قراءة من الشرح في حديث الرحمة مع تعليق الشيخ . حفظ
القارئ : يا شيخ هنا في كتاب الأدب تكلم عن أحاديث الرحمة جاب كلام العلماء
الشيخ : طيب نقرأه
القارئ : نعم ، قال ابن حجر رحمه الله تعالى في فتح الباري كتاب الأدب المجلد السادس قوله : جعل الله الرحمة في مائة جزء ، قال الكرماني كأن المعنى يتم بدون الظرف فلعلى في زائدة أو متعلقة بمحذوف وفيه نوع مبالغة إذ جعلها مظروفا لها معنى بحيث لا يفوت منها شيء، وقال بن أبي جمرة : يحتمل أن يكون سبحانه وتعالى لما منً
الشيخ : عندك جعل الأصل خلق
القارئ : ياشيخ هذه رواية
الشيخ : رواية ثانية
القارئ : هذا الباب ، ثم جاء بالحديث ، باب جعل الله الرحمة في مئة جزء هذا تبويب البخاري في كتاب الأدب .
الشيخ : غير المكان الذي نحن فيه
القارئ : نعم يا شيخ ثم الحديث ذكره
الشيخ : نعم ، هو الحديث ما لفظه في الأدب ؟
القارئ : قال البخاري رحمه الله تعالى : حدثنا الحكم بن نافع البهراني قال : أخبرنا شعيب ، عن الزهري قال : أخبرنا سعيد بن المسيب ، أن أبا هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (جعل الله الرحمة في مئة جزء ، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءاً ، وأنزل في الأرض جزءاً واحداً فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق، حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه )
وقال ابن أبي جمرة يحتمل أن يكون سبحانه وتعالى لما منّ على خلقه بالرحمة جعلها في مئة وعاء فأهبط منها واحداً للأرض قلت : خلت أكثر الطرق عن الظرف كرواية سعيد المقبري
الشيخ : إيش خلق
القارئ : خلت
الشيخ : خلت : بالتاء
القارئ : نعم ، خلت أكثر الطرق عن الظرف كرواية سعيد المقبري، عن أبي هريرة
الشيخ : إيه ، نعم
القارئ : كرواية سعيد المقبري ، عن أبي هريرة الآتية في الرقاق: " إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مئة رحمة " ولمسلم من رواية عطاء عن أبي هريرة : " إن لله مائة رحمة " وله من حديث سلمان : " إن الله خلق مائة رحمة يوم خلق السماوات والأرض كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض "
الشيخ : الله أكبر
القارئ : وقال القرطبي يجوز أن يكون معنى خلق ، اخترع وأوجد ويجوز أن يكون بمعنى قدر وقد ورد خلق بمعنى قدر في لغة العرب ، فيكون المعنى أن الله أظهر تقديره لذلك يوم أظهر تقدير السماوات والأرض وقوله : ( كل رحمة تسع طباق الأرض المراد بها التعظيم والتكثير وقد ورد التعظيم بهذا اللفظ في اللغة والشرع كثيراً ، قوله : فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءاً في رواية :عطاء وأخر عنده تسعة وتسعين رحمة وفي رواية العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عند مسلم وخبأ عنده مائة إلا واحدة قوله : وأنزل في الأرض جزءاً واحداً في رواية المقبري وأرسل في خلقه كلهم رحمة وفي رواية عطاء أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم وفي حديث سلمان فجعل منها في الأرض واحدة ، قال القرطبي هذا نص في أن الرحمة يراد بها متعلق الإرادة لا نفس الإرادة وأنها راجعة إلى المنافع والنعم قوله : فمن ذلك الجزء تتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه في رواية عطاء فيها يتعاطفون وبها يتراحمون وبها تعطف الوحش على ولدها وفي حديث سلمان فبها تعطف الوالدة على ولدها والوحش والطير بعضها على بعض قال بن أبي جمرة : خص الفرس بالذكر لأنها أشد الحيوان المألوف الذي يعاين المخاطبون حركته مع ولده ولما في الفرس من الخفة والسرعة في التنقل ومع ذلك تتجنب أن يصل الضرر منها إلى ولدها ووقع في حديث سلمان عند مسلم في آخره من الزيادة ( فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة مائة ) وفيه إشارة إلى أن الرحمة التي في الدنيا بين الخلق تكون فيهم يوم القيامة يتراحمون بها أيضاً ، وصرح بذلك المهلب فقال : " الرحمة التي خلقها الله لعباده وجعلها في نفوسهم في الدنيا هي التي يتغافرون بها يوم القيامة التبعات بينهم " قال : " ويجوز أن يستعمل الله تلك الرحمة فيهم فيرحمهم بها سوى رحمته التي وسعت كل شيء وهي التي من صفة ذاته ولم يزل موصوفاً بها فهي التي يرحمهم بها زائداً على الرحمة التي خلقها لهم " قال : " ويجوز أن تكون الرحمة التي أمسكها عند نفسه هي التي عند ملائكته المستغفرين لمن في الأرض لأن استغفارهم لهم دال على أن في نفوسهم الرحمة لأهل الأرض " قلت : وحاصل كلامه أن الرحمة رحمتان : رحمة من صفة الذات وهي لا تتعدد ، ورحمة من صفة الفعل وهي المشار إليها هنا ولكن ليس في شيء من طرق الحديث أن التي عند الله رحمة واحدة بل اتفقت جميع الطرق على أن عنده تسعة وتسعين رحمة وزاد في حديث سلمان أنه يكملها يوم القيامة مائة بالرحمة التي في الدنيا فتعدد الرحمة بالنسبة للخلق ، وقال القرطبي : مقتضى هذا الحديث أن الله علم أن أنواع النعم التي يُنْعم بها على خلقه مائة نوع فأنعم عليهم في هذه الدنيا بنوع واحد انتظمت به مصالحهم وحصلت به مرافقهم فإذا كان يوم القيامة كمل لعباده المؤمنين ما بقي فبلغت مائة وكلها للمؤمنين وإليه الإشارة بقوله تعالى (( وكان بالمؤمنين رحيما )) فإن رحيما ، من أبنية المبالغة التي لا شيء فوقها ويفهم من هذا أن الكفار لا يبقى لهم حظ من الرحمة لا من جنس رحمات الدنيا ولا من غيرها إذا كمل كل ما كان في علم الله من الرحمات للمؤمنين وإليه الإشارة بقوله تعالى : (( فسأكتبها للذين يتقون )) الآية وقال الكرماني : " الرحمة هنا عبارة عن القدرة المتعلقة بإيصال الخير والقدرة في نفسها غير متناهية والتعلق غير متناه لكن حصره في مائة على سبيل التمثيل تسهيلاً للفهم وتقليلاً لما عند الخلق وتكثيراً لما عند الله سبحانه وتعالى " وأما مناسبة هذا العدد الخاص فحكى القرطبي عن بعض الشراح أن هذا العدد الخاص أطلق لإرادة التكثير والمبالغة فيه وتعقبه بأنه لم تجر عادة العرب بذلك في المائة وإنما جرى في السبعين كذا قال وقال بن أبي جمرة ثبت أن نار الآخرة تفضل نار الدنيا بتسع وستين جزءاً فإذا قوبل كل جزءٍ برحمة زادت الرحمات ثلاثين جزءاً فيؤخذ منه أن الرحمة في الآخرة أكثر من النقمة فيها ويؤيده قوله : ( غلبت رحمتي غضبي ) قلت : لكن تبقى مناسبة خصوص هذا العدد فيحتمل أن تكون مناسبة هذا العدد الخاص لكونه مثل عدد درج الجنة والجنة هي محل الرحمة فكان كل
القارئ :فكأن يا شيخ ؟
الشيخ : يصح ما عليها همزة ؟
القارئ : لا ، فكأن كل رحمة بإزاء درجة وقد ثبت أنه لا يدخل أحد الجنة إلا برحمة الله تعالى فمن نالته منها رحمة واحدة كان أدنى أهل الجنة منزلة وأعلاهم منزلة من حصلت له جميع الأنواع من الرحمة ، وقال بن أبي جمرة : في الحديث إدخال السرور على المؤمنين
القارئ : باقي سطرين
الشيخ : سطرين
القارئ : ثلاثة أكمله ؟
الشيخ : كمِّل نعم
القارئ : وقال ابن أبي جمرة : " في الحديث إدخال السرور على المؤمنين لأن العادة أن النفس يكمل فرحها بما وهب لها إذا كان معلوماً مما يكون موعوداً ، وفيه الحث على الإيمان واتساع الرجاء في رحمات الله تعالى المدخرة " قلت : وقد وقع في آخر حديث سعيد المقبري في الرقاق فلو يعلم الكافر بكل ما عند الله من الرحمة لم ييأس من الجنة وأفرده مسلم من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة ويأتي شرحه هناك إن شاء الله تعالى
القارئ : تقدم
الشيخ : رحمه الله الظاهر إنه يحصل له نسيان ، أحياناً يقول يأتي في كذا ، تروح لكذا يقول تقدم في كذا
القارئ : نحن تتبعنا أربع مرات
الشيخ : نعم
القارئ : نحن تتبعناهم في الحلقة أربع مرات
الشيخ : أربع مرات
القارئ : يقول تقدم في الأضاحي ، وفي الأضاحي يقول تقدم في كذا
الشيخ : ولا لقاه ، الله أكبر ،ابن آدم ،
القارئ : ما في سطر ياشيخ
الشيخ : ماذا ؟
القارئ : سطر واحد فقط
قال الشيخ : في الباب الي نحن فيه
القارئ : أي نعم
الشيخ : إيه ، وش يقول ؟
القارئ : يا شيخ قول القرطبي إن هذه أنواع
الشيخ : إلي عندنا الآن في الباب إلي نحن فيه
القارئ : لا يا شيخ : من نفس القرينة ... أو له حظ
القارئ : وقال القرطبي رحمه الله : مقتضى هذا الحديث أن الله علم أن أنواع النعم التي ينعم بها على خلقه مائة نوع فأنعم عليهم في هذه الدنيا بنوع واحد انتظمت به مصالحهم وحصلت به مرافقهم
الشيخ : تفسير رحمة بالنعمة فيها نظر ، لأن الرحمة الي في الخلائق غير النعمة ، رحمة يجدها الإنسان في قلبه ، فنقول هذه الرحمة الي وسعت الخلائق كلها يوم القيامة تتضاعف إلى مئه ، إلى مئه ، من الله ومن الملائكة و ومن النبيين وممن يشفع ، يعني ما تحتاج إلى كل هذا التعب ، المسألة واضحة ، الرحمة التي نفوسنا الآن معروفة لنا ، ولا لأ ؟ معروفة ، ولهذا ضرب النبي عليه الصلاة والسلام مثلا بالفرس ، ترفع حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه ، هذه الرحمة ليست هي العطاء أو الفضل أو ما أشبه ذلك ، فنحن إذا أحسسنا أن ... هذه الرحمة ، نرحم الصغار ، نرحم الأولاد ، نرحم الضعفاء ، نقول يوم القيامة على ما في هذه الرحمة الموجودة في الدنيا من السعة ، لأنه ، من يحيط بها ؟
القارئ : ولا أحد
الشيخ : من يحيط بهذه الرحمة منذ أن خلقت الدنيا إلى أن تقول الساعة ؟
الشيخ : ما هي لأحد ، ولا هي خاصة بالبشر أيضاً ،الرسول ضرب مثل حتى في البهائم ، ولا هي بخاصة حتى في البهائم حتى في الحشرات ، أنا بعيني رأيت جحر ذر ، أصابه الماء ، أصابه الماء ، فبدأ الذر ينقل أولاده ، رأيته أنا بعيني ، ينقل أولاده بيضاء ، صغار ، بعد فيهن روح ولا ما فيهن ، لكن صار يجيش يجيش لأن الماء ، تعرفون الماء ، تشربه الأرض يأتي على الحجر يفسده ، لما أحسن بالماء من الداخل بدأن يطلعن ، كل وحدة حاملة ولدها ، هذا أبيض الذي بعد ما اسود هذه رحمة ، نعم ، كل شيء إذا تأملت سبحان الله العظيم يعني رحمة في أولاده شيء عجيب ، فالحاصل إننا نقول هذه الرحمة إلتي في الأرض تتراحم بها الخلائق ، ما يحصيها إلا الله ، يوم القيامة تتضاعف إلى مئة ضعف ، لا بالنسبة لرحمة الله عز وجل الذي وضع الرحمة في الخلائق ، ولا بالنسبة لرحمة الناس بعضهم لبعض
القارئ : ... ذكر فيها في الصفحة الثانية
الشيخ : يقول ما ذكر إلا شوي
القارئ : قوله إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة قال ابن الجوزي : " رحمة الله صفة من صفات ذاته وليس هي بمعنى الرقة التي في صفات الآدميين بل ضرب ذلك مثلاً لما يعقل من ذكر الأجزاء ورحمة المخلوقين والمراد أنه أرحم الراحمين " قلت : المراد بالرحمة هنا ما يقع من صفات الفعل كما سأقرره فلا حاجة للتأويل
الشيخ : هو في عنده تأويل رحمة الله عليه ، أقول تحويل هذه الرحمة إلى هذه الصفة إلى الفعل ، هذا ليس بتأويل؟ هذا على فهمه رحمه الله ، القارئ : وقد تقدم في أوائل الأدب جواب آخر مع مباحث حسنة وهو في باب
القارئ : ... قول الكرماني قول إنه حصر المئة هنا من باب التمثيل
الشيخ : من باب التمثيل ، هو على كل حال قريب لكن ما نقدر نقول من باب التمثيل ، الأصل أن الكلام على حقيقته ، لا على سبيل التمثيل ، طيب نقرأ بالبخاري ، ما دام ما جاء قارئنا
القارئ : في صحيحه في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم "باب لن يدخل أحد الجنة بعمله " والنسائي في الإيمان " باب الدين " الدين يسر ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله ميقل ، حدثنا أبي قال : حدثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قاربوا وسددوا واعلموا أنه لن ينجوا أحد منكم بعمله ، قالوا يارسول الله ولا أنت ؟ قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته ، برحمة منه ، وفضل )
القارئ : الرواية الثانية ... خلاص
الشيخ : خلاص ، لن ينجو أحد بعمله هذا اللفظ ،
القارئ : نعم
الشيخ : ما في لن يدخل أحد الجنة بعمله
القارئ : تصير ثابتة حتى على هذه الروايات، تصير ثابتة ... .
الشيخ : بس اختلف المعنى
القارئ : اختلف المعنى الآن
الشيخ : نعم ، حققها أنت أفرغها للأخوة
القارئ : المسألة بسيطة ، بس يرد على ابن القيم فقط
الشيخ : نعم
القارئ : يرد على بن القيم
الشيخ : من
القارئ : المحشي
الشيخ : أنت جزاك الله خير حقق عشان نعرف ابن القيم أصوب من ذلك ، لأن ابن القيم لعله يقول الشيخان .
الشيخ : طيب نقرأه
القارئ : نعم ، قال ابن حجر رحمه الله تعالى في فتح الباري كتاب الأدب المجلد السادس قوله : جعل الله الرحمة في مائة جزء ، قال الكرماني كأن المعنى يتم بدون الظرف فلعلى في زائدة أو متعلقة بمحذوف وفيه نوع مبالغة إذ جعلها مظروفا لها معنى بحيث لا يفوت منها شيء، وقال بن أبي جمرة : يحتمل أن يكون سبحانه وتعالى لما منً
الشيخ : عندك جعل الأصل خلق
القارئ : ياشيخ هذه رواية
الشيخ : رواية ثانية
القارئ : هذا الباب ، ثم جاء بالحديث ، باب جعل الله الرحمة في مئة جزء هذا تبويب البخاري في كتاب الأدب .
الشيخ : غير المكان الذي نحن فيه
القارئ : نعم يا شيخ ثم الحديث ذكره
الشيخ : نعم ، هو الحديث ما لفظه في الأدب ؟
القارئ : قال البخاري رحمه الله تعالى : حدثنا الحكم بن نافع البهراني قال : أخبرنا شعيب ، عن الزهري قال : أخبرنا سعيد بن المسيب ، أن أبا هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (جعل الله الرحمة في مئة جزء ، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءاً ، وأنزل في الأرض جزءاً واحداً فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق، حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه )
وقال ابن أبي جمرة يحتمل أن يكون سبحانه وتعالى لما منّ على خلقه بالرحمة جعلها في مئة وعاء فأهبط منها واحداً للأرض قلت : خلت أكثر الطرق عن الظرف كرواية سعيد المقبري
الشيخ : إيش خلق
القارئ : خلت
الشيخ : خلت : بالتاء
القارئ : نعم ، خلت أكثر الطرق عن الظرف كرواية سعيد المقبري، عن أبي هريرة
الشيخ : إيه ، نعم
القارئ : كرواية سعيد المقبري ، عن أبي هريرة الآتية في الرقاق: " إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مئة رحمة " ولمسلم من رواية عطاء عن أبي هريرة : " إن لله مائة رحمة " وله من حديث سلمان : " إن الله خلق مائة رحمة يوم خلق السماوات والأرض كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض "
الشيخ : الله أكبر
القارئ : وقال القرطبي يجوز أن يكون معنى خلق ، اخترع وأوجد ويجوز أن يكون بمعنى قدر وقد ورد خلق بمعنى قدر في لغة العرب ، فيكون المعنى أن الله أظهر تقديره لذلك يوم أظهر تقدير السماوات والأرض وقوله : ( كل رحمة تسع طباق الأرض المراد بها التعظيم والتكثير وقد ورد التعظيم بهذا اللفظ في اللغة والشرع كثيراً ، قوله : فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءاً في رواية :عطاء وأخر عنده تسعة وتسعين رحمة وفي رواية العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عند مسلم وخبأ عنده مائة إلا واحدة قوله : وأنزل في الأرض جزءاً واحداً في رواية المقبري وأرسل في خلقه كلهم رحمة وفي رواية عطاء أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم وفي حديث سلمان فجعل منها في الأرض واحدة ، قال القرطبي هذا نص في أن الرحمة يراد بها متعلق الإرادة لا نفس الإرادة وأنها راجعة إلى المنافع والنعم قوله : فمن ذلك الجزء تتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه في رواية عطاء فيها يتعاطفون وبها يتراحمون وبها تعطف الوحش على ولدها وفي حديث سلمان فبها تعطف الوالدة على ولدها والوحش والطير بعضها على بعض قال بن أبي جمرة : خص الفرس بالذكر لأنها أشد الحيوان المألوف الذي يعاين المخاطبون حركته مع ولده ولما في الفرس من الخفة والسرعة في التنقل ومع ذلك تتجنب أن يصل الضرر منها إلى ولدها ووقع في حديث سلمان عند مسلم في آخره من الزيادة ( فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة مائة ) وفيه إشارة إلى أن الرحمة التي في الدنيا بين الخلق تكون فيهم يوم القيامة يتراحمون بها أيضاً ، وصرح بذلك المهلب فقال : " الرحمة التي خلقها الله لعباده وجعلها في نفوسهم في الدنيا هي التي يتغافرون بها يوم القيامة التبعات بينهم " قال : " ويجوز أن يستعمل الله تلك الرحمة فيهم فيرحمهم بها سوى رحمته التي وسعت كل شيء وهي التي من صفة ذاته ولم يزل موصوفاً بها فهي التي يرحمهم بها زائداً على الرحمة التي خلقها لهم " قال : " ويجوز أن تكون الرحمة التي أمسكها عند نفسه هي التي عند ملائكته المستغفرين لمن في الأرض لأن استغفارهم لهم دال على أن في نفوسهم الرحمة لأهل الأرض " قلت : وحاصل كلامه أن الرحمة رحمتان : رحمة من صفة الذات وهي لا تتعدد ، ورحمة من صفة الفعل وهي المشار إليها هنا ولكن ليس في شيء من طرق الحديث أن التي عند الله رحمة واحدة بل اتفقت جميع الطرق على أن عنده تسعة وتسعين رحمة وزاد في حديث سلمان أنه يكملها يوم القيامة مائة بالرحمة التي في الدنيا فتعدد الرحمة بالنسبة للخلق ، وقال القرطبي : مقتضى هذا الحديث أن الله علم أن أنواع النعم التي يُنْعم بها على خلقه مائة نوع فأنعم عليهم في هذه الدنيا بنوع واحد انتظمت به مصالحهم وحصلت به مرافقهم فإذا كان يوم القيامة كمل لعباده المؤمنين ما بقي فبلغت مائة وكلها للمؤمنين وإليه الإشارة بقوله تعالى (( وكان بالمؤمنين رحيما )) فإن رحيما ، من أبنية المبالغة التي لا شيء فوقها ويفهم من هذا أن الكفار لا يبقى لهم حظ من الرحمة لا من جنس رحمات الدنيا ولا من غيرها إذا كمل كل ما كان في علم الله من الرحمات للمؤمنين وإليه الإشارة بقوله تعالى : (( فسأكتبها للذين يتقون )) الآية وقال الكرماني : " الرحمة هنا عبارة عن القدرة المتعلقة بإيصال الخير والقدرة في نفسها غير متناهية والتعلق غير متناه لكن حصره في مائة على سبيل التمثيل تسهيلاً للفهم وتقليلاً لما عند الخلق وتكثيراً لما عند الله سبحانه وتعالى " وأما مناسبة هذا العدد الخاص فحكى القرطبي عن بعض الشراح أن هذا العدد الخاص أطلق لإرادة التكثير والمبالغة فيه وتعقبه بأنه لم تجر عادة العرب بذلك في المائة وإنما جرى في السبعين كذا قال وقال بن أبي جمرة ثبت أن نار الآخرة تفضل نار الدنيا بتسع وستين جزءاً فإذا قوبل كل جزءٍ برحمة زادت الرحمات ثلاثين جزءاً فيؤخذ منه أن الرحمة في الآخرة أكثر من النقمة فيها ويؤيده قوله : ( غلبت رحمتي غضبي ) قلت : لكن تبقى مناسبة خصوص هذا العدد فيحتمل أن تكون مناسبة هذا العدد الخاص لكونه مثل عدد درج الجنة والجنة هي محل الرحمة فكان كل
القارئ :فكأن يا شيخ ؟
الشيخ : يصح ما عليها همزة ؟
القارئ : لا ، فكأن كل رحمة بإزاء درجة وقد ثبت أنه لا يدخل أحد الجنة إلا برحمة الله تعالى فمن نالته منها رحمة واحدة كان أدنى أهل الجنة منزلة وأعلاهم منزلة من حصلت له جميع الأنواع من الرحمة ، وقال بن أبي جمرة : في الحديث إدخال السرور على المؤمنين
القارئ : باقي سطرين
الشيخ : سطرين
القارئ : ثلاثة أكمله ؟
الشيخ : كمِّل نعم
القارئ : وقال ابن أبي جمرة : " في الحديث إدخال السرور على المؤمنين لأن العادة أن النفس يكمل فرحها بما وهب لها إذا كان معلوماً مما يكون موعوداً ، وفيه الحث على الإيمان واتساع الرجاء في رحمات الله تعالى المدخرة " قلت : وقد وقع في آخر حديث سعيد المقبري في الرقاق فلو يعلم الكافر بكل ما عند الله من الرحمة لم ييأس من الجنة وأفرده مسلم من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة ويأتي شرحه هناك إن شاء الله تعالى
القارئ : تقدم
الشيخ : رحمه الله الظاهر إنه يحصل له نسيان ، أحياناً يقول يأتي في كذا ، تروح لكذا يقول تقدم في كذا
القارئ : نحن تتبعنا أربع مرات
الشيخ : نعم
القارئ : نحن تتبعناهم في الحلقة أربع مرات
الشيخ : أربع مرات
القارئ : يقول تقدم في الأضاحي ، وفي الأضاحي يقول تقدم في كذا
الشيخ : ولا لقاه ، الله أكبر ،ابن آدم ،
القارئ : ما في سطر ياشيخ
الشيخ : ماذا ؟
القارئ : سطر واحد فقط
قال الشيخ : في الباب الي نحن فيه
القارئ : أي نعم
الشيخ : إيه ، وش يقول ؟
القارئ : يا شيخ قول القرطبي إن هذه أنواع
الشيخ : إلي عندنا الآن في الباب إلي نحن فيه
القارئ : لا يا شيخ : من نفس القرينة ... أو له حظ
القارئ : وقال القرطبي رحمه الله : مقتضى هذا الحديث أن الله علم أن أنواع النعم التي ينعم بها على خلقه مائة نوع فأنعم عليهم في هذه الدنيا بنوع واحد انتظمت به مصالحهم وحصلت به مرافقهم
الشيخ : تفسير رحمة بالنعمة فيها نظر ، لأن الرحمة الي في الخلائق غير النعمة ، رحمة يجدها الإنسان في قلبه ، فنقول هذه الرحمة الي وسعت الخلائق كلها يوم القيامة تتضاعف إلى مئه ، إلى مئه ، من الله ومن الملائكة و ومن النبيين وممن يشفع ، يعني ما تحتاج إلى كل هذا التعب ، المسألة واضحة ، الرحمة التي نفوسنا الآن معروفة لنا ، ولا لأ ؟ معروفة ، ولهذا ضرب النبي عليه الصلاة والسلام مثلا بالفرس ، ترفع حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه ، هذه الرحمة ليست هي العطاء أو الفضل أو ما أشبه ذلك ، فنحن إذا أحسسنا أن ... هذه الرحمة ، نرحم الصغار ، نرحم الأولاد ، نرحم الضعفاء ، نقول يوم القيامة على ما في هذه الرحمة الموجودة في الدنيا من السعة ، لأنه ، من يحيط بها ؟
القارئ : ولا أحد
الشيخ : من يحيط بهذه الرحمة منذ أن خلقت الدنيا إلى أن تقول الساعة ؟
الشيخ : ما هي لأحد ، ولا هي خاصة بالبشر أيضاً ،الرسول ضرب مثل حتى في البهائم ، ولا هي بخاصة حتى في البهائم حتى في الحشرات ، أنا بعيني رأيت جحر ذر ، أصابه الماء ، أصابه الماء ، فبدأ الذر ينقل أولاده ، رأيته أنا بعيني ، ينقل أولاده بيضاء ، صغار ، بعد فيهن روح ولا ما فيهن ، لكن صار يجيش يجيش لأن الماء ، تعرفون الماء ، تشربه الأرض يأتي على الحجر يفسده ، لما أحسن بالماء من الداخل بدأن يطلعن ، كل وحدة حاملة ولدها ، هذا أبيض الذي بعد ما اسود هذه رحمة ، نعم ، كل شيء إذا تأملت سبحان الله العظيم يعني رحمة في أولاده شيء عجيب ، فالحاصل إننا نقول هذه الرحمة إلتي في الأرض تتراحم بها الخلائق ، ما يحصيها إلا الله ، يوم القيامة تتضاعف إلى مئة ضعف ، لا بالنسبة لرحمة الله عز وجل الذي وضع الرحمة في الخلائق ، ولا بالنسبة لرحمة الناس بعضهم لبعض
القارئ : ... ذكر فيها في الصفحة الثانية
الشيخ : يقول ما ذكر إلا شوي
القارئ : قوله إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة قال ابن الجوزي : " رحمة الله صفة من صفات ذاته وليس هي بمعنى الرقة التي في صفات الآدميين بل ضرب ذلك مثلاً لما يعقل من ذكر الأجزاء ورحمة المخلوقين والمراد أنه أرحم الراحمين " قلت : المراد بالرحمة هنا ما يقع من صفات الفعل كما سأقرره فلا حاجة للتأويل
الشيخ : هو في عنده تأويل رحمة الله عليه ، أقول تحويل هذه الرحمة إلى هذه الصفة إلى الفعل ، هذا ليس بتأويل؟ هذا على فهمه رحمه الله ، القارئ : وقد تقدم في أوائل الأدب جواب آخر مع مباحث حسنة وهو في باب
القارئ : ... قول الكرماني قول إنه حصر المئة هنا من باب التمثيل
الشيخ : من باب التمثيل ، هو على كل حال قريب لكن ما نقدر نقول من باب التمثيل ، الأصل أن الكلام على حقيقته ، لا على سبيل التمثيل ، طيب نقرأ بالبخاري ، ما دام ما جاء قارئنا
القارئ : في صحيحه في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم "باب لن يدخل أحد الجنة بعمله " والنسائي في الإيمان " باب الدين " الدين يسر ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله ميقل ، حدثنا أبي قال : حدثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قاربوا وسددوا واعلموا أنه لن ينجوا أحد منكم بعمله ، قالوا يارسول الله ولا أنت ؟ قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته ، برحمة منه ، وفضل )
القارئ : الرواية الثانية ... خلاص
الشيخ : خلاص ، لن ينجو أحد بعمله هذا اللفظ ،
القارئ : نعم
الشيخ : ما في لن يدخل أحد الجنة بعمله
القارئ : تصير ثابتة حتى على هذه الروايات، تصير ثابتة ... .
الشيخ : بس اختلف المعنى
القارئ : اختلف المعنى الآن
الشيخ : نعم ، حققها أنت أفرغها للأخوة
القارئ : المسألة بسيطة ، بس يرد على ابن القيم فقط
الشيخ : نعم
القارئ : يرد على بن القيم
الشيخ : من
القارئ : المحشي
الشيخ : أنت جزاك الله خير حقق عشان نعرف ابن القيم أصوب من ذلك ، لأن ابن القيم لعله يقول الشيخان .