حدثنا إسماعيل قال حدثني عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد الساعدي أنه قال مر رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لرجل عنده جالس ( ما رأيك في هذا ) فقال رجل من أشراف الناس هذا والله حري إن خطب أن ينكح وإن شفع أن يشفع قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مر رجل آخر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما رأيك في هذا ) فقال يا رسول الله هذا رجل من فقراء المسلمين هذا حري إن خطب أن لا ينكح وإن شفع أن لا يشفع وإن قال أن لا يسمع لقوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( هذا خير من ملء الأرض مثل هذا ) حفظ
القارئ : باب : فضل الفقر . حدثنا إسماعيل قال : حدثني عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد الساعدي أنه قال : مرّ رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لرجل عنده جالس : ( ما رأيك في هذا ) فقال رجل من أشراف الناس : هذا والله حري إن خطب أن ينكح وإن شفع أن يشفع قال : فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مرّ رجلٌ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما رأيك في هذا ) فقال : يا رسول الله هذا رجل من فقراء المسلمين هذا حري إن خطب أن لا ينكح وإن شفع أن لا يشفع وإن قال أن لا يسمع لقوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( هذا خير من ملء الأرض مثل هذا ) .
الشيخ : الواقع أن الحديث الذي استدل به البخاري رحمه الله لا يطابق الترجمة ، لأن قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( هذا خير من ملء الأرض مثل هذا ) لا يدل على أن ذلك بسبب الفقر ، قد يكون خيراً منه لأعمال أخرى يعلمها النبي صلى الله عليه وسلم ، وكم من غني هو خير من ألف فقير ، وكم من فقير خيرٌ من ألف غني ، فالواقع أن الفقر والغنى لو نظرنا ، إليهما من حيثهما لكان الغنى أحسن ، وأفضل ، لأن الغنى يحصل به من النفع الخاص والعام ، مالا يحصل بالفقر ، ولهذا اختلف العلماء رحمهم الله أيهما أفضل ، الغني الشاكر، أم الفقير الصابر ؟ فقال بعضهم : الغني الشاكر أفضل ، لأنه يحصل منه من الخير ونفع الأمة النفع العام ، الكثير ما لا يحصل بفقر الفقير ، وقال بعضهم : بل الفقير الصابر ، أفضل ، الفقير الصابر أفضل ، لأنه قد صبر على البلاء وكان من الصابرين ، وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه بدائع الفوائد هذه المناظرة أيهما أفضل الغني الشاكر أم الفقير الصابر ، ولكن إذا نظرنا من حيث الإطلاق ، فإن الغني الشاكر أفضل ، لأن البلوى بالمال ما هي هينة ، لأن إذا ابتلي الإنسان بالمال وشكر فإن معاناته قد تكون أشدّ من معاناة الفقير للصبر ، لأن كثير من الأغنياء إذا أغناهم الله ، أخذهم الغنى بالأشر والبطر ، (( وقليل من عبادي الشكور )) ،كما قال الله عزوجل .
الشيخ : الواقع أن الحديث الذي استدل به البخاري رحمه الله لا يطابق الترجمة ، لأن قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( هذا خير من ملء الأرض مثل هذا ) لا يدل على أن ذلك بسبب الفقر ، قد يكون خيراً منه لأعمال أخرى يعلمها النبي صلى الله عليه وسلم ، وكم من غني هو خير من ألف فقير ، وكم من فقير خيرٌ من ألف غني ، فالواقع أن الفقر والغنى لو نظرنا ، إليهما من حيثهما لكان الغنى أحسن ، وأفضل ، لأن الغنى يحصل به من النفع الخاص والعام ، مالا يحصل بالفقر ، ولهذا اختلف العلماء رحمهم الله أيهما أفضل ، الغني الشاكر، أم الفقير الصابر ؟ فقال بعضهم : الغني الشاكر أفضل ، لأنه يحصل منه من الخير ونفع الأمة النفع العام ، الكثير ما لا يحصل بفقر الفقير ، وقال بعضهم : بل الفقير الصابر ، أفضل ، الفقير الصابر أفضل ، لأنه قد صبر على البلاء وكان من الصابرين ، وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه بدائع الفوائد هذه المناظرة أيهما أفضل الغني الشاكر أم الفقير الصابر ، ولكن إذا نظرنا من حيث الإطلاق ، فإن الغني الشاكر أفضل ، لأن البلوى بالمال ما هي هينة ، لأن إذا ابتلي الإنسان بالمال وشكر فإن معاناته قد تكون أشدّ من معاناة الفقير للصبر ، لأن كثير من الأغنياء إذا أغناهم الله ، أخذهم الغنى بالأشر والبطر ، (( وقليل من عبادي الشكور )) ،كما قال الله عزوجل .