حدثني محمد بن عثمان بن كرامة حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال حدثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن عطاء عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله قال من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته ) حفظ
القارئ : حدثني محمد بن عثمان بن كرامة حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال حدثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر
الشيخ : لاحظ يا شاكر ، أنه ربما شايف ، انه عارف هذا الرجل الذي سأله ، إنه معرض عن الآخرة ، يبيها نصيحة له ، هذا قد يتوجه كلامه ، لكن مع هذا ينبغي أن يقابله ، وإذا هناه يقول نعم ، هنأنا الله بك وجعلنا وإياك من الناجحين في الدنيا والآخرة ، وما أشبه ذلك ، أما أن يصدمه في هذا ، ما هو بصحيح ، ولا نعم وربما تقتضي الحال أن واحد هنأني ، عرفت منه الإعراض عن العمل الصالح قد يكون من المناسب أني أقول بعد ن أجيبه على تهنئته ، نقول يا أخي ، نسأل الله أن يجعل هذا النجاح لنا ولكم في الدنيا والآخرة ، أما ينكر عليه ما هو بصحيح ، نعم .
القارئ : عن عطاء عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله قال من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذ بي لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته )
الشيخ : الله أكبر ، هذا الحديث حديث عظيم ، ذكره النووي رحمه الله في الأربعين النووية ، يقول الله عز وجل في الحديث الذي رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه ، يقول من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ، الولي لله : هو المؤمن التقي ، هكذا فسره الله عز وجل في قوله : (( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون )) فهم طاهرون في ظواهرهم وبواطنهم ، طاهرون في بواطنهم بماذا ؟ بالإيمان ، لأن الإيمان محله القلب ، وظواهرهم بالتقوى ، هؤلاء هم أولياء الله ، قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمة الله عليه : " من كان مؤمنا تقياً ، كان لله ولياً " هذا الولي ، والمعاداة ، معاداته ضده المولاة ، يعني أن يكون حرباً عليه ، حرباً عليه، مبغضاً له ، كارهاً له ، هذا الذي يعادي الولي فضلا عن كونه يحارب الولي ، يكون قد آذن الله بالحرب ، يعني أعلمته بأنني محارب له ، ومن كان الله محاربه فهو مخذول ، ولا بد ، ثم قال الله عز وجل : (( وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه )) يتقرب الإنسان للله بالعبادات ، بعضها فريضة وبعضها نافلة ، وكل أركان الإسلام العملية ، كلها فيها فريضة ونافلة ، فالصلاة
القارئ : فريضة ونافلة
الشيخ : والزكاة
القارئ : فريضة ونافلة
الشيخ : والصوم
القارئ : فريضة ونافلة
الشيخ : والحج
القارئ : فريضة ونافلة
الشيخ : وغالب العبادات هكذا ، البر فريضة ونافلة ، الصلة فريضة ونافلة، لكن الفرائض أحب إلى الله من النوافل ، فإذا صلى الإنسان أربع ركعات نفلاً ، وصلاة الظهر ، كانت صلاة الظهر ، أحب إلى الله عز وجل من هذه الأربع النوافل ، ويدل لذلك من الناحية العقلية ، أن الله فرض هذه الفرائض وألزم العباد بها ، فلولا أن محبته إياها أقوى من محبته للنوافل لم ؟ ، إيش لم يفرضها عليهم ، طيب ، يقول الله عز وجل : ( وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل ) التي هي فوق الفرائض ( حتى أحبه ) ، إذاً فالتقرب بالنوافل سبب لمحبة الله ، وأسباب محبة الله كثيرة متعددة ، منها إتباع الرسول عليه الصلاة والسلام (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )) فإذا أكثر الإنسان من النوافل أحبه الله عز وجل (( فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها )) كنت سمعه لا ريب أن المراد ، أن المراد تسديد الله تعالى لهذا الرجل في سمعه ، بحيث يوفق فلا يسمع إلا خيراً (( وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه )) كنت بصره يسدد في نظره ، ورؤيته ، بحيث لا يرى إلا الخير ، وإذا رأى الشر واللغو أعرض عنه ، ومن ذلك مثلاً ، الذي يطالع بالكتب التي ليست لها فائدة ، هذا لم يسدد في بصره ، لأنه رأى شيء لا خير له فيه ، وكذلك الذي يسمع أقوالاً لا تنفعه في دينه ، لم يسدد في سمعه ، يده التي يبطش بها ، يعني أن الله يوفقه حتى لا يعمل بيده شيئاً ، إلا وفيه الخير له ، لأن الله تعالى كان يده التي يبطش بها ، فسدده ، ورجله التي يمشي بها ، كذلك نقول فيها ، يسدد بحيث لا يمشي إلا إلى ما فيه الخير والصلاح ، ولا يمكن أبداً أن يتوهم واهم ، ذو عقل أن الله يكون نفس السمع والبصر ، واليد والرجل ، حاشاه من ذلك ، وذلك لأنه قال كنت سمعه ، سمعه ، والسمع صفة في السامع ، ولا يمكن أن يكون الله تعالى صفة في غيره ، البصر كذلك ، لا يمكن أن يكون البصر في غيره ، ثم إن سمع الإنسان وبصره ، ويده ، ورجله حادث ليس بقديم (( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكوراً )) وأنتم الآن الذي له عشرون سنه قبل خمس وعشرين سنة ليس بشيء مذكور ما هو موجود ، ولا يدرى عنه ، فكيف يكون الخالق عز وجل ، صفةً أو جزءاً من هذا الرجل ، لا يمكن هذا ، ولذلك لما احتج أهل التعطيل على أهل السنة ، بأنهم أولوا في هذا الحديث ، قالوا نحن ما أولنا ، لأن الظاهر الذي ظننتموه ، ليس بظاهر أصلاً حتى نقول خرجنا عن الظاهر ، هو ليس بظاهر حتى نقول إنا خرجنا عنه ، ثم إننا نحن معشر أهل السنة ، لا ننكر التأويل مطلقاً ، بل نقول إن التأويل بدليل ، هو الدليل ، لأنه إذا دلت النصوص على التأويل صار مقتضى هذا النص ما دلت عليه النصوص الأخرى لأن النصوص لا تتناقض ، واضح فإذا كان التأويل بدليل، ما في إشكال (( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم )) نحن نقول إذا قرأت أي إذا أردت أن تقرأ هو خارج للفظ عن ظاهره لكن عندنا دليل ، وحينئذٍ لم نكن خرجنا عما أراد الله تعالى بهذه الآية ، لأن لدينا دليلا من فعل الرسول عليه الصلاة والسلام ، أنه إذا كان إذا أراد أن يقرأ إستعاذ ، ثم قال في جملة جزاء هذا الرجل الذي يتقرب إلى الله بالنوافل يقول : ( إن سأني لأعطينه ) إن سألني لأعطينه إن قال قائل هذا على إطلاقه ، فيه نظر ، لأن ظاهره أنه لو سأل الله تعالى ما فيه اعتداء ، لأعطاه ، والجواب عن ذلك : أن يقال مثل هذا الرجل لا يمكن أن يسأل ما فيه اعتداء ، لأنه لو سأل ما فيه إعتداء ، نعم ما صار من أولياء الله ، ولا صار أهلاً لمحبة الله ، فلا بد أن يكون السؤال هنا سؤالا فيما يسيغ سؤله ، ولئن استعاذني لأعيذنه ، استعاذني : يعني استجار بي من مكروه لأعيذنه ، فجمع الله له بين حصول المطلوب في قوله لئن سألني لأعطينه ، وزوال المكروه في قوله لئن استعاذني لأعيذنه ، ثم قال : (( وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن )) عن نفسه يعني ، عن قبض نفسه ، بدليل قوله ، يكره الموت ، وأنا أكره إساءته ، يعني أن الله عز وجل فعال لما يريد ، وهذا لا شك فيه ، لكنه عز وجل لمحبته للمؤمن وأسال الله أن يجعلني وإياكم منهم يتردد هل يقبض نفسه أو لا يقبضها لماذا ؟ ، لأن المؤمن يكره الموت ، والله تعالى يكره إساءته والموت يسوءه أو لا ؟
القارئ : يسوءه
الشيخ : يسوءه بلا شك ، يسوءه ، المؤمن يسوءه الموت ، لأنه يحب أن يبقى في الدنيا فيزداد عملا صالحاً ، وغير المؤمن يكره الموت لإنه يريد أن يبقى في الدنيا ليتمتع فيها ، على كل حال يقول يكره الموت وأكره إساءته ، فمن كراهة الرجل للموت ، يكره الله أن يقبض روحه ، لأن ذلك يسوءه ، ولكن في لفظ آخر ، ( يكره الموت وأنا أكره إساءته ، ولا بد له منه ) ، لا بد إن لم يمت اليوم مات غداً ، لا بد من هذا ، فإذا كان كذلك ، فإن الله تعالى يفعل ما تقتضيه حكمته ، فيقبض نفسه ، لأن هذا هو الذي تقتضيه الحكمة ، وقد أشكل على بعض الناس ، وصف الله تعالى بالتردد ، ولكنه ليس به إشكال ولله الحمد ، لأن التردد منشأه ، أحد أمرين ، إما شيء يتعلق بالفاعل لجهله بعواقب الأمور ، وإما شيء يتعلق بالغير لمصلحته ، فإن كان شيء يتعلق بالفاعل ، لكونه يخفى عليه عواقب الأمور ، فهذا
القارئ : نقص
الشيخ : نقص ، وهو ممتنع على الله ولا يمكن أن يكون منشأ التردد في حق الله هذا السبب ، والثاني منشأه ما يتعلق بالغيب وإلا فالله تعالى عالم بما تقتضي الحكمة فهذا يقع من الله ، ومنشأ هذا في الحقيقة منشأه الرحمة بالغير ، منشأه الرحمة بالغير ، ولهذا قال يكره الموت وأكره إساءته ، إذن يكون هذا التردد صفة كمال ولا صفة نقص
القارئ : صفة كمال
الشيخ : صفة كمال ما دام منشأه الرحمة في الغير والرأفة به ، فإن هذا يكون صفة كمال ،
القارئ : عندنا مساءته
الشيخ : نعم
القارئ : عندنا بالميم مساءته ،
الشيخ : إي نعم ، مساءته وهو كذلك .