تتمة شرح الحديث : حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني عطاء بن يزيد الليثي أن أبا سعيد الخدري أخبره أن أناساً من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يسأله أحد منهم إلا أعطاه حتى نفد ما عنده فقال لهم حين نفد كل شيء أنفق بيديه ( ما يكن عندي من خير لا أدخره عنكم وإنه من يستعف يعفه الله ومن يتصبر يصبره الله ومن يستغن يغنه الله ولن تعطوا عطاءً خيراً وأوسع من الصبر . ) حفظ
الشيخ : الشاهد قوله : (ولن تعطوا عطاءً خيراً وأوسع من الصبر) ، خيراً من الصبر وأوسع منه وذلك لأن الصابر يتحمل أشياء كثيرة ، ولا يتأثر منها ، ولا يضجر منها ، وهذا لا شك أنه خير ، بخلاف غير الصابر ، فإنه لا يتحمل ، إن أصابه مرض تعب وإن أصابته حاجة ، وإن هلك له صديق تعب ، وإن فقد مالاً تعب ، وهكذا ، لكن إذا كان صابراً ، تجده دائماً مطمئناً ، في سرور ، لا يهتم بهذه المصائب لأنه يصبر عليها ، وقوله : (ما يكن عندي من خير لا أدخره عنكم ) ، يعني مهما يكن عندي من خير ، فإني لا أدخره عنكم ، يعني لا أستأثر به ، وأختص به دونكم ، وهكذا كانت حاله عليه الصلاة والسلام ، يعطي العطاء ويبيت طاوياً ، صلى الله عليه وسلم ، يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة ، وقوله : (ومن يستعف ) وفي نسخة ( من يستعفف ) وهذي لا إشكال فيها ، لأن الفرق بينهما هو الإدغام وفك الإدغام ، وفك الإدغام هنا جائز ، ولكن المشكل يعفه الله ، يعفه بالضم ، لأن المعروف أنه أي الفعل المضعف يخفف بالفتحة ، يخفف بالفتحة ، فيقال مثلاً : يُعفَه الله ، إلا إذا كان مضموماً ، فإنه يجوز أن يخفف بالضمة ، فيقال مثلاً : من شَد ، يَشُدُه ، ويجوز يَشُدَه وهو الأصل ، ولكن هنا الإشكال هو أن ما قبل الفاء مكسور ، ولو كان مضموماً لقلنا يجوز فيه الضم إتباعاً ، فهذا عندك إعراب له ؟