باب : الرجاء مع الخوف. وقال سفيان : ما في القرآن آية أشد على من : (( لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم )) . حفظ
القارئ : باب : الرجاء مع الخوف. وقال سفيان : ما في القرآن آية أشد على من : (( لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم )) .
الشيخ : قوله : " باب الرجاء مع الخوف " الرجاء هو الأمل ، الأمل برحمة الله عز وجل ، والخوف : الخوف من عذاب الله وعقابه ، والعلماء رحمهم الله يقولون ينبغي أن يكون الخوف والرجاء واحداً في حال سير الإنسان إلى ربه ، قالوا لأنه إذا غلّب بالرجاء دخل في الأمن من مكر الله ، وإذا غلّب الخوف خيف عليه القنوط من رحمة الله ، عرفتم ، مثال ذلك : صلى الإنسان الصلاة ، فهو بين أمرين إما أن يخاف أن لا تقبل ، أو يرجو أن تقبل ، فعل المعاصي فهو بين أمرين ، خائف من هذه المعاصي ، وراجي لرحمة الله ، فالعلماء يقولون ينبغي أن يكون خوفه ، ورجاؤه واحداً، والعلة ما أشرت إليها : إن غلب الخوف خيف عليه القنوط وإن غلب الرجاء خيف عليه الأمن ، والعامة حسب دفعهم للوم يغلبون الرجاء ، إذا قيل له لماذا تفعل هذا ، قال : الله غفور رحيم ، الله غفو رحيم اعمل أسباب المغفرة والرحمة ، وأهل الغيرة ، والتمسك يغلبون جانب الخوف ، فتجدهم يخافون على الإنسان ، وربما يقنطون من رحمة الله أن يهديه إلى الحق ، وقال بعض العلماء ، بل ينبغي أن نغلب الرجاء ، لأن الله تعالى قال في الحديث القدسي : ( أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني ) فإذا كان الله عند ظنك بك فاظنن به خيراً ، وغلِّب جانب الرجاء ، قالوا : ويدل لهذا أن الله قال للنبيه صلى الله عليه وسلم ، : (( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم ، وأن عذابي هو العذاب الأليم )) فبدأ بالرجاء ثم ثنى بالتخويف ، وقال بعض العلماء : ينبغي له في جانب الطاعة ، أن يغلب جانب الرجاء ، وفي جانب المعصية إذا هم بها ، أن يغلب جانب الخوف ، لأنه إذا فعل الطاعة ، ينبغي أن يغلب الرجاء أن الله يتقبل منه ، وإذا همّ بالمعصية ، ينبغي أن يغلِّب جانب الخوف من أجل أن يبتعد عنها ولا يفعلها ، لا يغلب جانب الرجاء حينئذٍ لأنه غلَّب جانب الرجاء أقدم ، فهذه ثلاثة أقوال ، القول الرابع : أنه ينبغي في حال المرض ، أن يغلِّب جانب الرجاء ، وفي حال الصحة ، أن يغلِّب جانب الخوف ، لأنه جاء في الحديث : ( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله ) والإنسان المريض ، أقرب إلى الموت من الإنسان الصحيح ، وإن كانت الآجال بيد الله عز وجل ، لكن هذا هو الغالب ، فهذه أربعة أقوال ، والذي ينبغي أن يكون الإنسان طبيب نفسه ، إن رأى من نفسه جنوحاً إلى الشر ، فليغلب جانب الخوف ، وإن رأى من نفسه قوة على الطاعة ، وترك المعاصي فليغلِّب جانب الرجاء ، أن الله سبحانه وتعالى يثبته ويثيبه ، على عمله ، أما الإمام أحمد رحمه الله فقال : " إن الخوف والرجاء كجناحي الطائر ، إن انخفض أحدهما سقط الطائر وإن تساويا استمسك الطائر " فينبغي أن يكون خوفه ورجاؤه واحداً فأيهما غلب على الآخر ، هلك صاحبه .
الشيخ : قوله : " باب الرجاء مع الخوف " الرجاء هو الأمل ، الأمل برحمة الله عز وجل ، والخوف : الخوف من عذاب الله وعقابه ، والعلماء رحمهم الله يقولون ينبغي أن يكون الخوف والرجاء واحداً في حال سير الإنسان إلى ربه ، قالوا لأنه إذا غلّب بالرجاء دخل في الأمن من مكر الله ، وإذا غلّب الخوف خيف عليه القنوط من رحمة الله ، عرفتم ، مثال ذلك : صلى الإنسان الصلاة ، فهو بين أمرين إما أن يخاف أن لا تقبل ، أو يرجو أن تقبل ، فعل المعاصي فهو بين أمرين ، خائف من هذه المعاصي ، وراجي لرحمة الله ، فالعلماء يقولون ينبغي أن يكون خوفه ، ورجاؤه واحداً، والعلة ما أشرت إليها : إن غلب الخوف خيف عليه القنوط وإن غلب الرجاء خيف عليه الأمن ، والعامة حسب دفعهم للوم يغلبون الرجاء ، إذا قيل له لماذا تفعل هذا ، قال : الله غفور رحيم ، الله غفو رحيم اعمل أسباب المغفرة والرحمة ، وأهل الغيرة ، والتمسك يغلبون جانب الخوف ، فتجدهم يخافون على الإنسان ، وربما يقنطون من رحمة الله أن يهديه إلى الحق ، وقال بعض العلماء ، بل ينبغي أن نغلب الرجاء ، لأن الله تعالى قال في الحديث القدسي : ( أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني ) فإذا كان الله عند ظنك بك فاظنن به خيراً ، وغلِّب جانب الرجاء ، قالوا : ويدل لهذا أن الله قال للنبيه صلى الله عليه وسلم ، : (( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم ، وأن عذابي هو العذاب الأليم )) فبدأ بالرجاء ثم ثنى بالتخويف ، وقال بعض العلماء : ينبغي له في جانب الطاعة ، أن يغلب جانب الرجاء ، وفي جانب المعصية إذا هم بها ، أن يغلب جانب الخوف ، لأنه إذا فعل الطاعة ، ينبغي أن يغلب الرجاء أن الله يتقبل منه ، وإذا همّ بالمعصية ، ينبغي أن يغلِّب جانب الخوف من أجل أن يبتعد عنها ولا يفعلها ، لا يغلب جانب الرجاء حينئذٍ لأنه غلَّب جانب الرجاء أقدم ، فهذه ثلاثة أقوال ، القول الرابع : أنه ينبغي في حال المرض ، أن يغلِّب جانب الرجاء ، وفي حال الصحة ، أن يغلِّب جانب الخوف ، لأنه جاء في الحديث : ( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله ) والإنسان المريض ، أقرب إلى الموت من الإنسان الصحيح ، وإن كانت الآجال بيد الله عز وجل ، لكن هذا هو الغالب ، فهذه أربعة أقوال ، والذي ينبغي أن يكون الإنسان طبيب نفسه ، إن رأى من نفسه جنوحاً إلى الشر ، فليغلب جانب الخوف ، وإن رأى من نفسه قوة على الطاعة ، وترك المعاصي فليغلِّب جانب الرجاء ، أن الله سبحانه وتعالى يثبته ويثيبه ، على عمله ، أما الإمام أحمد رحمه الله فقال : " إن الخوف والرجاء كجناحي الطائر ، إن انخفض أحدهما سقط الطائر وإن تساويا استمسك الطائر " فينبغي أن يكون خوفه ورجاؤه واحداً فأيهما غلب على الآخر ، هلك صاحبه .