حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني عطاء بن يزيد أن أبا سعيد حدثه قال قيل يا رسول الله ح وقال محمد بن يوسف حدثنا الأوزاعي حدثنا الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي سعيد الخدري قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أي الناس خير قال ( رجل جاهد بنفسه وماله ورجل في شعب من الشعاب يعبد ربه ويدع الناس من شره ) تابعه الزبيدي وسليمان بن كثير والنعمان عن الزهري وقال معمر عن الزهري عن عطاء أو عبيد الله عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال يونس وابن مسافر ويحيى بن سعيد عن ابن شهاب عن عطاء عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم حفظ
القارئ : باب : العزلة راحة من خلاط السوء . حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني عطاء بن يزيد أن أبا سعيد حدثه قال : قيل يا رسول الله ح وقال محمد بن يوسف حدثنا الأوزاعي حدثنا الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي سعيد الخدري قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أي الناس خير قال : ( رجل جاهد بنفسه وماله ورجل في شعب من الشعاب يعبد ربه ويدع الناس من شره ) تابعه الزبيدي وسليمان بن كثير والنعمان عن الزهري وقال معمر عن الزهري عن عطاء أو عبيد الله عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال يونس وابن مسافر ويحيى بن سعيد عن ابن شهاب عن عطاء عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، المؤلف رحمه الله يقول العزلة راحة من خلاط السوء ، وصدق رحمه الله ، فإن العزلة راحة إذا لم يكن إلا اختلاط مع أهل السوء ، ولا شك أن الراحة خير من التعب لا سيما التعب فيما لا يرضي الله عز وجل ، وقد اختلف العلماء رحمهم الله أيهما أفضل ، العزلة أو الإختلاط بالناس ؟ فقال بعض العلماء إن العزلة أفضل ، لأنها أسلم لدين المرء ، وقال بعض العلماء بل الإختلاط بالناس أفضل لما يتوقع من أمر بمعروف ونهي على منكر ، ودعوة إلى الخير وغير ذلك ، والصحيح أن الاختلاط بالناس أفضل لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) إلا إذا كان في الاختلاط شر على المرء في دينه ، فحينئذٍ تكون العزلة خيراً ، لكنها مؤقته ، بمعنى أنه إذا زالت الموانع اختلط بالناس ، لأن الإختلاط بالناس فيه خير ، دعوة للخير أمر بالمعروف ، نهي عن المنكر ، معرفة لأحوال الناس ، إئتناس بهم ، إلى غير ذلك من المصالح الكثيرة ، والعزلة ينطوي الإنسان على نفسه وربما ينفتح عليه في هذه العزلة أبواب لا يستطيع سدها من الوساوس ، والتفكيرات السيئة حتى يذهب بذلك دينه ودنياه ، ولهذا قيدها البخاري رحمه الله قال : " راحة من خلاط السوء " يعني لا مطلقاً ، وقول من قال إن العزلة أسلم ، فيه نظر لأن كثيراً من الناس ، يبنون السلامة على التخلي عن الشيء ، وهذا خطأ ، فالتخلي عن الشيء قد لا يكون سلامة ، لأنه إذا وجب عليك الخروج للناس والدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لم تكن العزلة سلامة ، بل تكون العزلة ندامة ومسؤولية وإضاعة ، فالتخلي عن شيء ليس سلامة على كل حال ، بل قد يكون فيه الندامة ، والملامة ، ثم ذكر هذا الحديث واضطراب إسناده لكنه اضطراب لا يضر ، إنما سئل النبي عليه الصلاة والسلام : أي الناس خير ؟ قال : ( رجل جاهد بنفسه وماله) ، فهذا خير النفس ، لأنه ركب ذروة سنام الإسلام ، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : (ذروة سنامه الجهاد في سبيل الله ) والثاني رجل في شعب من الشعاب يعبد ربه ويدع الناس من شره ، وهذا في حال الفتن ، وحال الشر في باختلاط الناس ، فتكون العزلة في شعب من الشعاب خيراً من الإختلاط بالناس ، لما في الإختلاط من الفتنة والشر ، فالجهاد في حال مشروعيته وجوباً أو استحباباً خير من العزلة ، والعزلة في حال الفتنة خير من الاختلاط ، فعلى هذا يكون الحديث مقيداً ، يعني إطلاق قوله في شعب من الشعاب ، ( رجل في شعب من الشعاب يعبد ربه ، ويدع الناس من شره ) هذا مقيد ، بماذا ؟ بما إذا كثرت الفتن ، ولعله يفسره ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : ( إذا رأيت شحاً مطاعاً وهوى متبعاً ، ودنيا مؤثرة ، وإعجاب كل ذي رأي برأيه ، فعليك بخاصة نفسك ودعك عنك أمر العوام ) .