تتمة شرح باب : نفخ الصور. قال مجاهد : الصور كهيئة البوق . (( زجرة )) : صيحة. وقال ابن عباس : (( الناقور )) : الصور . (( الراجفة )) : النفخة الأولى ، و (( الرادفة )) . النفخة الثانية . حفظ
الشيخ : ولا مناقشة ، لكن الأمور الشرعية إلي نحن مكلفون بها ، ونركز شوي على هذه المسألة ، قالت عائشة يا رسول الله ، الرجال والنساء ، يعني ينظر بعضهم إلى بعض ، قال الأمر أعظم من أن يهمهم ذلك ، ما هي المسألة مسألة نظر : (( يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبينيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه )) (( فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون )) ما يعرف أحد أحد ، بل إن الإنسان يقول (( يفر المرء )) قال بعض السلف : " لأن هؤلاء الأقارب كل واحد منهم يخاف أن يكون لقريبه عليه حق فيفر منه " فهي رضي الله عنها ما سألت كيف يقومون ، شلون يقومون ، في لحظة ، وبسرعة ، ما سألت ، إن الله على كل شيء قدير ، ولما حدث النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال ، وقال إنه يبقى في الأرض أربعين يوماً ، يوم كسنة ، ويوم كشهر ، ويوم كأسبوع ، ،وسائر أيامه كأيامكم ، ما قالوا يا رسول الله كيف كسنة ؟! شلون الشمس مهي جريها واحد ؟! كيف تتأخر حتى تكون سنة ؟! لكن لو حدث بهذا الوقت ، جعلوا يناقشون في هذا مثل ما يناقشون كيف ينزل إلى السماء الدنيا في ثلث الليل ، والثلث وين يرحوا لناس ثانيين ، وش سألوا عنه ؟ سألوا عن الصلاة ، إلي مكلف بها الإنسان ، قالوا هذا اليوم الذيكسنة هل تكفينا فيه صلاة يوم واحد ؟ انظر الفرق بيننا وبينهم ، لو أنه حدث بهذا الحديث لكان كل واحد يجي كيف الشمس وشلون تغير ، كيف تجلس سنة كاملة ما تقطع الأفق وهي بالعادة بأربعة وعشرين ساعة ، نعم ، لكن هذا ما هو يرد على الصحابة ، لأنهم يعلمون أن مسائل الكون فوق وسعنا وتصورنا ، فوق وسعنا وتصورنا ، هذه الروح التي بين جنبينا ، ما ندري ما هي ، (( فإنما هي زجرة واحدة ))يوم القيامة (( فإذا هم بالساهرة )) كل الناس صيحة واحدة يصيح بهم الله عز وجل يخرجون على طول ، نحن في الدنيا نشاهد النبات إذا أراد أن ينبت ، ينهض الأرض قليلا ، تفلقع ثم رويداً رويداً حتى ينبت ، لكن في ذلك اليوم كلمة واحدة تخرجهم من القبور ولو كان عمق القبر سبعين ذراع ، يخرجون مرة واحدة ، الصحابة ما سألوا عن هذا ، ما سألوا ، لأن مسائل الكون والتقدير والقدرة ليست في وسع الإنسان ، وهذا الذي أحب أن نفهمه ، وأن نقف أمامه مسلمين مستسلمين ، لكن مسائل الشرع لا بأس نسأل ، مسائل الشرع التي تهمنا والتي نحن مكلفون بها ، نسأل ، كما فعل الصحابة رضي الله عنه ، نعم
السائل : شيخ
الشيخ : ما قرأنا حديثاً ؟ طيب المهم نحن ذكرنا أن العلماء اختلفوا في الصور ، في النفخ بالصور ، هل هو مرتين أو ثلاث مرات ، والذي يظهر لي أنه مرتان فقط ، المرة الأولى فيها فزع وصعق ، والمرة الثانية فيها بعث ، لأن هذا هو الذي جاء مفصلاً في سورة الزمر ، موضحاً ، ولا منافاة بين الفزع وبين الصعق ، فالإنسان يفزع وقد يكون فزعه شديداً يقطع القلوب ، نعم .
القارئ : حدثني عبد العزيز بن عبد الله قال حدثني إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن أبي سلمة
الشيخ : طيب فيه يقول الصور كهيئة البوق تعرفون البوق
القارئ : نعم
الشيخ : كيف هو ؟
القارئ : حق الرعاة
الشيخ : حق الرعاة
القارئ : مقوس
الشيخ : مقوس ينفخ فيه مثل القرن ، ولهذا ورد في بعض الآثار أن الصور قرن عظيم ، مساحته مثل ما بين السماء والأرض ، لأنه كل الأرواح بإذن الله تجتمع فيه ، كل الأرواح ، أرواح السعداء والأشقياء تجتمع في هذا ، فإذا نفخ فيه خرجت الأرواح منه ، وفي بعض الآثار أن أرواح المؤمنين ، تتلألأ نوراً ، وأرواح الكافرين ظلمة والعياذ بالله ، حتى تذهب كل روح إلى جسدها الذي كانت تعمره في الدنيا ، لا تخطئه أبداً ، على كثرة الناس الذين لا يحصيهم إلا الذي خلقهم الله عز وجل ، لا تخطئ نفس جسدها من هذا الروح ، الله المستعان ، من هذا البوق تخرج ، طيب ويقول زجرة واحدة ، زجرة يعني صيحة ، يصاح بهم حتى يخرجوا مرة واحدة ، قال ابن عباس : " فإذا نقر في الناقور ، الصور ، ونقر نفخ " (( فذلك يومئذ يوم عسير ، على الكافرين غير يسير )) اليوم نفسه عسير لاحظ ، لكنه على المؤمن يسير ، لأنه قال : (( على الكافرين غير يسير )) وعلى المؤمنين
القارئ : يسير
الشيخ : يسير ، ويدل هذا على قوله تعالى ، على ذلك ،أيضا قوله تعالى : (( وكان يوما على الكافرين عسيراً )) وكان يوماً على الكافرين عسيراً ، فهذا اليوم من حيث هو يوم يوم عسير بلا شك ، صعب ، عظيم ، لكنه على المؤمن سهل ، حتى أنه ورد في بعض الآثار أنه كهيئة صلاة مفروضة ، يعني كما يؤدي المؤمن الصلاة المفروضة ، كل هذا اليوم ، خمسين ألف سنة ، كأنه أداء صلاة مفروضة بالنسبة للمؤمن ، الله يجعلنا وإياكم منهم ، طيب الراجفة النفخة الأولى ، والرادفة الثانية : (( يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة )) نعم .