بعض الفوائد في علم المصطلح . حفظ
الشيخ : في حديث جبريل أسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه ، العلماء يقولون النووي وغيره : " أن جبريل وضع يديه على فخذيه يعني على فخذي جبريل " كما هو المتبادر ، وكما هو المعروف في الأدب أن الإنسان يبغى ينصت ، ويهتم في الإنصات أنه يجلس متأدب هكذا ، في رواية للنسائي ... الإخوان : التصريح بأن جبريل وضع يديه على فخذي النبي عليه الصلاة والسلام ، على فخذي النبي ، نحن نقول مثل هذه إذا جاءت لازم تتبع الرواة ، نشوف الشيخ إلي هو متفق به والرواة ، ونشوف من هذا القرين ، لهؤلاء الرواة في شيخهم ، هل هو مثله في الأوثقية ، أو أقل ، أو أكثر علشان نرجح ، لأنه من الجائز أن يكون هذا التفسير ، من تصرف الراوي هذا ، لأنه إذا كان الرواة إلي غيره ، رووا هذا عن الشيخ ، غير مفسر بهذا التفسير فمن الجائز أن يكون من تفسير هذا الراوي ، ثم عاد ينظر إذا كان من تفسيره ، هل هو تفسير صحيح ، أو غير صحيح ، لأنه إذا كان تفسير والألفاظ الأخرى محتملة ، لا يعد معارضاً في الواقع ، المعارضة أن يكون هذا منافي لهذا ، ولكن يبقى النظر هل يعارض ما عرف من قواعد الشرع أو من القواعد العرفية ، فيرد على صاحبه ، يرد على صاحبه ، وأنا عندي أنه إذا كان جبريل أسند ركبتيه إلى ركبتي الرسول عليه الصلاة والسلام ، فهو يحتمل أنه وضع الركبتين على الركبتين ، أسندها إليه ، ويحتمل أنه قرب منه جداً ومست ركبتاه ، ركبتيه ، فصارت ركبتي أو ركبتا جبريل ، كالمسندة ، كالمسندة إلى ركبة النبي عليه الصلاة والسلام ، وأي كان فإنه لن يكون بالسهولة ، أن يمس فخذي الرسول عليه الصلاة والسلام ، إلا وهو منحن بعض الشيء ، ثم إن فخذين ، كثير من أهل العلم يقولون إنها عورة ، إنها عورة وضع اليد عليها ، لا شك أنه سوء أدب ، أن تضع يدك على عورة إنسان ، هذا سوء أدب ولا يليق بجبريل مثلاً أن يفعل هذا الشيء .
هذه فائدة في علم المصطلح ، ينبغي لطالب العلم أن ينتبه لها ، ولهذا أحياناً ، تجدون بعض العلماء ، الذين يحترزون ، يقول الحديث صحيح الإسناد ، ولا يقول صحيح ، لأنه قد يكون في متنه نكارة ، فلا يكون صحيحاً ، وأحياناً يكون يقول هو حديث صحيح ، وإن كان في السند ما فيه لأن له شواهد تؤيده ، يكون سنده حسناً ما يصل إلى الصحة لكن من أجل شواهده يكون صحيحاً لغيره ، وهذه نقطة ينبغي لطالب العلم أن ينتبه لها ، وهذه يسميها العلماء ، العلل ، علل الحديث وهو أن يأتي حديث ظاهره الصحة ولكن عند البحث والتدقيق يكون فيه علة ، وهو من أدق كما قال ابن حجر في شرحه النخبة : من أدق علوم الحديث ، وأصعبها ولا يطلع عليها لا الجهابدة ، في علم الرجال وفي علم الفقه ، أي نعم .
السائل : ما دام جبريل عليه الصلاة والسلام تكلم بإسلوب الأعراب ، فما يمنع أن يفعل فعل الأعراب ويضع يده ؟
الشيخ : الأعراب ما يضعون يده على هذا
السائل : قال يا محمد ياشيخ
الشيخ : نعم لكن ما يضع يده على فخد الرسول بعيدة هذه .