حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن غيلان بن جرير عن أبي بردة عن أبيه قال ( أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في رهط من الأشعريين أستحمله فقال والله لا أحملكم وما عندي ما أحملكم عليه قال ثم لبثنا ما شاء الله أن نلبث ثم أتي بثلاث ذود غر الذرى فحملنا عليها فلما انطلقنا قلنا أو قال بعضنا والله لا يبارك لنا أتينا النبي صلى الله عليه وسلم نستحمله فحلف أن لا يحملنا ثم حملنا فارجعوا بنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنذكره فأتيناه فقال ما أنا حملتكم بل الله حملكم وإني والله إن شاء الله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرًا منها إلا كفرت عن يميني وأتيت الذي هو خير أو أتيت الذي هو خير وكفرت عن يميني ) حفظ
القارئ : وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين.
قال البخاري رحمه الله تعالى: حدثنا أبو النعمان، حدثنا حماد بن زيد، عن غيلان بن جرير، عن أبي بردة، عن أبيه، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في رهط من الأشعريين أستحمله، فقال : ( والله لا أحملكم، وما عندي ما أحملكم عليه ) قال: ثم لبثنا ما شاء الله أن نلبث، ثم أتي بثلاث ذود غر الذرى، فحملنا عليها، فلما انطلقنا قلنا، أو قال بعضنا: والله لا يبارك لنا، أتينا النبي صلى الله عليه وسلم نستحمله فحلف أن لا يحملنا، ثم حملنا، فارجعوا بنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنذكره، فأتيناه فقال : ( ما أنا حملتكم، بل الله حملكم، وإني والله إن شاء الله لا أحلف على يمين، فأرى غيرها خيراً منها، إلا كفرت عن يميني وأتيت الذي هو خير ) أو ( أتيت الذي هو خير وكفرت عن يميني ).
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
في هذا الحديث دليل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على الجهاد في سبيل الله والغزو.
وفيه بيان جواز الحلف للطمأنينة طمأنينة المخاطب، وإن كان لم يستحلف لقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( والله لا أحملكم ).
وفيه أيضاً دليل على أن الإنسان إذا حلف على شيء فرأى غيره خيراً منه كفر عن يمينه وأتى الذي هو خير، وهذه قاعدة عامة، ولهذا أقسم النبي عليه الصلاة والسلام أنه لا يحلف على يمين فيرى غيرها خيراً منها إلا كفر عن يمينه وأتى الذي هو خير.
وفيه دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم يجوز عليه النسيان ولهذا جوزه عليه أعلم الناس به وبحاله وهم الصحابة رضي الله عنهم، لكن هذا في غير أمور الشرع، فأما أمور الشرع فقد قال الله تعالى : (( سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى )) فلا ينسي منها شيئاً إلا شيئاً نساه الله إياه.