهاجرة أفضل من الأنصار ، المهاجرون رضي الله عنهم ، جمعوا بين الهجرة وترك الأوطان والديار ولاسيما أنهم تركوا أفضل بلاد الله وإيش ؟ ، والنصرة والأنصار أخذوا بالنصرة ، وحصل منهم رضي الله عنهم الإيثار الذي هم مضرب المثل فيه ، لكن المهاجرون مقدمون (( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار )) لكن لامانع عندما نراعي سجعا أو رويا أن نقدم المفضول على الفاضل ، أرأيتم في سورة طه قدم هارون على موسى ، أليس كذلك ؟
القارئ : بلى
الشيخ : مع موسى أفضل منه ويقدم عليه في بقية القرآن ، لكن من أجل ؟
القارئ : رؤوس الآيات
الشيخ : من أجل مراعاة الفواصل ورؤوس الآيات ، إبراهيم مقدم على موسى (( إن هذا لفي الصحف الأولى ، صحف إبراهيم وموسى )) وفي سورة النجم قدم موسى (( أم لم ينبأ في صحف موسى وإبراهيم الذي وفى )).