حدثني عمر بن حفص حدثني أبي حدثنا الأعمش قال حدثني إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد قال عبد الله قال النبي صلى الله عليه وسلم ( أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله ) قالوا يا رسول الله ما منا أحد إلا ماله أحب إليه قال ( فإن ماله ما قدم ومال وارثه ما أخر ) حفظ
القارئ : باب : ما قدم من ماله فهو له . حدثني عمر بن حفص قال : حدثني أبي قال : حدثنا الأعمش قال : حدثني إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد قال : قال عبد الله : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله ) قالوا :" يا رسول الله ما منا أحد إلا ماله أحب إليه " قال : ( فإن ماله ما قدم ومال وارثه ما أخر ) .
الشيخ : أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله ما المتبادر؟
القارئ : ماله أحب إليه
الشيخ : أن ماله أحب إليه ، ولهذا قالوا : يا رسول الله ما منا أحد إلا ماله أحب إليه ، قال : ( فإن ماله ما قدم ،ومال وارثه ما أخر ) صدق الرسول عليه الصلاة والسلام ، الذي تقدمه لنفسك في الدنيا هو مالك ، لأنك ستجده أمامك يوم القيامة ، والذي تخلفه ؟
القارئ : للورثة
الشيخ : طيب ، إذن محافظتك عليه في الصندوق تحافظ على مال من ؟
القارئ : الورثة
الشيخ : على مال وارثك أما مالك الذي ينفعك فلم تحافظ عليه ، ولهذا ينبغي للإنسان بقدر ما يمكن ، نسأل الله أن يعيننا على أنفسنا
القارئ : آمين
الشيخ : أن يكون باذلاً للمال في حقه ، وفي وجهه وفي كل فرصة تعرض له ، وعلى كل حال ، يقول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( ابدأ بنفسك ثم بمن تعول ) لا نريد أن الإنسان ينفق ماله كله ويبقى فقيراً لا سيما إذا كان ضعيف التوكل على الله ، ولكن نقول أنفق ينفق عليك ، والله عز وجل وعد ، وهو أصدق القائلين ، وأقدر الفاعلين ، قال: (( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه )) لا بد أن يخلف الله عليك ، لا بد أن يخلف الله عليك ما أنفقتم من شيء ، أي شيء ننفقه فهو يخلفه ، وهو خير الرازقين ، ولو أننا كنا على يقين ونرجوا الله أن يجعلنا على يقين من هذا الوعد الصادق ما تخلف أحدنا عن الإنفاق في وجهه ، لكن أحيانا يعتري الإنسان غفلة ، وشك ، يقول : أنا أخشى أن أطلع ريال وأنا عندي مئة ، يكون عندي تسعة تسعين وبكرة إن طلعت ريال ثاني، يصير عندي ثمان وتسعين ، هذا نقص لكن الله يقول : (( ما أنفقتم من شيء فهو يخلفه )) ولا يلزم أن الشيء الذي يأتي خلفاً ،لا يلزم أن يأتي فوراً ، قد يأتي بعد زمن ، ولا يلزم أن يكون بالكم أيضاً ، قد يكون بالكيف ، بالبركة ، يبارك للإنسان وللعبد ، في ماله ،حتى ينفق وكأنه لا ينفق ما يجد نقصا في ماله .