باب : مثل الدنيا في الآخرة. وقوله تعالى : (( إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتريه مصفرا ثم يكون حطما وفي الأخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متع الغرور )) . حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله قال رحمه الله تعالى : باب : مثل الدنيا في الآخرة. وقوله تعالى : (( إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطما وفي الأخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متع الغرور )) .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، في هذه الآيات يبين الله عزوجل أن الحياة الدنيا لعب ولهو ، لعب في البدن ، ولهو في القلب ، وزينة في الظاهر ، وتفاخر في اللسان في القول ، كلٌ يفخر على الآخر ويعلو عليه، وتكاثر في الأموال والأولاد ، كلٌ يقول أنا أكثر منك مالاً وأنا أكثر منك ولداً أو أعز نفراً ، ومثلها (( كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج )) ، غيث : مطر ، أعجب الكفار نباته : أي مانبت منه ، والكفار قيل : هم الكفار الذين كفروا بالله لأنه لا يعجبهم من هذه الدنيا إلا مثل هذه المناظر ، وقيل : إن الكافر هو الزارع ، وقوله : ثم يهيج أي : يذوب ، يذوب بعد أن كان غضاً ، نشطاً ، طرياً ، فتراه مصفراً : يصفر ، ثم يكون حطاما يحطم بالأيدي والأرجل ، هذه مثل الدنيا ، هذا مثل الدنيا ترتفع وتزهو وتحسن وتزدهر وإذا بها منتكسة قد زالت عن آخرها ، أو زال الإنسان عنها ولهذا مافي يدك من الدنيا إما أن تزول عنه وإما أن يزول عنك ولا ثالث لهما ، قال الله تعالى : (( وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان )) . عذاب شديد لمن آثر هذه الحياة التي هي لعب ولهو وزينة وتفاخر ، ورضوان من الله لمن آثر الآخرة على الدنيا ، قال الله تعالى : (( بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى )). وما الحياة الدنيا ، شوف الحصر ، (( وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور )) ، ما الحياة كلها إلا متاع الغرور يغتر بها صاحبها وقت من الزمن ثم تزول ، فهي غرور تغر صاحبها ، ويغتر بها وإذا هو وقع خال منها .