باب : الغنى غنى النفس . وقال الله تعالى : (( أيحسبون أن ما نمدهم به من مال وبنين )) إلى قوله تعالى (( من دون ذلك هم لها عاملون )) . قال ابن عيينة : لم يعملوها، لا بد من أن يعملوها . حفظ
القارئ : باب : الغنى عن النفس .
وقال الله تعالى : (( أيحسبون أن ما نمدهم به من مال وبنين )) إلى قوله تعالى : (( من دون ذلك هم لها عاملون )) .
قال ابن عيينة : " لم يعملوها : لابد من أن يعملوها " .
الشيخ : هذه آيات عظيمة ، قال الله تعالى : (( أيحسبون أن ما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات )) أن ما ، عندي أن مكتوبة وحدها وما مكتوبة وحدها ، وذلك لأن ما هنا إسم موصول ، وليست أنما الدالة على الحصر ، أنما الدالة على الحصر تكتب جميعاً أنما ، وأما أن واسم الموصول فإنها تفرد كل واحدة عن الأخرى ، ولكن بعض الكتاب الذين لا يعرفون الإملاء يكتبون أن ما الموصولة كأنما التي للحصر ، كما يكتبون إن شاء الله يقرنون النون بالشين ، فتكون إنشاء ، وهذا خطأ عظيم ، لأن إنشاء الله معناها إنشاءُ الله ، طيب إنشاء الله أين الخبر ، فلهذا يجب على الإنسان أن يعرف القاعدة الإملائية في هذا ، يقول الله عزوجل : ((أيحسبون أن ما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات )) يعني أيظنون أن ما أمددناهم به من الأموال والبنين ، نسارع لهم في الخيرات ، يعني ليس الأمر كذلك ، بل إذا أمد الله الإنسان بالمال والبنين ، وهو مقيم على معصيته فذلك استدراج ، وليس هذا من المسارعة في الخيرات ، ولهذا قال بل لا يشعرون ، في غفلتهم عن الله عز وجل وعن استدراجهم ، يظنون أن ذلك مسارعة من الله تعالى لهم في الخيرات ، ثم قال : (( إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون )) أي: من خوفه المبني على العلم ، لأن الخشية خوف مبني على العلم ، بخلاف الخوف ، ولأن الخشية تكون بسبب قوة المخشي ، والخوف بسبب ضعف الخائف ، ولهذا كانت الخشية أعلى مرتبة من الخوف ، إذن الخشية خوف عن علم ، الدليل قوله تعالى : (( إنما يخشى الله من عباده العلماء )) بخلاف الخوف ، فقد يذعر الإنسان ويخاف من الشبح ، يرى سواداً بعيداً ويحسب أنه سبع فيخاف ، فالخوف ذعر وهلع في القلب غير مبني على ، إيش؟
القارئ : على العلم
الشيخ : على العلم ، أيضاً الخوف يكون من ضعف الخائف ، والخشية تكون من قوة المخشي ، وعلى هذا فقد يخشي القوي مَن هو أقوى منه ، أما الخوف فسببه الضعف ، يقول الله عز وجل : (( إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون )) أي خائفون على أنفسهم ، كما قال تعالى في سورة الطور : (( قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين )) ، طيب ، ((إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين هم بآيات ربهم يؤمنون )) بالآيات الكونية والآيات الشرعية ، الآيات الكونية يؤمنون بأن الله الذي هو وحده هو الذي خلقها خلقها وهو الذي يدبرها ويسخرها ، والآيات الشرعية يؤمنون بها ويذعنون لها ويقبلونها (( والذين هم بربهم لايشركون )) لا يشركون في ربوبيته ولا ألوهيته ولا أسمائه وصفاته ، (( والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة)) يعني يفعلون ما أمروا أن يفعلوه ، فيؤتون ما آتوا ، من طاعة الله ببذل المال والنفس والبدن ((وقلوبهم وجلة )) أي خائفة ، خائفة من إيش ؟ من أن لا يتقبل منهم ، لا سوء ظن بالله ، ولكن سوء ظن بأنفسهم ، يخشون من التفريط ، أو الإفراط فلا يقبل منهم (( أنهم إلى ربهم راجعون)) أنَّ بالفتح ، وجاءت مفتوحة لأنها على تقدير اللام ، فالجملة هنا تعليلية ، أي لأنهم راجعون إلى الله (( أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون )) أي يسارعون إليها وفي تنفيذها إذا دخلوا فيها ، ولهذا جاءت في ، في مكان يظن أن اللائق إلى وليس كذلك ، في أليق من إلى ، لأن المسارعة إلى الشيء تنتهي بوصوله ، لكن المسارعة في تكون بالسعي إليه حتى يصل إليه الإنسان ، وبالسعي فيه في أثناء العمل ، فصار يسارعون في الخيرات أبلغ من يسارعون إلى الخيرات ((وهم لها سابقون )) ما شاء الله ، يسارعون ويحققون المسارعة بالسبق ، ما يكلون لا يملون ، ثم قال : (( ولا نكلف نفسا إلا وسعها )) الجملة هذه صلتها بما قبلها جداً ظاهرة ، لأنه لما أثنى عليهم بالمسارعة والسبق ، بين أن هذه المسارعة والسبق مبنية على القدرة ، وأن الله لا يكلفهم إلا ما يستطيعون ، فإذا سارعوا في عمل وقصروا عن غيرهم من أجل عدم قدرتهم على ذلك ، فهم في عداد من ؟ في عداد المسارعين السابقين ، ولهذا أعقبه بقوله : (( ولا نكلف نفسا إلا وسعها )).
قال الله تعالى : ((أيحسبون أن ما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون )) يعني أيظنون أن ما أمددناهم به من المال والبنين ، نسارع لهم في الخيرات ، والرزق ، بل لا يشعرون ، وهذا الإضراب للانتقال ، يعني أنهم لا يشعرون أن ما أمدهم الله به من ذلك ليس مسارعة في الخيرات ، ولكنه استدراج من الله ، كما قال الله تعالى : (( والذين كفروا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين )) ثم قال تعالى : (( إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون )) هم مشفقون ، مبتدأ وخبر، أي من شدة خوفهم لله ، الخوف المبني على العلم ، مشفقون من عذاب الله ، خائفون منه وذلك لإيمانهم ، الإيمان التام بأن ما وعد الله به ، أو أوعد به سيكون ، فهم مشفقون من خشية الله ومن : هنا للتعليل ، أي من أجل الخشية ، خائفون من عذاب الله ، والخشية هي الخوف مع العلم ، الخوف مع العلم ، والخوف بلا علم ، خوف مجرد فهذا فرق بين الخوف والخشية ، فرق ، فرق آخر ، أن الخشية تكون من عظم المخشي ، وإن كان الخاشي عظيماً أيضاً ، والخوف يكون من ضعف الخائف ، وإن كان المخووف ضعيفاً ، قال : (( والذين هم بآيات ربهم يؤمنون )) .
وقال الله تعالى : (( أيحسبون أن ما نمدهم به من مال وبنين )) إلى قوله تعالى : (( من دون ذلك هم لها عاملون )) .
قال ابن عيينة : " لم يعملوها : لابد من أن يعملوها " .
الشيخ : هذه آيات عظيمة ، قال الله تعالى : (( أيحسبون أن ما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات )) أن ما ، عندي أن مكتوبة وحدها وما مكتوبة وحدها ، وذلك لأن ما هنا إسم موصول ، وليست أنما الدالة على الحصر ، أنما الدالة على الحصر تكتب جميعاً أنما ، وأما أن واسم الموصول فإنها تفرد كل واحدة عن الأخرى ، ولكن بعض الكتاب الذين لا يعرفون الإملاء يكتبون أن ما الموصولة كأنما التي للحصر ، كما يكتبون إن شاء الله يقرنون النون بالشين ، فتكون إنشاء ، وهذا خطأ عظيم ، لأن إنشاء الله معناها إنشاءُ الله ، طيب إنشاء الله أين الخبر ، فلهذا يجب على الإنسان أن يعرف القاعدة الإملائية في هذا ، يقول الله عزوجل : ((أيحسبون أن ما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات )) يعني أيظنون أن ما أمددناهم به من الأموال والبنين ، نسارع لهم في الخيرات ، يعني ليس الأمر كذلك ، بل إذا أمد الله الإنسان بالمال والبنين ، وهو مقيم على معصيته فذلك استدراج ، وليس هذا من المسارعة في الخيرات ، ولهذا قال بل لا يشعرون ، في غفلتهم عن الله عز وجل وعن استدراجهم ، يظنون أن ذلك مسارعة من الله تعالى لهم في الخيرات ، ثم قال : (( إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون )) أي: من خوفه المبني على العلم ، لأن الخشية خوف مبني على العلم ، بخلاف الخوف ، ولأن الخشية تكون بسبب قوة المخشي ، والخوف بسبب ضعف الخائف ، ولهذا كانت الخشية أعلى مرتبة من الخوف ، إذن الخشية خوف عن علم ، الدليل قوله تعالى : (( إنما يخشى الله من عباده العلماء )) بخلاف الخوف ، فقد يذعر الإنسان ويخاف من الشبح ، يرى سواداً بعيداً ويحسب أنه سبع فيخاف ، فالخوف ذعر وهلع في القلب غير مبني على ، إيش؟
القارئ : على العلم
الشيخ : على العلم ، أيضاً الخوف يكون من ضعف الخائف ، والخشية تكون من قوة المخشي ، وعلى هذا فقد يخشي القوي مَن هو أقوى منه ، أما الخوف فسببه الضعف ، يقول الله عز وجل : (( إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون )) أي خائفون على أنفسهم ، كما قال تعالى في سورة الطور : (( قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين )) ، طيب ، ((إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين هم بآيات ربهم يؤمنون )) بالآيات الكونية والآيات الشرعية ، الآيات الكونية يؤمنون بأن الله الذي هو وحده هو الذي خلقها خلقها وهو الذي يدبرها ويسخرها ، والآيات الشرعية يؤمنون بها ويذعنون لها ويقبلونها (( والذين هم بربهم لايشركون )) لا يشركون في ربوبيته ولا ألوهيته ولا أسمائه وصفاته ، (( والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة)) يعني يفعلون ما أمروا أن يفعلوه ، فيؤتون ما آتوا ، من طاعة الله ببذل المال والنفس والبدن ((وقلوبهم وجلة )) أي خائفة ، خائفة من إيش ؟ من أن لا يتقبل منهم ، لا سوء ظن بالله ، ولكن سوء ظن بأنفسهم ، يخشون من التفريط ، أو الإفراط فلا يقبل منهم (( أنهم إلى ربهم راجعون)) أنَّ بالفتح ، وجاءت مفتوحة لأنها على تقدير اللام ، فالجملة هنا تعليلية ، أي لأنهم راجعون إلى الله (( أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون )) أي يسارعون إليها وفي تنفيذها إذا دخلوا فيها ، ولهذا جاءت في ، في مكان يظن أن اللائق إلى وليس كذلك ، في أليق من إلى ، لأن المسارعة إلى الشيء تنتهي بوصوله ، لكن المسارعة في تكون بالسعي إليه حتى يصل إليه الإنسان ، وبالسعي فيه في أثناء العمل ، فصار يسارعون في الخيرات أبلغ من يسارعون إلى الخيرات ((وهم لها سابقون )) ما شاء الله ، يسارعون ويحققون المسارعة بالسبق ، ما يكلون لا يملون ، ثم قال : (( ولا نكلف نفسا إلا وسعها )) الجملة هذه صلتها بما قبلها جداً ظاهرة ، لأنه لما أثنى عليهم بالمسارعة والسبق ، بين أن هذه المسارعة والسبق مبنية على القدرة ، وأن الله لا يكلفهم إلا ما يستطيعون ، فإذا سارعوا في عمل وقصروا عن غيرهم من أجل عدم قدرتهم على ذلك ، فهم في عداد من ؟ في عداد المسارعين السابقين ، ولهذا أعقبه بقوله : (( ولا نكلف نفسا إلا وسعها )).
قال الله تعالى : ((أيحسبون أن ما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون )) يعني أيظنون أن ما أمددناهم به من المال والبنين ، نسارع لهم في الخيرات ، والرزق ، بل لا يشعرون ، وهذا الإضراب للانتقال ، يعني أنهم لا يشعرون أن ما أمدهم الله به من ذلك ليس مسارعة في الخيرات ، ولكنه استدراج من الله ، كما قال الله تعالى : (( والذين كفروا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين )) ثم قال تعالى : (( إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون )) هم مشفقون ، مبتدأ وخبر، أي من شدة خوفهم لله ، الخوف المبني على العلم ، مشفقون من عذاب الله ، خائفون منه وذلك لإيمانهم ، الإيمان التام بأن ما وعد الله به ، أو أوعد به سيكون ، فهم مشفقون من خشية الله ومن : هنا للتعليل ، أي من أجل الخشية ، خائفون من عذاب الله ، والخشية هي الخوف مع العلم ، الخوف مع العلم ، والخوف بلا علم ، خوف مجرد فهذا فرق بين الخوف والخشية ، فرق ، فرق آخر ، أن الخشية تكون من عظم المخشي ، وإن كان الخاشي عظيماً أيضاً ، والخوف يكون من ضعف الخائف ، وإن كان المخووف ضعيفاً ، قال : (( والذين هم بآيات ربهم يؤمنون )) .