باب : القصاص يوم القيامة. وهي الحاقة، لأن فيها الثواب وحواق الأمور. الحقة والحاقة واحد، والقارعة والغاشية والصاخة، والتغابن، غبن أهل الجنة أهل النار حفظ
القارئ : باب : القصاص يوم القيامة. وهي الحاقة ، لأن فيها الثواب وحواق الأمور. الحقة والحاقة واحد ، والقارعة والغاشية والصاخة ، والتغابن ، غبن أهل الجنة أهل النار .
الشيخ : هذه أسماء ليوم القيامة ، أولاً باب القصاص ، القصاص : أخذ الحق على وجه المقاصة ، أخذ الحق من الغير على وجه المقاصة ، ويكون في الدماء ويكون في الأموال ، ويكون في الأعراض (( إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم )) بل يكون حتى بين البهائم ، العجم ، يقتص للشاة الجلحاء من الشاة القرناء يوم القيامة ، فهو يوم القصاص ، يوم العدل ، يوم القيامة ، لأنه يقوم فيه الناس من قبورهم لرب العالمين ، ويقوم فيه الأشهاد ويقام فيه العدل ، الحاقة : نقول ، لأن فيها الثواب وحواق الأمور ، حاقة : أي أنه تحق فيها الأشياء ويذهب كل باطل ، ليس في الآخرة إلا الشيء الثابت الحق ، مافيها لعب ولا هزو ، و يحتمل أن الحاقة : بمعنى التي تحق على الناس ، تحق على الناس ، يعني أنها تأتيهم على وجه حقيقي ، على وجه حقيقي ليس فيه مرية ، ولا كذب والقارعة بأنها تقرع الناس ، والقارعة كل ما يصيب الإنسان ، من مصيبة ، وأما الغاشية : فهي التي تغشى الناس ، يعني تغطيهم ، والمراد أنها تغطيهم على وجه الفزع ، الصاخة : هي التي يكون فيها الصوت العظيم ، الذي يصيب الآذان ويصخ الآذان ، الآذان ، التغابن : من الغبن وهو غبن أهل الجنة لأهل النار ، يوم القيامة هو الحقيقة ، يوم التغابن أما الدنيا فليس فيها غبن ، الدنيا ليس فيها غبن ، ما فيها غبن إلا في مسألتين فقط ، ذكرهما النبي عليه الصلاة والسلام ، صاحب علم ينشر علمه ويدعوا به الناس ، وصاحب مال ينفقه في سبيل الله ، أما القصور المشيدة ، والمراكب الفخمة ، والنساء الجميلة ، والأولاد النبهاء والأذكياء فهذا ليس فيه غبن ، ليس فيه غبن أبداً ، الغبن يوم القيامة ، الغبن هو الذي يكون يوم القيامة ، يغبن أهل الجنة أهل النار ، قال الله تبارك وتعالى : (( انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلاً )) نحن الآن نعرف الفرق بين رجل مترف منعم ، عنده من أصناف الترف ما لا يحصى وشخص آخر معذب ، نعرف الفرق بينهما ، فرق كبير ، لكن في الآخرة أكبر وأعظم ، وللآخرة أكبر درجات وأعظم تفضيلاً ، أهل الغرف ، هل الجنة يتراءون أصحاب الغرف مثل ما يتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق ، يعني منازل عالية ، مثل ما ترى الكوكب الدري المضيء الغابر في الأفق ، تراه شيئاً عظيماً ، ورفيعا هم يتراءون أصحاب الغرف كذلك ، أصحاب الجنة إذا هذه الدرجات عظيمة ، ولهذا قالوا يا رسول الله تلك درجات الأنبياء لا ينالها غيرهم ، قال : ( والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين ) ، يعني ينالون هذا ، ما هي خاصة بالأنبياء .