شرح حديث : ( إنه لم يقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة ثم يخير ) . حفظ
الشيخ : هذا الحديث واضح أن فيه شاهد للترجمة ، وهو قول النبي عليه الصلاة والسلام : ( اللهم الرفيق الأعلى ) الرفيق اسم جنس ، يصدق على الواحد والمتعدد ، يعني أن الرسول عليه الصلاة والسلام سأل الله ، أن يجعله مع الرفقاء الأعلون ، الأعلون ، بل ، الأعلين ، هذا معنى الحديث ، وقولها رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم : " أنه لم يقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة ثم يخير " يعني يخير بين أن يموت ويقبض ، وبين أن يعمره الله في الدنيا ما يشاء أن يعمره ، ويدل لهذا أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب في آخر حياته فقال : ( إن عبدا من عباد الله ، خيره الله بين أن يعيش في الدنيا ما شاء الله أن يعيش ، وبين ما عند الله فاختار ما عند الله ) فلما خطب هذه الخطبة بكى أبو بكر فقط ، لم يبكي غيره ، بكى أبا بكر وتعجب الناس من بكاء أبي بكر ، كيف يحدث الرسول بهذا الحديث ثم يبكي ، فكان المخير الرسول عليه الصلاة والسلام ، وعرف أبو بكر بهذا أنه ميت عليه الصلاة والسلام ، فكان أبو بكر أعلم الناس بقول النبي صلى الله عليه وسلم وحديثه والباقون ما علموا ولا شعروا أنه يريد هذا ، فالمهم ، أن النبي عليه الصلاة والسلام سأل الله أن يكون في الرفيق الأعلى ، وذلك آخر ما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم ، فأما ما ورد في الحديث ، أنه كان يقول يوصي في آخر حياته : ( الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم ، حتى جعل يغرغر بها ) فهذا مراد من الأحكام الشرعية ، آخر ما تكلم به الوصية الصلاة ، وأما الدعاء فآخر ما قال : ( اللهم في الرفيق الأعلى ) حتى إن يده مالت عليه الصلاة والسلام وقبض .