باب : قول الله تعالى : (( ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم. يوم يقوم الناس لرب العلمين )) . وقال ابن عباس : (( وتقطعت بهم الأسباب)) : قال: الوصلات في الدنيا . حفظ
القارئ : باب : قول الله تعالى : (( ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العلمين )) . وقال ابن عباس : (( وتقطعت بهم الأسباب)) : قال : " الوصلات في الدنيا " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
قال المؤلف رحمه الله قال : باب : قول الله تعالى : (( ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم . يوم يقوم الناس لرب العلمين )) هذه الآية بل الآيتان في سياق جزاء المطففين ، الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون ، وهذا لا بأس به ، إذا اكتالوا على الناس يستوفون لا بأس به ، لأن هذا هو حقهم ، ولكن إذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ، يعني إذا كالوا لهم ، أو وزنوا لهم ، يخسرون يعني ينقصون ، فهم يطالبون بحقوقهم ، ويهضمون حقوق الناس ، وهذا غاية الجور ، لو أنهم لا يطالبون بهذا ولا بهذا كان أهون ، ولو كانوا يعدلون بهذا وهذا لكان حقا ، لكن كونهم يريدون حقهم كاملاً ، وينقصون ، هؤلاء هم المطففون ، قال الله تعالى : (( ألا يظن أولئك )) واعلم أن هذا على سبيل المثال أعني ذكر الكيل والوزن ، على سبيل المثال ، وإلا فكل من كان ينقص حق غيره ويطالب بحقه كاملاً فهو من المطففين ، حتى في مسائل العلم ، لو أن شخصاً أراد أن يقارن بين قولين ، وصار ينصر قوله ويأتي بالأقوال الكثيرة ، الترجيحات الكثيرة ، ولكنه يهضم قول غيره ، ولا يعرضه كما يعرض قول نفسه فهو من المطففين ، كذلك الإنسان الموظف ، الذي يبخس الوظيفة حقها ، فيتأخر في الحضور ، أو يتعجل في الخروج ، أو لا يعطي العمل حقه في حال تلبسه بالعمل ، وهو لو ينقصه درهم واحد من راتبه ، لطالب به ، هذا أيضاً من من مَن ؟
القارئ : من المطففين
الشيخ : من المطففين ، الضابط أن المطفف يريد حقه كاملاً ، ويهضم حق غيره ، يقول الله عز وجل : (( ألا يظن أولئك )) يظن بمعنى يوقن ، لأن الظن لا يكفي في باب الإيمان ، بل لا بد من اليقين ، فكلما جاءك كلمة ظن في أمر يطلب فيه اليقين ، فالمراد بالظن اليقين ، مثل قوله تعالى : (( الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم )) (( ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولا يجدوا عنها مصرفا )) فالظن هنا بمعنى ؟
القارئ : اليقين
الشيخ : اليقين ، هذه أيضاً ألا يظن ، أولئك الخ ..، يعني ألا يوقن وهذا عرض بمعنى التوبيخ ، يعني على أداة عرض لكن هنا جاءت بمعنى التوبيخ ، وقوله : أنهم مبعوثون ليوم عظيم ، هو يوم ، هو يوم القيامة ، والمبعوثون من البعث ، وهو الإخراج ، والإرسال وله عدة معان ، وقوله : يوم يقوم الناس لرب العالمين ، هذا هو اليوم العظيم ، وهو يوم البعث ، يوم يقوم الناس كلهم ، مؤمنهم وكافرهم وصغيرهم ، وكبيرهم ، برهم ، و فاجرهم ، لرب العالمين ، الذي خلقهم وأماتهم ، ثم أحياهم ، وهذا فيه التحذير من التطفيف الذي يلقى المطفف فيه جزاؤه في هذا اليوم العظيم ، وقوله : وتقطعت بهم الأسباب ، قال الوصلات في الدنيا ، هذا في سياق قوله تعالى : (( إذ تبرء الذين اتُبِعوا من الذين اتَبَعوا و رأوو العذاب وتقطعت بهم الأسباب )) الذين اتُبِعوا هم السادة والكبراء ، الذين يتبعهم أتباعهم ، في معصية الله ، يتبرؤون منهم يوم القيامة ، ومنهم المعبودون مع العابدين ، يتبرؤون منهم يوم القيامة ، قال الله تعالى : (( ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب )) وهذا يوم القيامة ، هذا يكون يوم القيامة ، قال ابن عباس الوصلات في الدنيا ، وفي رواية عنه المودة ، يعني المحبة بينهم في الدنيا ، والصلات بينهم في الدنيا تتقطع في ذلك اليوم ، ولا ينتفع ، ولا ينتفعون بها ، لا ينتفع بالتواصل في الآخرة إلا المتقون ،كما قال الله تعالى : (( الأخلاء يومئذٍ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين )) .