تتمة فوائد حديث أبي هريرة . حفظ
الشيخ : وفيه أيضا دليل على جواز ملء الإنسان بطنه ، لقول أبي هريرة : " ما أجد له مسلكا " ولكن هذا لا ينبغي دائماً ، الشرهون كلما أكلوا قالوا : إن أبا هريرة يقول لا أجد له مسلكاً ، وجعلوا هذه حالاً دائمة ، كل النهار يملؤون بطونهم ويقولون عندنا حديث أقره النبي عليه الصلاة والسلام وهو قول أبو هريرة : "لا أجد له مسلكا " ولكن الصحة والعافية والنشاط ، ما أرشد عليه النبي عليه الصلاة والسلام في قوله : ( حسب بن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلت لشرابه وثلث لنفسه ) وهذا هو الذي ينبغي أن تكون حال المرء عليه ، في الدائم أو الغالب ، لكن لا بأس أن يملأ بطنه أحياناً ، كما فعل أبو هريرة وأقره النبي صلى الله عليه وسلم .
وفيه دليل على تواضع النبي صلى الله عليه وسلم ، حيث كان آخر القوم شرباً ، حتى بعد أبي هريرة رضي الله عنه ،وفي الحديث : ( فحمد الله وسمى وشرب الفضلة ) ، هذا الحمد ليس حمداً على شربه ، بل هو حمد على ما حصل من بركة هذا اللبن ، حيث أروى أهل الصفة وأبا هريرة ، وبقي منه بقية ، وذلك لأن الحمد على الأكل والشرب إنما يكون بعده ، وفيه دليل على مشروعية التسمية ، التسمية : أن يقول بسم الله ، وإن زاد الرحمن الرحيم فلا حرج ، وإن اقتصر على بسم الله حصلت بذلك السنة ، ولكن التسمية على الأكل مشروعة بالإتفاق .